حقق الجزء الثانى من مسلسل «البيت الكبير» نجاحا كبيرا تخطى نجاح جزئه الأول، العمل الذى يحمل صراعا قائما بين أفراد عائلة على الثأر، تضافرت فيه أبرز عادات الصعيد المترسخة بين أهله، فى إطار اجتماعى لم يخل من لمحة رومانسية فى جلباب صعيدى. المخرج محمد النقلى نجح فى تجسيد مشكلات أهل الصعيد والصراع على الميراث بشكل يرصد قضايا المرأة فى الصعيد، فيما يتعلق بتسلط الرجال والثأر وغيرها من المشكلات الاجتماعية التى لا تزال تفرض نفسها بقوة على محافظات الوجه القبلى، فهو يعيد من خلالها عودة الدراما الاجتماعية التى ترصد كافة تفاصيل المجتمع، ليصبح السيناريو هو البطل بعيدا عن الممثلين المشاركين. جبروت نسائى ينشأ بين «لوسى» التى تجسد شخصية «كريمة»، وسوسن بدر بشخصية «جبرية» وهو فى حقيقة الأمر مباراة تمثيلية متكاملة الأركان بين نجمتين تتفننان فى تقديم معانى جديدة فى الحب والكراهية والجبروت يقدم صورة جديدة عن المرأة الصعيدية التى تضغط طباعها «الجبارة» على كافة خصالها ومشاعرها، حتى فى مشاعر الأمومة ويشاركهما أحمد بدير، ومجدى كامل، وداليا عبدالعزيز، وريم بوشناق، وحجاج عبدالعظيم، وطارق صبرى، ودنيا المصرى، وريم هلال، وأحمد صيام، وياسمين سمير، وشريف باهر، وتيسير عبدالعزيز وإيمان أيوب، وتأليف أحمد صبحى، وإنتاج ممدوح شاهين. المخرج محمد النقلى: البطولة الجماعية سبب النجاح.. وكل الشخصيات مركبة المخرج القدير محمد النقلى يعرف تماما كيفية توظيف شخصيات أعماله، ليتألق فى تقديم البطولات الجماعية بشكل يجبرك أن تتابع كل خط درامى على حدة، حقق نجاحا ملفتا فى عائلة الحاج متولى وتلاه بالعديد من الأعمال كان آخرها السبع بنات، ليأتى مسلسل «البيت الكبير» تأكيدا على قدراته فى ربط كافة خيوط الشخصيات ليخرج بوجبة درامية دسمة للمشاهد. فى البداية سألته.. كيف استقبلت ردود الفعل حول العمل؟ - سعدت كثيرا بالنجاح الذى حققه الجزء الأول، وإضافة الجزء الثانى، العمل صعب فى تقديمه لأنه لصيق الصلة بالمجتمع الصعيدى بشكل كبير جدا، المرأة الصعيدية بطبيعتها مرأة قوية، تربت فى بيئة بعيدة عن الرفاهية التى تعيشها المرأة فى القاهرة أو الإسكندرية، بل والأصعب أن صفاتها مثل الرجل فى تفكيرها، ولذلك العمل حقق ردود فعل قوية لأنه رصد الواقع الصعيدى بجرأة. هل يمكن تجسيد شخصية المرأة بكل هذا الجبروت؟ - الحدث الدرامى هو الذى يفرض نفسه على شخصية المرأة، جبرية وكريمة وغيرهما من نساء العمل جميعهن فيهن سمات الخير والشر، وهذا ما تم تجسيده ضمن أحداث العمل، ولكن الحدث الدرامى هو ما يفرض نفسه فى كل مشهد، ولابد أن أعترف أن القدرات التمثيلية لدى كل الموجودين فى العمل كانت عاملا مساعدا وقوياً، فكل أبطال العمل شخصياتهم مركبة. مشهد إعلان الأم وفاة الأبن مروان وهو على قيد الحياة.. جمع كل فريق العمل.. فحدثنا عن تفاصيل تصويره؟ - هذا المشهد كان مرهقا للغاية لأنه جمع 12 شخصية كل منها استطاع التعبير عن شعور مختلف، ما بين قهرة الأم جبرية التى أعلنت وفاة ابنها وجبروت كريمة التى تشعل نار الكره فى قلب الموجودين، كل مشاعر الشخصيات تتجسد فى هذا المشهد، ولذلك وجدته الأعلى مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعى، فهو مشهد عنفوانى، لكنه فى الصعيد معتاد، المرأة تأخذ القرار كما يتراءى لشخصيتها، ولذلك تم تسميتها ب«جبرية» لأنها «جبروت». هل ترى أن البطولة المطلقة سبب فى نجاح العمل؟ - دائما أبحث عن البطولة الجماعية فى مسلسلاتى، لأن السيناريو هو البطل، فكل الشخصيات تعطى ما أريد، ألعب بكل المناحى الاجتماعية الموجودة، لكن البطولات الفردية التى يتم تفصيلها من أجل النجم لا أفضلها، ولذلك أتعامل مع كل فرد فى مسلسل وكأنه بطل خاصة أننى كما أكدت الشخصيات كلها مركبة تجمع بين الخير والشر ومتقلبة، بالإضافة إلى أن إضافة خط درامى جديد فى الجزء الثانى أبطاله هادى الجيار وداليا مصطفى وأيمن عزب وعبير صبرى ومجدى كامل وغيرهم. «لوسى»: العمل أعادنى لروح «أرابيسك» و«ليالى الحلمية» يحمل دور النجمة «لوسى» ضمن الأحداث العديد من المفاجآت والتطورات، فهى تقدم على مدار 120 حلقة مدرسة فى الأداء المركب، بين الحب لبناتها الذى يتحول بمرور الوقت لكراهية عندما تنقلب إحداهن عليها، وبين الكراهية الممتدة مع «سلفتها» جبرية، حاورناها عن صعوبات شخصية كريمة فقالت. حدثينا عن استعدادك للشخصية والصعوبات التى قابلتِها؟ - يمكننى أن أعلن أن شخصية «كريمة» هى أصعب شخصية قدمتها على مدار مشوارى الفنى، أرهقتنى نفسيا وعصبيا وأخذت منى وقتا طويلا جدا فى التحضير، فهى امرأة بكافة تفاصيلها، تتظاهر بالحنان والطيبة وفى حقيقتها جبروت، تشهد تحولا فى كل مشهد، كان من الضرورى ألا تظهر الشخصية كشريرة فهى طيبة لكنها تقرر أن تحصل على حقها فى الميراث والثأر لتصبح البلدة كلها ملكا لكريمة وهذا ما تسعى إليه على مدار الأحداث. البعض وصف تقديم المرأة بكل هذا الجبروت تعديا على المرأة الصعيدية؟ - الشخصية ضمن الأحداث ليست شريرة، لكن لها دوافعها الحقيقية لكى تحصل على حقها، لا يتبقى فى حياتها إلا حبها لبناتها وخوفها عليهن وكل ذلك يزيد من قوتها لتأخذ حقها، كريمة مثل سيدات كثيرات فى الواقع المصرى وليس الصعيدى فقط، تأخذ حقها بطريقتها كما تراها، هى تخوض حربا وكل شىء مباح فيها القتل، وأعجبنى فى العمل أن الدوافع موجودة. اختيارك للأزياء فى العمل نال الإعجاب.. حيث لم ترتدى الزى الصعيدى طوال الأحداث؟ - المرأة فى البدو والصعيد والعرب وحتى فى القاهرةوالإسكندرية، ترتدى كل شىء، فلا ترتدى الخمار أو النقاب أو العقال أو غيره من أزياء البلدة التى تعيشها طوال الوقت، وهذا معروف، المجتمع الصعيدى أصبح متفتحا الآن، والمرأة الصعيدية لا تقل فى شياكتها وأناقتها عن غيرها من سيدات المجتمعات الأخرى، أرتدى فى الأحداث العبايات والفساتين والزى الصعيدى، واستعنت بمصممة أزياء متخصصة فى الزى الصعيدى لكى يشعر من يرانى بأننى جزء من الصعيد الحقيقى. حدثينا عن الصراع بينك وبينك سوسن بدر؟ - كواليس العمل التى جمعتنى بسوسن بدر لن يصدقها الجمهور كيف خرجت بهذه الطريقة على الشاشة، ليست المرة الأولى التى ألتقى فيها سوسن لكننا بالفعل استطعنا أن نجذب الجمهور لأداء صعب، وأنا سعدت كثيرا بالتعامل معها وأعتبر أن العمل حقق نجاحا بسبب حالة الحب التى جمعت كل فريق العمل، فهو أعادنى لروح كواليس تصوير مسلسل أرابيسك وليالى الحلمية الذى يذاكر كل نجم فيه ليخرج مشهده بأفضل ما يمكن. دنيا المصرى: تخوفت من كراهية الجمهور تجسد الفنانة الشابة دنيا المصرى شخصية ريتال وتظهر لأول مرة بهذا الجبروت والشر، ويعتبر العمل نقطة تحول حقيقية فى حياتها الفنية. قالت دنيا إن ردود الفعل التى جاءتنى حول العمل كانت مفاجأة والمخرج قال لى: تفوقتِ على نفسك يا دنيا، وأشارت إلى أن الجبروت الذى تقدمه الشخصية كان مخيفا بالنسبة لها، و«شعرت أن الجمهور سيكرهنى من أدائى». وأضافت: أثناء التحضير للشخصية تعمدت ألا تكون شخصية «ريتال» شريرة لكنها فقط شخصية كارثية أو جبارة، تبحث فقط عن حقها