تستمر اعمال العنف اليوم الجمعة في مناطق مختلفة من سوريا التي شهدت الخميس يوما دمويا اودى بحياة 170 شخصا، في وقت قدرت الاممالمتحدة ان اكثر من مليون ونصف مليون شخص باتوا في حاجة الى المساعدة في البلاد. ودعت المعارضة السورية الى التظاهر الجمعة من اجل حث شعوب العالم على التضامن مع الانتفاضة السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد المستمرة منذ 15 شهرا. ويعقد الموفد الدولي الخاص الى سوريا كوفي انان ورئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود الجمعة مؤتمرا صحافيا في جنيف يتناول مستقبل عمل بعثة المراقبين التي علقت عملها الاسبوع الماضي بسبب تصاعد وتيرة العنف، فيما لا يبدو في الافق اي بديل لخطة السلام التي وضعها انان والتي لم تجد طريقها الى التنفيذ العملي بعد. وتنص خطة انان على وقف اعمال العنف وسحب الدبابات من الشوارع وادخال المساعدات الانسانية والاعلام الى كل المناطق والسماح بالتظاهر السلمي وبدء حوار حول عملية سياسية انتقالية. ولم يطبق وقف اطلاق النار الذي اعلن بدء العمل به في 12 ابريل وانتدب مجلس الامن بعثة مراقبين من 300 عنصر للتثبت منه. الا ان المجلس اكد اخيرا الابقاء على مهمة المراقبين الذين اعلنوا انهم سيستأنفون دورياتهم فور سماح الاوضاع الامنية بذلك. واعلن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة الجمعة ان "الوضع الانساني مستمر في التدهور" في سوريا، مشيرا الى ان "التقديرات الحالية تشير الى ان مليونا ونصف مليون شخص يحتاجون الى المساعدة الانسانية"، بينما كانت التقديرات سابقا تشير الى ان العدد هو مليون. وفي مدينة حمص المنكوبة والمدمرة في وسط البلاد والتي تتعرض لحملات قصف متواصلة منذ اشهر، لا يزال فريق الهلال الاحمر ينتظر في محاولة لدخول الاحياء التي يوجد فيها الاف المدنيين المحاصرين بالقصف والاشتباكات لاجلائهم وتقديم المساعدات لهم. وقال مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي الجمعة لوكالة فرانس برس ان "فرع المنظمة في حمص يحاول متابعة التفاوض من اجل دخول حمص القديمة بعد ان باءت محاولتا يوم امس بالفشل بسبب عدم تقيد الاطراف بوقف اطلاق النار المتفق عليه". ودعا "جميع الاطراف الى تجنيب المدنيين ويلات الاقتتال والسماح لفريق الهلال الاحمر بالدخول لتقديم المساعدات واجلاء المدنيين الى مكان امن". واعلنت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر رباب الرفاعي من جهتها ان فريق الصليب الاحمر عاد ادراجه الخميس الى دمشق بعد ان فشل في دخول حمص. وقالت "لا يمكننا معرفة تاريخ عودة فريقنا الى حمص"، مضيفة "ستتم مناقشة الاجراءات القادمة داخليا ومع شريكنا منظمة الهلال العربي السوري قبل اتخاذ اي قرار يتعلق بعودتنا الى هناك". وتستمر الجمعة الاشتباكات في محيط حي الخالدية في مدينة حمص بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية السورية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال الناشط ابو بلال من حمص في اتصال عبر سكايب مع وكالة فرانس برس ان "سبعين في المائة من البنى التحتية في حمص اصبح مدمرا" نتيجة القصف الذي "تتعرض له منذ اشهر" والذي يستهدف اليوم خصوصا حيي جورة الشياح والغوطة. واوضح ابو بلال ان "معظم سكان حمص هربوا من المدينة، والذين لا يزالون موجودين فيها يحاولون الخروج". في محافظة ادلب (شمال غرب)، تتعرض بلدات وقرى كفرسجنة والركايا ومدايا ومعرة حرمة والهبيط والشيخ مصطفى وقرى جبل شحشبو لقصف من القوات النظامية السورية اليوم، بحسب المرصد. وقتلت امرأة الجمعة في قصف بعد منتصف ليل الخميس الجمعة من القوات النظامية على بلدة الكرك الشرقي في محافظة درعا (جنوب). وتسبب القصف بنزوح عدد من السكان في اتجاه البلدات المجاورة. وهاجم مقاتلون معارضون فجر الجمعة في بلدة جاسم في محافظة درعا حواجز ومقار للقوات النظامية واشتبكوا مع عناصرها. في مدينة حلب (شمال)، قتل عنصرا امن على الاقل واصيب اربعة اخرون بجروح "في هجوم شنته المجموعات الثائرة المقاتلة على حاجز للقوات النظامية"، بحسب المرصد الذي اشار ايضا الى مقتل مواطن من بلدة عندان في ريف حلب في كمين نصبته القوات النظامية السورية في وقت متأخر من ليل الخميس. كما اشار الى مقتل مواطن في مدينة دوما في ريف دمشق التي تشهد منذ ايام قصفا عنيفا اسفر في يوم واحد امس عن مقتل 30 شخصا. وقتل الخميس نحو 170 قتيلا معظمهم من المدنيين، في ما وصفه المرصد السوري بانه "اكثر الايام دموية" منذ التوصل الى وقف اطلاق النار. ودعت المعارضة السورية اليوم الى التظاهر تحت شعار "اذا كان الحكام متخاذلين، اين الشعوب؟". وسألت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الاسد 2011" على موقع "فيسبوك" الالكتروني "سورية هي عضو في جسد الأمة يكابد منذ أكثر من سنة آلاما وجراحا يعلم منها باقي الجسد ما يعلم، والمخفي أعظم... ألم يحن الاوان لهذا العضو ان تكون له يد حنونة تضمد جراحه وتوقف نزيفه؟". وجددت موسكو الخميس تاييدها للرئيس السوري بشار الاسد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان اي خطة سلام حول سوريا تتضمن فكرة رحيل بشار الاسد لحل الازمة "غير قابلة للتطبيق". في المقابل، رحبت الولاياتالمتحدة الخميس بانشقاق طيار عسكري سوري وفراره الى الاردن حيث حصل على اللجوء السياسي، ووصفته بانه عمل شجاع "ولحظة مهمة" في النزاع.