ملاحظات عديدة يمكن استخلاصها من خطاب الرئيس محمد مرسى فى ميدان التحرير، أخبرتنا الإعلامية رانيا هاشم فى برنامج صباح الخير يامصر بالتليفزيون المصرى، أن الرئيس مرسى نسى توجيه الشكر إلى أهالى محافظة شمال سيناء، رغم أنه ذكر أهالى جنوبسيناء مرتين، وقالت رانيا إن المراقب الإعلامى الشريف هو الذى يذِّكر بهذا السهو الواجب تداركه، وأنا من هذا المنبر أضم صوتى إلى الزميلة رانيا، وأطالب سيادة الرئيس بأن يشكر أهالى شمال سيناء فى خطابه القادم، وأقول للأخت رانيا إن سيادة الرئيس قال فى خطابه بالميدان إن الشيطان أنساه ذكر أهالى دمياط والبحيرة والقاهرة والجيزة فى خطابه الأول بعد إعلان نتيجة الانتخابات وقال عنهم إنهم أهله وأحبابه كما ذكر فئات أهل الفن والإبداع والثقافة ورجال الإعلام ومتحدى الإعاقة والسياحة والذين كان الشيطان وراء عدم ذكرهم فى الخطاب الأول، فهنيئاً لأصحاب هذه المهن، مما شجع الموسيقيين الذين قتل منهم اثنان على يد بعض المتشددين بحجة أن الموسيقى حرام على أن يتوجهوا إلى حزب الحرية والعدالة للاطمئنان على مستقبل الموسيقى واستقبلهم الدكتور محمد البلتاجى أمين الحزب بالقاهرة وطمأنهم بأن الحزب لا يتدخل فى أى مهنة ولا فى كيفية ممارسة أصحابها لها والدكتور البلتاجى قال ان أداء «مرسى» اليمين الدستورية أمام المحكمة الدستورية العليا ليس إلا وسيلة لعدم تعطيل انتقال السلطة. الرئيس مرسى أرضى جميع الأطراف بأدائه يميناً دستورية رمزية فى ميدان التحرير وأدائه يميناً رسمية قانونية أمام المحكمة الدستورية العليا، وأعطى للميدان الحق فى الرقابة عليه ومنح للمحتشدين فى الميدان أفضلية خاصة قائلاً: أقف أمامكم قبل أى جهة أخرى وأى إجراءات أخرى، كما قال أقف فى ميدان الحرية والثورة، وأنتم مصدر السلطة والشرعية التى تعلو على الجميع. وتفاعل الرئيس مع الميدان قد يضعه فى صدام مبكر مع المجلس العسكرى بعد إعلانه عن رفضه أى محاولة لانتزاع سلطة الشعب أو نوابه، أو تهاون فى أى صلاحية من صلاحياته كرئيس للجمهورية. وقوله لا أملك هذا التهاون وليس من حقى، ثم ربطها بأن الدفاع عن هذه الصلاحيات لا يعنى عدم احترام القانون أو انتقاصاً للدستور. ثوار الميدان عبروا عن تضامنهم مع الرئيس، ونصبوا لافتتين أمام المنصة التى ألقى الرئيس خطابه منها مكتوباً عليهما لا للإعلان الدستورى المكمل، وظهر بينهما الرئيس وسط حرسه الخاص المدجج بالأسلحة، والذين واجهوا متاعب شديدة فى اجراءات تأمينه بعد أن أعلن عن عدم ارتدائه القميص الواقى من الرصاص، وبطريقة انتزعت الهتافات والتصفيق من المحتشدين أزاح الرئيس مرسى الجاكيت ليظهر قميصه العادى، ويؤكد أنه لا يرتدى القميص الواقى من الرصاص لأنه مطمئن بفضل الله وبفضل المتحشدين، واعتقد ان الرئيس لن يستمر فى عدم ارتداء القميص الواقى لزوم الإجراءات الأمنية. طريقة الرئيس مرسى فى إلقاء خطابه فى التحرير حازت إعجاب راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة التونسى الذى تم دعوته إلى هذه المناسبة، وقام بالتعليق عليها فى برنامج صفحة الرأى الذى يقدمه الإعلامى عبدالرحمن يوسف على قناة C.B.C قائلاً: التحرير يتوج عمله باعتماد زعيم، ومبارك مات اليوم فى الميدان، واليوم طويت صفحة مبارك ونظام العسكر، وولدت مصر الديمقراطية، وقال الغنوشى إن التحرير أول ميدان ينتخب رئيسه بشكل مباشر. الإخوان مصرون على استمرار الحشد فى ميدان التحرير للضغط على المجلس العسكرى حتى يسلم السلطة كاملة إلى الرئيس، وقال حسن البرنس القيادى الإخوانى إن الضغط الشعبى هو الذى يملك إسقاط «المكمل». وهتف الشباب: طلقنا العسكرى بالثلاثة! أول مرة يستخدم الدكتور مرسى كلمة «احذر» قال فى الميدان: اخذر من أن ينال أحد كائناً من كان من كرامة مصر أو كبريائها أو يفكر فى ان ينال من كرامة شعبها أو رئيسها، وقال: أحذف وأمحو أى معنى للتبعية لأى قوة مهما كان ومصر حرة على أرضها وحرة بقرارها وكرامتها. وأعتقد أن الرئيس وجه هذه الرسالة إلى الضابط الإماراتى الذى هاجمه، وقال إن الإمارات لن تفرش له السجاد، وهذا الضابط لا يستحق الرد عليه،لأن الرئيس مرسى هو رئيس كل المصريين، وكرامته من كرامة مصر، ولا يستطيع كائن من كان أن يهين مصر أو رئيسها، وأؤيد الدكتور مرسى فى قوله اننا سنضع مفهوماً جديداً للعلاقات الخارجية، وأشكره عندما قال انه يقف على مسافة واحدة من جميع المؤيدين والمعارضين له وإلى اللقاء فى خطاب آخر.