السيد رئيس الجمهورية.. أقر وأعترف أنني لم أصوت لصالحك في المرحلة الأولى.. كما أعترف بأني قاطعت الانتخابات في مرحلتها الثانية.. أعتقد أنك تفهم موقفي جيداً.. أما وقد منَّ الله عليك بملك مصر.. وابتلاني بمعارضة حاكمها قبل الثورة وبعد ألف ثورة، من أجل هذا الشعب.. فاعلم أن العهد الذي بيني وبينك هو مصر.. إن حفظتها حفظت العهد و لك مني كل احترام، فأنا سهم في الكنانة.. وإن أضعتها، إن هددت أمنها واستقرارها.. إن فزعت أهلها وسعيت لتغيير وجهها السمح عبر التاريخ، فلا عهد لك عندي.. وأعلم جيدا أن حبة رمل من أرض مصر لا تعدلها عندي دماء كل من على الأرض.. فإياك وأمن بلادي. إياك وحاشية السوء، إياك وغرور السلطة، إياك والمتنطعون، إياك والزج بمصر في مغامرات مراهقي السياسة.. إياك وأن تضع بلادي في موضع يحط من قدرها.. فأنت كبير بحكمك لبلد كبير.."أليس لي ملك مصر...". وأعلم جيدا أن حفظ الله لمصر من حفظه لدينه.. فإن أردت الدين فعليك ببناء مصر القوية أولاً .. وإن أردت الدنيا فعليك أيضاً ببناء مصر القوية.. وتذكر جيداً أن ثورتنا ودماءنا التي سالت، لم تكن لخلع هذا وتنصيب ذاك.. وإنما كانت من أجل إعادة مصر لمكانتها الطبيعية في طليعة الأمم.. وتذكر جيدا أني واحد من ملايين المصريين كان فرحي لسقوط خصمك ونظامه لا لفوزك .. وفقك الله لما فيه خير مصر وأمنها وجمع شمل أهلها على الخير والمحبة، والإسلام الصحيح.. وضعها دوماً نصب عينيك مصر أولاً مصر أولاً وقبل كل شئ.