«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة 1919 أسست لحقبة جديدة فى تاريخ مصر المعاصر!
فى ثانى جلسات مؤتمر الأعلى للثقافة احتفالاً بالمئوية:

مثقفون: نجيب محفوظ عاش تجربة ثورة 1919 وأرخ لها فى أعماله
باحثة فى العلوم السياسية: أسهمت فى تغيير الصورة الذهنية للمرأة لتنخرط فى المجتمع
د. جمال شقرة: كانت ثورة شاملة وقومية وليبرالية لتحقيق استقلال مصر
د. عمرو عبدالمنعم: ثورة 1919 جسدت الوحدة الوطنية تحت شعار «يحيا الهلال مع الصليب»
د. طارق النعمان: شكلت سردية كبرى فى التاريخ السياسى والاجتماعى والثقافى للأمة المصرية
د. ناصر على محمد: جيل ثورة 1919 وجه رسالة للعالم بقدرته على مواجهة الاحتلال
د. عبدالمنعم سعيد: الزعيم سعد زغلول كان المدافع الأول عن السياسة المصرية حتى 1952
أكدت ندوات ودراسات المؤتمر الدولى لمئوية ثورة 1919التى انطلقت احتفالاتها بالمسرح الصغير ، وانتقلت فعالياتها الى المجلس الأعلى للثقافة ، أن ثورة 1919 تعتبر نموذجًا فريدًا، وأيقونة لامعة للوحدة الوطنية المصرية، و تجلى ذلك في عدة مظاهر، أولها شعار الثورة والثوار وهتافهم الصارخ «عاش الهلال مع الصليب»
قال الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة إن ثورة 1919 كانت في عالم نجيب محفوظ تجربة كبيرة، تعددت في كتاباته الإشارة إلى الثورة وتأملاتها من زوايا شتى مرتبطة بوجهات نظر عدة، وكان لها حضورها الفنى وظفها فى بعض أعماله السينمائية ، وفى كتابات محفوظ ،سوف تتحول ثورة 1919الى دروس عبر الازمنة وحول معناها الخالص ذاته ، وقال حمودة ان بحثه يتناول الأبعاد المتنوعة المتصلة بحضور الثورة فى كتابات محفوظ محاولاً استكشاف كيفيات تجسيد الثورة ادبياً وفنياً وأشكال تقييمها ، وطرائف محفوظ معها عندما كان طفلاً الى أن اصبح شخصية لها وزنها الأدبى.
وبرهنت المترجمة والباحثة صفاء شاكر بانتباه الحكومات المتعاقبة منذ عهد محمد على إلى ضرورة وضع قيود على حيازة إحراز السلاح الذى تطور مفهومه منذ الاحتلال البريطانى وصولاً الى فترة قيام ثورة 1919وكيف تحول السلاح فى ايدى المصريين من مجرد اداة للدفاع عن النفس والمال الى اداة لمقاومة احتلال البريطانى ،مما ادى الى اصدار قوانين حرم احراز السلاح.
وتناول الدكتور صلاح احمد هريدى استاذ التاريخ الحديث حول ثورة 1919وقضية الفلاح والتى انصفته ، كان الريف المصرى يموج بحركة ثورية عنيفة بطول مصر استهدفت وسائل المواصلات ومراكز البوليس ومخازن الحبوب ، وكانت ثورة الفلاحين ضد كبار ملاك الأراضى ، مما اسهمت فى ثورة 1919
وأكدت عزة هاشم الباحثة فى العلوم السياسية ان ثورة 1919أسهمت فى تغيير الصورة الذهنية للمرأة وجعلتها تنخرط فى المجتمع ، وبدات تطالب بالتحرر ،وشكلت لجنة بالوفد برئاسة هدى شعراوى وشهدت ثورة 1919، توقيع أول بيان احتجاجى نسائى ، وجعلت اعادة صياغة لرؤية الشعوب الثائرة للعالم ، وتشير دراسة عزة هاشم الى تحليل وتقييم دوافع مشاركة المرأة فى الثورة ، ورصد انماط مشاركة المرأة فى ثورة 1919والتحليل السيكولوجى لردود الفعل المجتمعية ،ونتائج الصورة الذهنية للمرأة المصرية فى مرحلة قبل وبعد الثورة.
أما الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، فقال تعد ثورة 1919 واحدة من اهم ثورات الشعب المصري في تاريخه الحديث والمعاصرة، حيث انفجرت الجماهير الغاضبة ضد سلطة احتلال الامبراطورية البريطانية التي كانت تتحكم في النظام السياسي العالمي .
وأكد «شقرة»، أن ثورة 1919 كانت ثورة شاملة وقومية وليبرالية في آن واحد، ولم تكن ثورة فئوية حيث وقفت الامة المصرية بطبقاتها وفئاتها وطوائفها وشرائحها، من فلاحين ومتعلمين وأميين ومسلمين وأقباط، رجال ونساء، والكل يشارك بشجاعة من أجل تحقيق الاستقلال لمصر.
وأضاف أن المظاهرات قد بدأت في القاهرة سلمية يوم 19 مارس عندما خرج الطلاب يهتفون بحياة مصر وبسقوط الحماية البريطانية فسرعان ما امتدت إلي الأقاليم وعمت معظم المديريات المصرية، وأصبحت عنيفة ، مضيفاً، حيث قطع المتظاهرون خطوط السكك الحديدية وأحرقوا القطارات والمحطات.
وأشار إلي فشل قوات سلطة الاحتلال في مواجهة المتظاهرين، لذلك لجأت إلي المكر والخديعة، وأصدرت تصريح 28 فبراير 1922 الذي منح مصر استقلالا شكلياً.
وقال الدكتور عبد الوهاب شاكر، باحث بمكتبة الاسكندرية، إن الوفد المصري فكر في إرسال وفد إلى أمريكا لاستثارة الرأي العام في الولايات المتحدة لبحث القضية المصرية، وقرر أن يرسل بعض أعضائه إليها، ولكن الإنجليز وضعوا العراقيل في سبيل سفرهم ومنعوهم من ذلك.
وأكد «شاكر» خلال كلمته، على محاولة تتبع الجهود التي قام بها رجال الوفد المصري للدعاية في الأوساط الأمريكية وبخاصة في الكونجرس الأمريكي لمحاولة التأثير على قرار اعتراف الرئيس الأمريكي ويلسون بالحماية. البريطانية في مصر.
وقال عمرو عبدالمنعم، الباحث في شئون الحركات الجهادية، إن نظرة الجماعات الإرهابية المتطرفة لثورة 19 تعتمد علي أنها بواكير الحقبة العلمانية وبداية تنحي الشرعية الإسلامية وانتشار السفور والدعوة الي تحرير المرأة.
وأكد أنه لم يناقش دعاة الإسلام السياسي موقف سعد زغلول من كتاب « الإسلام وأصول الحكم»
لعلي عبدالرزاق، ولم ينظر دعاة التطرف الي موقف سعد زغلول من كتاب «الشعر الجاهلي د" لطه حسين، وقدموا سعد زغلول علي انه شارب للخمر ومحرر النساء في ميدان التحرير، هذا موقف محمد قطب في كتابه «واقعنا المعاصر».
وأضاف «عبدالمنعم»، أن بداية حقبة ثورة 1919 كانت بتقديم شعار «يحيا الهلال مع الصليب» وهو ما تجسد بالفعل في الوحدة الوطنية، وهو ما تراه هذه الجماعات مخالفا لمفاهيم الولاء والبراء في الاسلام.
فيما قال الدكتور حلمى شعراوى، مدير مركز البحوث العربية والأفريقية، إن محمد علي دوس لا يرجع وعيه بمصريته إلى مجرد انخراطه مع زعماء ثورة 1919 بل كان ذلك مبكرا منذ رده على هجوم الرئيس الأمريكي على أخلاق وطبائع الشعب المصري بهجوم مماثل عرف في انجلترا وأوروبا.
وأضاف «شعراوي»، أن «دوس» عاش مرحلة عمره الأولى فترة النهوض والتنوير في مطلع القرن العشرين بين الملونين والزنوج، وتحرك شعوب آسيا وأفريقيا وبخاصة أثناء الحرب الأولى وعقبها للحصول على حق تقرير المصير.