وحق والدها فى الميراث؛ وتستخدم الطريقة المناسبة لتحقيق غايتها، والدور حاولت أن أجتهد فيه لأننى أحب الشخصيات المركبة، لأنها تبرز إمكانيات الممثل. وأكدت: تعلمت كثيرا من التجربة فى المسلسل، الذى قابلت خلاله جمعا كبيرا من النجوم، وكل منهم أثر فى بطريقة مختلفة.. يعنى لوسى «ست جدعة جدًا»، وتحرص على العمل، وتسعى دائمًا إلى أن يظهر بأحسن صورة، ودائما ما تقدم لنا توجيهات مفيدة، وسبق أن عملت معها فى «الكيف»، أما سوسن بدر فهى «تقيلة فى شغلها»، وتركز باستمرار فى التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة، وتعلمت منها هذا، فهى «غول تمثيل»، والوقوف أمامها ليس أمرًا سهلًا كما يعتقد البعض، فمشاهدى معها كان بها تحد وقوة. إيمان أيوب: «شمس» طيبة وسط الجبابرة تجسد الفنانة الشابة إيمان أيوب شخصية «شمس» ابنة «جبرية» وهى النموذج الطيب الوحيد ضمن الأحداث التى ترفض جبروت أمها. أعربت إيمان عن سعادتها البالغة بردود الأفعال التى تلقتها حول شخصية «شمس»، وقالت: المسلسل مدرسة تمثيل حقيقية بين اثنين من أهم نجمات الوسط الفنى سوسن بدر ولوسى، وأضافت أن الشر الذى يظهر بينهما على الشاشة يتحول إلى حب شديد فى الكواليس، وهو ما أتعلمه أنا وجيلى فى موقع التصوير. وأضافت: أن شخصية «شمس» ستشهد تطورات كبيرة ضمن أحداث المسلسل، وهناك العديد من المفاجآت والتغيرات الكبيرة فى ملامح الشخصية. وأضافت: «البيت الكبير حالة فنية مختلفة ونادرة فى كل شيء، إخراج وتمثيل، وتصوير، وصوت، وإنتاج، وعمل حالة بيننا ارتبطنا ببعض ارتباطا كبيرا جدًا، والأستاذ محمد النقلى بنى بيننا حالة ألفة كأسرة واحدة، وهو الأب الروحى لى، عملت معه من قبل وأضافنى فى الجزء الثانى ليكون الجانب الآخر من الشر». ولفتت إيمان إلى أن كواليس التصوير شهدت العديد من المواقف الطريفة، حتى أن الفنانة سوسن بدر أطلقت عليها لقب «إيمان كوارس». تيسير عبدالعزيز: شخصية «نادية» مركبة ومتحولة تجسد الفنانة تيسير عبدالعزيز، شخصية ابنة شقيق كريمة، وهى الشخصية التى تشهد تحولات كبيرة بين الجزء الأول والثانى، فبهروبها من السجن فى بداية الجزء الثانى تتحول لجبروت تسعى للحصول على حقها من جبرية التى قتلت أباها. تيسير قالت إن حالة الاختلاف التى حدثت فى شخصيتها بين الجزء الأول والثانى أثارت الجدل وتلقيت عنها ردود فعل جيدة، خاصة أن الشخصية خلعت رداءها الصعيدى وقررت أن تأخذ بثأر أبيها ولكن بطريقة مختلفة. وأضافت «شخصية نادية فى الجزء الأول حققت نجاحا وتركت علامة مع الجمهور وهو ما كان تحديا أن أحافظ على هذا النجاح فى الجزء الثانى، فالعمل لا يتوقف على قضايا المرأة بالصعيد فقط، لكنه ينتقل لتوضيح شخصية المرأة بشكل عام التى تربت فى هذه البيئة. ريم هلال: أسعى لتحقيق التوازن بين الخير والشر تجسد الفنانة ريم هلال شخصية «شهد» المحامية ابنة كريمة التى ترفض الجبروت وتحب أن تتعامل بالقانون لكن الواقع الصعيدى لا يساعدها. قالت ريم هلال: أسعدنى جدا التعاون مع مجموعة كبيرة من النجوم فى مسلسل «البيت الكبير»، وأيضاً ما تحقق من نجاح للمسلسل خلال الأيام الماضية من رد فعل للمشاهدين على المسلسل، وأعتقد أن من أهم أسباب النجاح قرب الموضوع الذى يطرحه المسلسل من قضايا تهم المجتمع المصرى. وأضافت: الشخصية التى أقدمها بها العديد من التفاصيل أثناء تحضيرى لها، ولكن الحمد لله الجهد الذى قمت به عوضنى عنه رد الفعل الجيد من المشاهدين، وأتمنى دائما تقديم أدوار تنال أعجاب المشاهدين فى الدراما أو السينما.