رأت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن الوسيط والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، كوفي أنان، فشل في تهدئة الوضع في سوريا ووقف عمليات إطلاق النار المتبادل بين الثوار وقوات الرئيس السوري بشار الأسد، مما دعا الأممالمتحدة إلى عقد جلسة طارئة لوضع خطة جديدة في الشأن السوري. وأوضحت الصحيفة ان الجلسة الطارئة التي تعقدها الاممالمتحدة في جنيف بحضور روسيا وفرنسا والصين ووزير الخارجية البريطاني في نهاية الأسبوع أتت في محاولة لإنقاذ خطة السلام التي توسطت فيها الأممالمتحدة. وقالت الصحيفة البريطانية إن الخطة فشلت في وقف انزلاق البلاد نحو حرب أهلية ودخول البلاد في صراع وصفته "بالكارثي"، مع استبعاد كوفي أنان لإيران باعتبارها عدوا لدودا لواشنطن وحليفا قويا للرئيس السوري بشار الأسد، ووضع خطة طريق جديدة للانتقال السياسي في البلاد ويعطي بعض الامل لتسوية الصراع الذي يتصاعد في دائرة مفتوحة من عمليات القتل الطائفي والخطف والاعمال الوحشية من قبل كلا الجانبين. ومن جانبه، قال مجلس حقوق الإنسان بالأممالمتحدة "إن الوضع في الأراضي السورية خطير جدا ويتفاقم بشكل سريع علاوة على أن المزيد من التسليح لأي من الجانبين سيكون الوضع كارثيا". وتابعت الصحيفة لتقول ان مسئولي الأممالمتحدة والولايات المتحدةالامريكية يريدون تتابع الخطى بالسياسة السلمية في تلك الفترة واستبعاد إتخاذ أي خطوات جريئة أو هجومية لتنفيذ خطة السلام التي وضعتها الأممالمتحدة للشأن السوري والتي قد تسفر عن مزيد من الوحشية والعنف وارتفاع حصيلة القتلى من الطرفين. واستنكرت الصحيفة ما فعلته روسيا والصين، اللذان يملكان حق النقض في قرارات مجلس الأمن، من عرقلة القرارات التي تدين حملة الأسد القمعية ضد المعارضة في مرتين سابقتين والتي من الممكن أن يكون لها أثر في فرض عقوبات على الأسد أو حتي فرض تدخل عسكري لوقف المذابح السورية. وعلى ما يبدو أن روسيا والصين ما زالا متمسكين بموقفهما ومعارضة أي تحرك دولي يهدف إلى إرغام الأسد على الرحيل من منصبه في حين تصر واشنطن وحلفاؤها على رحيل نظام الأسد الإستبدادي الذي دام لاكثر من 40 عاما، وفقا ل"لوس أنجلوس تايمز". وفي السياق نفسه، حاولت هيلاري كلينتون إقناع الروس بخطورة الموقف في سوريا وانزلاق البلاد نحو الهاوية إذا لم تمارس الاممالمتحدة ضغوطات قوية على نظام الاسد الذي أسفر عن أكثر من 10 ألاف قتيل حتي الأن منذ اندلاع الثورة السورية قبل ما يقرب من 16 شهرا، بل ما زاد الطين بله دخول سوريا في صدام حاد مع تركيا الشقيقة، وهي عضو في حلف شمال الأطلسي.