تعرف على شيخ شيوخ البرية القديس فلتاؤس السرياني

كتبت:لُجين مجدي
تحتفل الكنائس المسيحية اليوم الأحد, بتذكار نياحة الراهب القمص فلتاؤس السرياتي, وهو أحد الشخصيات التراثية المحفوظة داخل الكتب التي تناولت سير القديسين و الشهداء و أضفوا ثراء إلى التراث القبطي الثقافي , و يتوافد المصلون إلى دير السريان بوادي النطرون في ال17 من مارس سنويًا لإحياء تذكار هذا القديس العظيم الذي لُقب ب" شيخ شيوخ البرية".
وُلد القديس فلتاؤس من أبوين تقيين في قرية سخا بمحافظة كفر الشيخ عام 1922م باسم "كامل جرجس", عمل بالجيس الانجليزي حتى عام 1948م , و توجة بعد ذلك إلى الحياة الديرية و ذهب إلى العزباوية و هى مقر الدير بالقاهرة و استمر يتعبد داخل الدير لمدة دامت لأكثر من 5 سنوات كان يعمل فيها على خدمة الكنائس و الاديرة و الآباء
الكهنة , , و كان القديس فلتاؤس قد اشتهر بإيمانة و اخلاصة في خدمة الكتاب المقدس و الكنائس بالاضافة إلى اعمالة الروحية فقد كان ينشر تعاليم المسيح من خلال قراءات مخطوطات سير القديسين ونسخ أقوال الآباء و نشرها بين الناس من أجل تأمل حياة من إنتقلوا الى السماء و ازالت اعمليهم تنيرالكنائس.
و كان يمكث في أحدى (القلايات) داخل الدور الرابع بجوار كنيسة الملاك بالحصن بدير السرياني بوادي النطرون و مكث بها ثلاث سنين, ولم يكن في القلاية سوي حصيرة واحدة ينام علي نصها ويتغطي بالنص الثاني, وكان في الشتاء الشديد يدفئ نفسه بالميطانيات, وكان تدبيره أنه يعمل
500 ميطانية في اليوم ويصوم حتي المساء وفي أثناء النهار كان يقرأ في الإنجيل و سير القديسين, وحين ازداد الأب فلتاؤس في النسك و الحياة الرهبانية قام مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث قلاية منفردة بالجنينة عام 1962م.
والقلاية هو مكان يخصص لكل راهب للإقامة فيها، والتفرع للعبادة والصلاة، وقد تكون على شكل مغارة، فيما يلجأ بعض الرهبان لإقامة "قلايته" خارج أسوار الدير، للتفرغ تمامًا للصلاة والحياة الروحية مع الله.
و ترأس البابا شنودة الثالث احتفالية الدير الذي أقيم نوفمبر عام 1998م بمناسبة مرور خمسون عامًا على رهبنة شيخ الشيوح القديس فلتاؤس و استمرت الاحتفالات على رهبنة القديس الذي رحل 17 مارس عام 2010م, كما تحرص حتى الان الكنائس القبطية الأرثوذكسية و جميع الأساقفة و الرهبان و الآباء الكهنة لإحياء تذكار هذا القديس الراحل ,إذ يُعد "فلتاؤس" هو أقدم الرهبان ببرية شهيت وهو أحد رموز الحياة الرهبانية المخلصة للإيمان و المكرسة لكلام و تعاليم الله زاهدًا جميع مظاهر الحياة .