أشارت وكالة انباء "الاناضول" الى ان المرة الأولى من نوعها عبر التاريخ الحديث والقديم، يختار الشعب المصري حاكمه عبر اقتراع حر مباشر بشكل يعبر عن إرادة حقيقية ورغبة حرة من جموع المصريين، بصرف النظر عن الخروقات التي شابت العملية الانتخابية الرئاسية، والتي يكاد يجمع المراقبون على أنها غير مؤثرة. وأضافت الاناضول إلى ان المصريين عاشوا منذ حوالي 7 آلاف سنة على ضفاف النيل، وطيلة أول ألفي سنة، تكونت إمارات صغيرة تتعامل مع بعضها البعض بالتجارة وتبادل المصنوعات البسيطة، وتُعرف تلك الفترة بحضارة البداري أو حضارة نقادة. وفي سنة 3150 ق. م، أي منذ حوالي 5 آلاف سنة، قامت الحضارة الفرعونية بعد توحيد القطرين – دلتا النيل شمالاً والصعيد جنوبًا - على يد مينا نارمر (مؤسس الأسرة الأولى) ليتوالى حكم 30 أسرة فرعونية كان الحكم فيها وراثيًا، حيث يقوم الفرعون بتوريث الملك لولي عهده، وظل هذا الأمر هو سلوك كل فراعين مصر. وفي سنة 323 ق. م، كان بداية حكم البطالمة لمصر والذي استمر حتى عام 30 ق. م ليبدأ فصل جديد في تاريخ الاحتلال الأجنبي لمصر ممثلاً هذه المرة في الاحتلال الروماني، والذي استمر طيلة سبعة قرون حتى كان الفتح الإسلامي لمصر عام 641م الموافق 20 ه على يد عمرو بن العاص. ورأت الوكالة ان مصر عاشت طيلة قرون عديدة كولاية تابعة للدولة الإسلامية سواءً دولة الخلفاء الراشدين أو الأمويين أو العباسيين حتى كانت هناك حركات استقلالية بحكم مصر مثل حركة الإخشيديين والطولونيين والفاطميين، ثم كان عهد الأيوبيين فالمماليك قبل أن تبدأ حقبة الحكم العثماني عام 517م في عهد السلطان سليم الأول. وقد حاول المصريون بعد طرد الاحتلال الفرنسي والذي استمر منذ عام 1798م حتى عام 1801م عبر زعمائهم وشيوخهم مثل السيد عمر مكرم وغيره من الرموز المصرية آنذاك أن يختاروا حاكمهم بأنفسهم عبر تنصيب محمد علي واليًا على مصر عام 1805م إلا أن هذا الاختيار تم عبر رغبة رموز مصر وقتها وليس عبر اختيار عام من جموع المصريين. وأشارت الأناضول إلى ان عام 1882م كان الاحتلال الإنجليزي لمصر والذي استمر حتى عام 1952م لتبدأ ما صار يطلق عليها بعد ثورة يناير 2011 "الجمهورية الأولى" التي شهدت 4 رؤساء هم على الترتيب: محمد نجيب ثم جمال عبد الناصر فأنور السادات وأخيرًا حسني مبارك، والذي قامت ثورة 25 يناير ثائرةً على تردي الأحوال السياسية والاقتصادية في عهده، وأيضًا على عزمه توريث الحكم لنجله جمال، مثلما كان يفعل الفراعنة قبل آلاف السنين. وأكدت الوكالة ان هؤلاء الرؤساء الأربعة لم تشهد فترات حكمهم ديمقراطية حقيقية أو انتخابات حرة يقوم من خلالها الشعب باختيار من يمثله، وكانت الآلية الغالبة في عهدهم هي الاستفتاء على شخص واحد، هو الرئيس الحاكم بالفعل، باستثناء انتخابات 2005 التي كانت تعددية شكلاً وأحادية مضمونًا وانتهت ب"انتخاب" حسني مبارك لفترة رئاسية خامسة مدتها ست سنوات، كان مقررًا أن تنتهي في سبتمبر 2011، لكن إرادة المصريين رفضت أن تكتمل، وشاءت أن توسس ل"الجمهورية الثانية" بعد أن اختارت أول رئيس لها محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين.