فى الندوة التثقيفية التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد، تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن قضية بالغة الخطورة، وهى تسليح الشعب المصرى بالوعى، وهذه القضية من أهم القضايا التى يجب على الجميع أن يشغل فكره بها، فالخطر الحقيقى، وكما قال الرئيس، يتمثل فى فقدان الوعى، لدرجة إعلانه صراحة أنه لا يخشى على البلاد من الخارج، قدر خشيته عليها من الداخل، والمعنى هنا واضح وصريح، بأن قلة الوعى هى الخطر الداهم البشع الذى يتعرض له الوطن أولاً والمواطن ثانياً. غياب الوعى هو أكبر مؤامرة تتعرض لها مصر، والذين يتصورون أو يتوهمون أن المؤامرات التى تحاك ضد البلاد قد انتهت إنما هم واهمون، والدولة المصرية تقاوم بكل أجهزتها المختلفة وتتصدى لتلك المؤامرات. والمعروف أن دور مصر الكبير والفاعل فى التصدى للإرهاب وأشياعه ومؤيديه، جعل هؤلاء المتآمرين يواصلون ألاعيبهم وجرائمهم بوسائل أخرى، ويأتى على رأسها تعمُّد تغييب الوعى لدى المصريين، بهدف تنفيذ مخطط أكبر وأشمل، وهو إسقاط الدولة، ووقف كل الإنجازات التى تتم على أرض الواقع. من هنا جاءت رسالة التحذير الشديدة التى وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى، بأهمية التسلح بالوعى الكامل للتصدى لكل الألاعيب التى تحاك ضد البلاد. وهنا تأتى أهمية هذا التحذير كواجب وطنى للمساهمة فى الحرب المقدسة ضد الإرهاب وأهله الذين عاثوا الخراب والدمار فى المجتمع، وكل أجهزة الدولة والمواطنين عليهم واجب وطنى فى هذا الشأن هو التسلح بكامل الوعى، لأن هذا واجب تمليه الإرادة الوطنية من أجل التصدى لكل المخططات والمؤامرات التى تريد النيل من الدولة الوطنية ومؤسساتها المختلفة. دور وسائل الإعلام المختلفة مهم فى تصدير الوعى لكل المواطنين من أجل الحفاظ على الأمن القومى للبلاد، فدور الإعلام بكل وسائله بالغ الأهمية فى تبصير الناس بالتسلح بالوعى حتى يكونوا مؤهلين للتصدى للمؤامرات وخطر الفكر الشيطانى الذى يصر على هدم الدولة وإشاعة الفوضى والاضطراب داخل المجتمع. إن دور الإعلام فى هذه المسألة ليس ترفاً أو وجاهة اجتماعية، إنما هو دور وطنى مهم، بدلاً من حالة التخبط الشديدة السائدة حالياً، ولا بد من إعادة كل الرؤى الإعلامية فى هذا الشأن، ولماذا لا تنتهج كل وسائل الإعلام فى ظل هذا الظرف التاريخى، رؤية واحدة وهى بث الوعى ونشره بين الناس، ولماذا لا يتبنى أصحاب الفكر والرأى فى كل المجالات، قضية الوعى وتحليل كل الظواهر المتعلقة بها، حتى يتسلح المواطنون بالوعى الحقيقى، وليس بالوعى الزائف الذى يصدره للمصريين أهل المؤامرات ضد البلاد وإحباط كل المخططات الرامية إلى إشاعة الفوضى والاضطراب دخل المجتمع وتفكيك الأمة للوصول إلى هدف أكبر هو إسقاط مصر. وبالوعى يستطيع الناس التصدى لكل المعلومات والشائعات الزائفة التى يتم تصديرها داخل البلاد. وإذا كانت القوات المسلحة الباسلة والشرطة المدنية تقومان بتوجيه الضربات الشديدة ضد الإرهاب وأهله، فإن واجب المواطنين هو التسلح بالوعى، الذى يقضى تماماً على كل جذور الإرهاب ومؤيديه ومناصريه، وكل معتنقى الفكر التكفيرى. ونذكِّر بما قاله الرئيس السيسى عندما أعلن أن أحداث محمد محمود التى قام أهل الشر باستغلالها أسوأ استغلال ضد الوطن والمواطن، ولأن الوعى قد غاب فى هذا التوقيت بسبب تصدير شائعات خاطئة، كانت النتيجة السيئة التى عشناها، ولذلك فإن التسلح بالوعى بات ضرورة ملحة خاصة بعد النجاحات الكبيرة التى حققتها الدولة المصرية ضد الإرهاب، والمشروعات الكبرى التى يتم تنفيذها على أرض الواقع. ويبقى ضرورة توعية الشباب التوعية السليمة لتشكيل حائط صد فكرى ضد كل من تسول له نفسه أن ينال من مصر وشعبها العظيم.