وأكد أن «دوس» نشط دوره الوطني بالتحامه مع قيادات حركة الوحدة الأفريقية في الولايات المتحدة بين ماركوس جارفي ووليم ديبويس باتجاهتهما المختلفة بين طلب رحيل الزنوج في الدياسبورا لوطنهم في أفريقيا، وبين التحرر الوطني لجميع شعوب القارة.
وأوضح «شعراوي»، أن «دوس» عاش أجواء التنوير والتحركات الشعبية قبل الحرب العالمية الأولى، لذا يعتبر وجود المصريين بالخارج ثروة لا بد من العناية بدورها الثقافي والوطني.
وقال المؤرخ الدكتور راضي جودة: لم تكن ثورة 1919 وليدة الصدفة بقدر ما كانت محصلة للمعاناة التي عاناها الشعب المصري جراء الاحتلال الانجليزي الذي منيت به البلاد منذ 1882، وتلك المعاناة التي زادت إبان الحرب العالمية الاولي، وتفجرت الثورة بالقاهرة في التاسع من مارس 1919 .
واضاف «جودة»، أن عبدالحميد حمدي أسهم بمقالات عديدة عبر مراحل الثورة المختلفة في جرائد المنبر، ومصر، والاخبار، والمحروسة، والسفور.
وأوضح جودة، أن من عناصر ثورة 1919 موقف عبدالحميد حمدي من انجلترا بعد انتصارها في الحرب العالمية الاولي، وعبد الحميد حمدي ومظاهرات الطلبة، واعتقال عبدالحميد حمدي وسجنه بقسم شرطة السيدة زينب، وتعطيل جريدة السفور 26 يونيو 1919، وعبد الحميد حمدي ولجنة ملنر، وموقف عبدالحميد حمدي من مفاوضات عدلي وكيرزون، والدعوة لاستقلال مصر في ظل دستور 1923.
فيما قال الدكتور محمود مكي مدرس الأدب الإنجليزي بأكاديمية اللغات والترجمة، إنه تم تقديم مذكرات بصور مختلفة لثورة 1919 من قبل عريان سعد يوسف، وهي أنها كانت ثورة سلمية في كل فعالياتها دون استخدام الكفاح المسلح ضد الاحتلال الانجليزي وأعوانه.
وأضاف «مكي» في كلمته، أن عريان سعد ذكر أحداث مظاهرات مدرسة الطب التي كان شاهدًا عليها ومشاركًا فيها وكيف أن طلبة الطب شاركوا فيها رغم محاولات مديرها الانجليزي ريتشارد منعهم وإغلاق الأبواب دونهم.
وأكد أن عريان يوسف سعد مثال للوطنية الصادقة فقدم كل ما يملك لوطنه، ماله وعمره وشبابه، وحكم عليه بعشر سنوات بعد محاكمة عسكرية كان كل قضاتها من الانجليز، فسجن ثم افرج عنه عام 1923 في عفو عام ولكنه لم يستطيع العودة إلي كلية الطب.
وأكد الدكتور أحمد عبد الدايم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، بجامعة القاهرة، أن مدينة الإسكندرية كانت لها طبيعة خاصة في التعامل خلال فترة ثورة 1919، ونقلت لنا بعض الوثائق أحاديث متناثرة حول فشل القوات البريطانية في التعامل مع المظاهرات، وقالت بأنه كلما كانت القوات البريطانية تسعى لتفريق مظاهراتها سرعان ما كانت تعود من جديد، وأنهم حين استخدموا العنف وقتلوا عددا من الأهالي ردوا عليهم بإحراق السينما والشاحنات وعمليات سلب ونهب.
وأضاف «عبدالدايم» خلال كلمته بالمؤتمر الدولي لثورة 1919 بعد مائة عام، المقام بالمجلس الأعلى للثقافة، أن عمليات النهب التي كان يقوم بها البعض كلما تدخلت الشرطة للسيطرة على الموقف كانت يشكل قلقا كبيرا لتلك الإدارة ومأزقا لا تعرف كيفية الخلاص منه، مؤكدا أنه في الوقت الذي كانت القاهرة تعود فيه إلى الهدوء كان الوضع في الاسكندرية خلاف ذلك تماما.
