قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن المقاصد العليا للأديان والقواسم المشتركة هي في مكارم الأخلاق ، مستدلًا بقوله (صلى الله عليه وسلم) "إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ"، فحيثما وجدت الأخلاق وجد الإسلام . وأضاف الوزير : أطلقنا مبادرة "مكارم الأخلاق" التي تستمر حتى نهاية شهر رمضان، وأشار الى أن الوزارة ستنظم (12) ألف ملتقى خلال رمضان في ختام مبادرة "مكارم الأخلاق" للسادة الأئمة, إضافة إلى دروس القيام في شهر رمضان المبارك , مع ما يقوم به بقية الأئمة من أبناء الوزارة من عمل دعوي يخدم الدين والمجتمع , اهتمامًا بتلك الفضيلة التي هي القاسم المشترك بين جميع الشرائع السماوية , والتي على أساسها تقوم الأمم ناهضةً , وكانت من أهم الأسباب لدخول بعض المجتمعات في الإسلام , واشار الى انه إذا فقدت الأمم مكارم الأخلاق سقطت عنها حضارتها وأودت بزوالها ، وأن الأمم والحضارات التي لا تقوم على أساس أخلاقي تحمل عوامل سقوطها في أصل بنائها. تأتى البرامج التدريبية والتثقيفية المتنوعة والمتميزة التي تقيمها وزارة الأوقاف للعاملين بها ، في ضوء خطة وزارة الأوقاف بشأن الاستعداد المبكر لشهر رمضان المبارك , واتساقًا مع "مبادرة مكارم الأخلاق .. تعالوا نغير" التي تتبناها وزارة الأوقاف. جاء ذلك خلال ندوة , عقدتها اليوم صحيفة عقيدتي بالمشاركة مع وزارة الأوقاف تحت عنوان "مكارم الأخلاق" ، وذلك ضمن فعاليات الدورة التثقيفية الثامنة الأئمة المتميزين المشاركين في معسكر أبي بكر الصديق بالإسكندرية , حاضر فيها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف , والدكتور أحمد علي عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية , و اللواء أحمد بسيوني سكرتير عام المحافظة , والسيد المستشار / محمد خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة , وبحضور قيادات الدعوة بالإسكندرية ، والأئمة المشاركين بالمعسكر , وعدد من السادة الصحفيين والإعلاميين. اكد الوزير أن الاهتمام بالأخلاق وتفعيلها في دنيا الناس هي الدعامة الأولى والمعبرة عن التطبيق العملي للإسلام , ولهذا السبب كان الهدف الأسمى من بعثة النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يظهر في تمام مكارم الأخلاق . واشار الوزير الى أن خطبة الجمعة القادمة تتحدث عن (ضوابط الأسواق وآدابها) ؛ لأن الأسواق هي الترجمة العملية لأثر العبادات في الإسلام والسلوك الإنساني بين الناس ؛ واضاف ان الأسواق أحد المقاييس الحقيقية للتدين الحقيقي , وهو سلوك مهم يجب أن يتحلى به التاجر في تجارته ، وأن التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين ، والتاجر الفاهم لدينه هو من يسبق صدقه وأمانته صلاته وصيامه. أوصى الوزير الأئمة بضرورة التزود بالعلم والاطلاع , وأن يكون الخطاب الدعوي متصلًا بواقع الناس , مع ضرورة التركيز على مكارم الأخلاق وغرس قيمها في المجتمع. من ناحيته، اشار الدكتور أحمد عجيبة أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية إلى أن المعسكرات التي تقيمها وزارة الأوقاف تعمل على التثقيف الفكري للدعاة , وتزويدهم ثقافيا ومهنيا وإداريا , وما أُطلق من مبادرة " مكارم الأخلاق" لهو دليل على الوعي الكامل بواقع الناس وحياتهم , والمحاولة المستمرة في غرس القيم الأخلاقية في نفوسهم , وأوضح أن مهمة الدعاة مزدوجة تسير في اتجاهين: الأول تزكية أنفسهم وتهذيبها، والثاني تزكية المدعوين، موضحاً أن الأخلاق عنوان التقدم والرقي والحضارة , وهي مشترك إنساني بين كل المجتمعات. وقدم اللواء احمد بسيوني سكرتير عام محافظة الإسكندرية الشكر لوزير الأوقاف، وأشار إلى أن الإسلام دين الوسطية , والأخلاق , ودور التثقيف والتنوير مهم جدا في هذا الوقت , معبرًا عن سعادته بتواجده في هذا اللقاء. وأكد المستشار محمد خفاجي نائب رئيس مجلس الدولة أن الأخلاق بناء شيده الأنبياء ، وهي عنوان الشعوب , مشيرا إلى أن العلاقة بين الأخلاق والدين علاقة تكاملية ، ويكفي أن الله تعالى وصف رسوله (صلى الله عليه وسلم) بقوله : " وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ" ، موضحًا أن العلاقة بين القواعد الدينية والقواعد القانونية ينبغي أن تكون تكاملية وخادمة للفرد والمجتمع. أوصى بضرورة النظر إلى الفهم الصحيح للسلوك الإنساني , والذي يعبر عن التزام الإنسان بالدين والأخلاق والقانون.