"الطريق إلى وسط البلد" يحصد جائزتين ب"الإسماعيلية"

فاز الفيلم التسجيلي القصير "الطريق الى وسط البلد" للمخرج المصري الشاب شريف البنداري بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان الاسماعيلية الدولي للافلام التسجيلية ومنحت قناة الجزيرة الوثائقية مخرج الفيلم جائزة خاصة عن الفيلم الذي وصفته لجنة التحكيم بالفيلم الذي جمع بين المتناقضات ليكشف عمق المجتمع المصري مجسدا في منطقة وسط البلد بمدينة القاهرة .
وحظي الفيلم الذي استمر عرضه نحو 53 دقيقة ضمن فعاليات المهرجان الدولي على اشادة دولية من النقاد والسينمائيين الذين اعتبروا ان الفيلم جاء عاكسا لمتناقضات ومتشابهات في الحياة العامة يعايشها الجمهور يوميا.
واعتبر النقاد أن المونتاج والتكثيف الدرامي السينمائي في سرد الحكايات داخل الفيلم أفضيا إلى فيلم عميق وقصير في آن واحد. حيث ضمت المشاهد لسيدة من الطبقة الارستقراطية تعيش فى شقة فخمة منذ الخمسينيات، وتطرقت المشاهد لحوار بين الأديب مكاوى سعيد وخبير الأنتيكات أمجد نجيب عن تاريخ المنطقة والذكريات القديمة ، وانتقل بعدسته الى الباعة الجائلين الذين يفترشون أرصفة وسط البلد متنقلا بعدسته الى الطراز المعمارى الذي ميز واجهة وعمق هذه المنطقة والمعروفة بالعمارة الخديوية.
استطاع المخرج المصري الشاب الذي حصل على نحو 30 جائزة دولية في مهرجانات دولية ومحلية على مدار خمسة سنوات من عمره السينمائي عن افلام ساعة عصاري وصباح الفل ان يجسد في فيلم الطريق الى وسط البلد "الحياة اليومية لقطاع عرضي في المجتمع المصري من خلال رحلة الحياة اليومية لشخصيات داخل حي وسط البلد باعتباره احد اقدم الاحياء القديمة والعميقة في القاهرة . الذاكرة وعلاقتها بالآنيّ، الآنيّ وعلاقته بالحراك الشعبيّ الأخير، العمارة وعلاقتها بتخطيط المدينة، الشوارع كخلفية للحراك وكمرآة للعيش اليومي، العلاقات المتناقضة بين الناس.
وحول الفيلم قال البنداري " فكرة الفيلم تدور حول النسيج الذي يتشكل منه منطقة وسط البلد من خلال الشخصيات على مختلف مستوياتها وعلاقتها المختلفة بالمكان. وحاولت من خلال المشاهد الحية التي تم التقاطها رصد سلسلة متوالية من الإحباطات والانكسارات التي تواجه الشخصيات في رحلة يومية تؤدي لدائرة مغلقة في منطقة وسط البلد. وتابع البنداري " ان الشخصيات في الفيلم احيانا تتقاطع دوائرها وتتامس أحياناً أخرى،.
وقال شريف البنداري مخرج وسيناريست الفيلم والذي لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره ان الهدف من الفيلم كان اقتناص روح المكان، ووضعها على الشريط.في رحلة مع شخصيات تنتمى الى المكان لكنها تمثل أزمنة مختلفة ومواقع طبقية مختلفة أيضا .