وقال الدكتور حمادة الشافعي، الخبير الاستراتيجي إنه عقب ظهور بشاير النصر للحلفاء في الحرب العالمية الاولى
كان حلم تمثيل مصر بوفد شعبي في المؤتمر يراود جموع وطوائف الشعب المصري وخاصة بعد أن انضمت إليها الولايات المتحدة الامريكية وأعلن ويلسون في 8 يناير 1918 مبادئ الأربعة عشر وأهمها حق الشعوب في تقرير مصيرها.
وأضاف «الشافعي»، أن قطاعات كبيرة من النخبة المصرية فطنت قبل الحرب وبعدها إلى أخلاقيات الولايات المتحدة والرقي الذي تمثله سواء في السياسة او الاقتصاد او حتى اوضاع النساء، وهو مادفع المصريين خلال الثورة لرفع العلم الأمريكي والمناداة بإسم الرئيس الأمريكي خلال أحداث الثورة، على أمل ان تكون الولايات المتحدة هي الداعم للقضية المصرية خلال مؤتمر الصلح.
وأكد «الشافعي»، أن رياح المصالح الدولية ولاسيما الولايات المتحدة وبريطانيا أتت على عكس رغبة مصر والوفد المصري، وذلك بعدما نجحت بريطانيا في انتزاع اعتراف الرئيس الامريكي نفسه بحق بريطانيا في فرض الحماية على مصر، وهو ما دفع الوفد المصري للمطالبة بضرورة مقابلة الرئيس ويلسون، إلا ان الاخير رفض، لذا بدأ الوفد ومحمد فريد والجالية المصرية إلى التقرب إلى اليسار الفرنسي.
فيما، قال الدكتور عبد الوهاب شاكر، باحث بمكتبة الاسكندرية، إن الوفد المصري فكر في إرسال وفد إلى أمريكا لاستثارة الرأي العام في الولايات المتحدة لبحث القضية المصرية، وقرر أن يرسل بعض أعضائه إليها، ولكن الإنجليز وضعوا العراقيل في سبيل سفرهم ومنعوهم من ذلك.
وأكد «شاكر» خلال كلمته، محاولة تتبع الجهود التي قام بها رجال الوفد المصري للدعاية في الأوساط الأمريكية وبخاصة في الكونجرس الأمريكي لمحاولة التأثير على قرار اعتراف الرئيس الأمريكي ويلسون بالحماية. البريطانية في مصر
ومن جانبه، قال الدكتور طارق النعمان، أستاذ البلاغة والنقد بجامعة القاهرة، إن عديدًا من الهويات الحديثة قد أخذت تتشكل وتتوالد مع ثورة 1919 المجيدة في إطار مواجهتها للاحتلال البريطاني، وفي ظل هذا تنطلق هذه الورقة من تلك الفرضية التي ترى أن الأمم تولد من أرحام سردياتها، ومن أن ثورة 1919 تشكل سردية كبرى في التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي للأمة المصرية.
وأضاف «النعمان»، أنه قد تشكلت وظهرت أنواع أدبية حديثة كالمذكرات والسير الذاتية، فضلًا عن توالد وتشكل بعض الهويات الطبقية والفئوية الجديدة.
ولفت إلى تولد العديد من السرديات مع ثورة 1919، كسردية تحرر المرأة المصرية ونضالها، وكفاح الطبقة العاملة، ونضال الحركة الطلابية على امتداد تاريخنا الحديث والمعاصر، وكلها سرديات تستمد منها هويات هذه الكيانات.
وقالت الدكتورة هدى مدني، مدير إدارة التعليم المجتمعي بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، إن ثورة 1919م من أعظم الثورات في تاريخ مصر حيث لأول مرة يخرج جميع فئات المجتمع المصري من نساء ورجال وطلاب الثانوية العامة وطلاب الجامعات من أجل مواجهة الاحتلال البريطاني.
