قال الدكتور عماد أبو غازي، وزير الثقاقة الأسبق، أن العصر الحديث، شهد ثورتين شعبيتين كبيرتين، وهما الثورة العرابية 1881، وثورة 1919، لكل منهما مشروعهما المتكامل، لتحقيق الاستقلال ووجود الدستور، مع الاختلاف بين العصرين. وأضاغ أبو غازي، خلال كلمته، في المؤتمر الدولي للاحتفال بمئوية ثورة 19 في يومه الثالث، المنعقد بدار الأوبرا، أن فكرة إدارة المصريين لأنفسهم تبلورت في شعار "مصر للمصريين" و تبعه شعار "الجلاء والدستور"، لافتا إلى أن ثورة 19، هي من بلورت مفهوم الاستقلال الحقيقي، وهي التي طرحت الدستور بمفهومه الحديث، وهي التي رسخت لفكرة الاستقلال والاحتفاظ بالدستور معا، لذا فقد كانت ثورة ديمقراطية وطنية، وظل هذا الربط بينهما، حتى ثورة يوليو 1952. وأشار وزير الثقافة الأسبق، إلى أن محاولات الاستقلال وصياغة الدستور، في أعقاب الثورة العرابية، كانت جميعها متمسكة بتبعية مصر للدولة العثمانية، وكان الدستور بمثابة وثيقة مجلس النواب حاليا، إلى أن كسر هذا الفكر، محمد فريد في آخر فترات نضاله عام 1914، والذي بدأ يغير من آرائه ويدعو لضرورة انفصال مصر عن سيطرة الدولة العثمانية، بعد إبدائها الرغبة في السيطرة عليها بالتعاون مع الحزب الوطني آنذاك. ولفت الوزير الأسبق، إلى أن شعار الحزب الوطني إبان هذه الفترة هي الجلاء والدستور، بينما جاءت ثورة 19 لتجعل مفهوم الاستقلال واضحا في عبارة صريحة هي "الاستقلال التام"، كما أنها صاحبة فكر مصر للمصريين، وجعلتها واضحة، كما أقرت العلمانية بشكل قاطع، في فصلها بين الدين والدولة.