قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، أن ثورة 1919 تتميز عن كافة الانتفاضات الشعبية التي شهدها التاريخ المصري، قبلها أو بعدها، بكونها ثورة شعبية خالية من الوجود العسكري. وأضاف الفقي، خلال كلمته في الاحتفال الدولي بمئوية ثورة 19، لوزارة الثقافة، بدار الأوبرا، أن ثورة 19 كانت ثورة شعب خرج من المنازل والجامعات، ليعطل الحياة، ويعلن الإضراب، في مشهد نادر، كان جديدا على العالم آنذاك، موضحا أنها تتميز بكونها ثورة مدنية، إذ أنها أول حركة مصرية تخرج من عباءة الدين. وأشار المفكر السياسي، إلى أنه قبل ثورة 19، كانت التحركات الوطنية المصرية، تعتبر جزءا من الإسلام، وتحت رعاية الدولة العثمانية، الممثل الإسلامي الذي يجب احترامه، بينما ثورة 19 خرجت للحفاظ على الهوية المصرية، فكانت أول ما خرج عن هذا الإطار الديني، ورفعت شعار "مصر للمصريين"، وتجسدت بها الوحدة الوطنية، ولا فرق بين مسلم ومسيحي. ولفت الفقي، إلى أن ثورة 1919 شهدت الفكر الليبرالي والانفتاحي والعلماني، وكل منهم يحترم الآخر، إذ لم يكتب سعد زغلول مقالا أو عبارة ضد أي ممن اختلفوا معه، مبينا ضرورة أن يعود هذا الفكر والفهم من جديد في العصر الحالي، ويحترم الجميع خيارات الآخر المختلفة. وأوضح الفقي، أن الحزب السياسي الحقيقي في مصر، هو حزب الوفد، لاسيما في الفترة من 1919 إلى 1952، قائلا "أزعم أن الحزب السياسي الحقيقي في مصر هو حزب الوفد"، نظرا لدوره العظيم خلال هذه الفترة السياسية الهامة من تاريخ مصر، وتحمله لمسئولية استقلال مصر، وقيادة الحركة الشعبية.