وأضافت «مدني»، خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي بمناسبة مرور مائة عام على ثورة 1919 بدار الأوبرا المصرية، أن ثورة 1919 فتحت آفاق الإبداع لدى الفن التشكيلي فقد كان له بصمة في أعمال محددة للتعبير عن هذه الحقبة التاريخية حيث كان من أبرز الفنانين آنذاك هو محمود مختار الذي قام بعمل تمثال نهضة مصر وهو يعبر عن صورة لامرأة بجوار أبو الهول للتعبير عن القوة والركيزة والنظرة المستقبلية، وتمثال آخر للزعيم سعد زغلول لتخليد ذكراه ويدل على عظمة وشموخ وقوة هذا الرجل.
وذكرت مدير إدارة التعليم المجتمعي بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، أن الفنان محمود سعيد كان من أبرز الفنانين أيضا الذين تأثروا بثورة 1919م حيث كانت جميع أعماله من لوحات فنية تعبر عن الحياة المجتمعية والسياسية بمصر آنذاك.
وقال الدكتور أشرف راضي، الباحث المتخصص في الشئون السياسية والدولية، إن ثورة 1919م كانت ثورة شعبية أسست لحقبة جديدة في تاريخ مصر المعاصر، حيث إنها جاءت لتأسيس وضع جديد للوصول للحرية في مصر.
وأشار «راضي»، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي، إلى أن ثورة 1919م حسمت الجدل حول مسألة الهوية المصرية وعلاقاتها بدولة الخلافة وأنها دولة ذات سيادة وتسعى لمواجهة الاحتلال، مؤكدا ان ثورة 19 كانت ثورة شعبية مدنية.
وأكد الباحث المتخصص في الشئون السياسية والدولية، أن الثورة ساهمت في إعادة صياغة الرابطة المصرية بما يسمى بمشروع مصر للمصريين.
وقال الدكتور ناصر علي محمد، المدير التنفيذي للمجلس العربي للأخلاق والمواطنة، إن ثورة 1919م كانت نقطة انتقال لمصر حيث إنها أثبتت أن الشعب المصري قادر على تغيير المفاهيم للآخرين وصنفت تلك الثورة على انها ثورة شعب، إذ لأول مرة يخرج جموع الشعب من مسلمين ومسيحيين لاقتلاع جذور الاحتلال البريطاني آنذاك.
وأضاف «محمد»، ان جيل ثورة 1919 وجه رسالة للعالم بأسره على قدرته على مواجهة الاحتلال البريطاني رغم ما تعرض له من قسوة وتهديدات آنذاك، مشيرا إلى أن اهم انجازات ثورة 1919م توحيد صفوف المصريين حيث لعب رجال الدين دورا في تجميع التوكيلات لتأييد الزعيم سعد زغلول الذي لعب دور في يقظة الشعب.
وأكد المدير التنفيذي للمجلس العربي للاخلاق والمواطنة، ان ثورة 1919 كانت ملهمة لكل ثورات العالم، لافتا إلى أن الزعيم زغلول قدم نموذجا للتضحية والانتماء للوطن عبر التاريخ.
وقال الدكتور عبد المنعم سعيد، أستاذ العلوم السياسية بمركز تاريخ مصر المعاصر، إن ثورة 1919م ساهمت في ترسيخ مفهوم الهوية المصرية حيث إنها كانت ثورة الأمة المصرية بكافة طبقاتها، وافرزت تميز الشخصية المصرية.
وأشار «سعيد»، إلى أن الوفد بقيادة الزعيم سعد زغلول كان المدافع الأول عن السياسة المصرية حتى عام 1952م، فضلا عن أن دستور 1923 كان أيضا المعبر عن إرادة شعب مصر آنذاك لذلك تكونت الهوية والشخصية المصرية.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بمركز تاريخ مصر المعاصر،أن مع تطور فكرة القومية العربية في ثلاثينات القرن العشرين وبروز العروبة السياسية علي الساحة الفكرية كفكرة لها قوتها أعتبرها القوميون المصريون أن الفتح العربي والعصر الإسلامي كارثة تاريخية لمصر وشعبها لذلك رفضوا أي رابطة سياسية تربط مصر بالعرب لذلك دعوا للاهتمام لدراسة حضارة مصر القديمة لتعميق الوطنية المصرية وان التنظيم السياسي الذي يجب أن يسود مبدأ القومية المصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.