هل هناك صراع بين الإعلام الرسمى والخاص والسوشيال ميديا؟!.. أم أن رسالة الجميع واحدة؟!.. ولماذا يتنافس القائمون على شئون الإعلام فى كسب رضا وثقة السوشيال ميديا وجميع وسائل التواصل الاجتماعى؟ ولماذا تأثير السوشيال ميديا أوسع من باقى الوسائل الإعلامية الأخرى؟!.. وهل الخطاب الإعلامى الحالى يتسق مع التحديات التى تواجه الأمة العربية، ولديه رؤية مستقبلية فى هذا الشأن؟!.. كل هذه الأسئلة وخلافها الكثير تم طرحه فى ورشة عمل فى منتدى الإعلام العربى الذى عقد مؤخراً فى دبى! والحقيقة أن الإعلاميين جميعا أدلوا بدلوهم فى هذا الأمر، ولأن الحاضرين من كل أنحاء الدول العربية، فقد كانت المناقشات ثرية وأكثر من رائعة، وكل إعلامى أو صحفى، كانت له رؤية مختلفة عن الآخر، لأن الجميع مهموم بالخطر الذى يواجه الإعلام سواء كان هذا الخطر تتعرض له الوسائل الإعلامية التقليدية من صحف وإذاعات وفضائيات رسمية أو خاصة، بالإضافة إلى غول شبح يتمثل فى السوشيال ميديا التى اكتسحت المجال بشكل مخيف وبات تأثيرها واضحاً لا لبس فيه ولا غموض. الخطاب الإعلامى العربى الصادر عن كل الوسائل الإعلامية، كان هناك إجماع واضح على ضرورة أن يتغير، لأنه لم يعد مناسباً أبداً للواقع المعاش على الأرض، ولم يعد قادراً على مواجهة المستقبل بكل أبعاده المختلفة.. وهنا ظهرت نقطة بالغة الأهمية لم يختلف عليها أحد خلال جلسة المناقشات، وهى قضية «المحتوى المقدم» فهذا المحتوى الصادر عند الوسائل الإعلامية كافة سواء كانت رسمية أو خاصة أو سوشيال ميديا باتت محل انتقاد من الجميع، وبحاجة ماسة وشديدة إلى التغيير، إن كنا فعلاً نبحث عن حلول لهذه الفوضى الإعلامية، وأكرر مرة أرى أن لغة الخطاب الإعلامى أياً كان مصدره، تحتاج إلى محتوى مختلف تماماً، يكون قادراً على مواجهة التحديات الجسيمة التى تتعرض لها الأمة العربية، ولا نعنى تحديات بقطر عربى دون الآخر، لأن الهم العربى واحد، والتحديات واحدة، وإن اختلفت أشكالها أو ألوانها، والجميع فى الأقطار العربية أمامه عدو غاشم يملك خطاباً إعلامياً مناهضاً لكل عمليات البناء والتنمية، ويسعى بكل السبل والطرق لأن ينال من كل ما هو وطنى فى أى قطر عربى. منتدى الإعلام العربى فى دبى كان حريصاً كل الحرص فى دورته الحالية على سبر أغوار مشكلة المحتوى الذى يقدمه الخطاب الإعلامى، وناقش بحرية كاملة وبالغة، لماذا تربعت السوشيال ميديا على هذا الخطاب، وهل محتوى السوشيال ميديا الحالى يليق وحجم التحديات البشعة التى تتعرض لها الأمة العربية؟!.. وبصراحة شديدة وبدون مبالغة، فإن هذه القضية ومعها قضية المحتوى المقدم فى الخطاب الإعلامى، تحتاج إلى ورش عمل كثيرة ويكفى أن منتدى الإعلام أطلق إشارة التحذير حتى يبدأ العلماء والمتخصصون فى سبر أغوار المشكلة، والبحث عن حلول فى أسرع وقت. [email protected]