يحل اليوم عيد ميلاد ال 66 للمخرجة الجريئة إيناس الدغيدي، حيث ولدت يوم الثلاثاء الموافق 10 مارس من عام 1953، بمدينة القاهرة، و ترعرعت في كنف والدها مدرس الدين و المتحرر من سطوة العادات و التقاليد الأمر الذي ساهم بدورٍ هامٍ في حياتها وجعل كتاباتها تتناول التناقضات في حياة المجتمع المصري، فعالجت أفلامها القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل بطريقةٍ في غاية الجرأة و الصراحة فرفضها المجتمع المقيد بالمبادئ و القيم الموروثة. تخرجت المخرجة العبقرية إيناس الدغيدي من المعهد العالي للسينما بعام 1975، كما عملت في البداية كمساعد مخرج في عدة أفلام، لتخرج فيلمها الأول "عفواً أيها القانون" بعام 1985، توالت أعمالها و التي تميزت بأروع المشاهد الحميمية و المشاهد الساخنة، و من أبرز أعمالها في عالم السينما: "الكداب"، "علي من نطلق الرصاص"، "أمواج بلا شاطئ"، "مع حبي و أشواقي"، "امرأة بلا قيد"، "قصر في الهواء"، "ليالي ياسمين"، "الشك يا حبيبي"، "لا تظلموا النساء"، "4-2-4"، "من يطفئ النار"، "كيدهن عظيم"، "حب في الزنزانة"، "ليلة لقبض علي فاطمة"، "بنات إبليس"، "عفواٌ أيها القانون"، "لعبة الكبار"، "التحدي"، "زمن الممنوع"، "قضية سميحة بدران"، "إمرأة واحدة لا تكفي"، "القاتلة"، "ديسكو ديسكو"، "لحم رخيص"، "استاكوزا"، "دانتيلا"، "كلام الليل"، "الوردة الحمراء"، "مذكرات مراهقة"، "الباحثات عن الحرية"، "ما تيجي نرقص"، "مجنون أميرة". تزوجت المخرجة الرائعة إيناس الدغيدي من دكتور الأسنان المصري نبيل معوض، و الذي أعلن إسلامه قبل زواجه منها، لينجبا ابنةً واحدةً اسمها حبيبة، لكنهما انفصلا بعد 29 عامًا لتوافيه المنية بعام 2016 الأمر الذي أحزن المخرجة إيناس الدغيدي كثيرًا، وقد تلقت عرضاٌ للزواج من رجل أعمال و كان من المثليين و ما شجعه على الارتباط بها هو فكرتها المتحررة عن الزواج ولكنها رفضت مطلبه لأنها لا تريد الزواج من مثلي، رغم أنها تحترم أصدقاءها المثليين، و تعتبرهم الفئة الأكثر حرية في المجتمع، معبرة أنها لا تستطيع معرفة شعورها اتجاه أولادها إذا أقدموا على هذا الفعل، و هل سيكون هناك تصالح مع الوقت فى فكرة تقبل الشواذ و المثليين، كما طالبت المجتمع بتقبل الآخر. لم تقتصر جرأة المخرجة المنفردة إيناس الدغيدي على أعمالها الفنية و حسم، بل أيضاٌ أخرجت بعض أفلام الإباحية الهادفة و التي بها قصص رومانسية، و لم تكتفي بذلك لكنها أيضاٌ طالبت كثيراٌ بترخيص مهنة الدعارة في مصر، حيث تعتقد بأن السماح بها قانونياٌ كما يمنح الدولة الاشراف الطبي و الجنائي على ممارسي هذه المهنة الغير قانونية حسب القانون المصري، بدلاٌ من ممارستها في الخفاء ونشر الأمراض، كما طالبت أيضاٌ بعدم ظهور الإعلاميات و الفنانات عبر شاشات التلفزيون و خاصة في السينما و هن محجبات حيث أن البعض يعتبره تقليلاٌ من شأن الحجاب و إساءة لكل من يرتديه بل إساءة للدين، كما عبرت عن رفضها الشديد لرجوع الفنانات اللاتي ارتدين الحجاب إلى الفن مرة أخرى، مصرحة بأنها تخاف من فكرة الحجاب. حصلت المخرجة اللامعة إيناس الدغيدي على عددٍ كبيرٍ من الجوائز العربية و العالمية منها جائزة العمل الأول من الجمعية المصرية للسينما عام 1985 و شهادة تقدير من مجلس نقابة المهن السينمائية عام 1986، ثم حصلت على جائزة تقدير من الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما عام 1989، و جاءت بعدها جائزة المهرجان القومي الحادي عشر للفنون المصرية، ثم جائزتين من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي الثالث عشر بعام 1997 لأفضل إخراج و إنتاج، كما حصدت علي بعض الجوائز و الشهدات علي المستوى الدولي حيث حصلت علي شهادة تقدير من مهرجان بيونغ يانغ السينمائي الأول إضافةً لجائزة أفضل إخراج عن فيلم "دانتيلا" في عام 1998، و جائزة أفضل فيلم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعام 2001، كما حصلت على جائزة شكر من مهرجان بيروت السينمائي عام 2001 و جائزة أفضل فيلم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2004، ثم شهادة تقدير من مهرجان جمعية الفيلم السنوي 32 لجمعية السينما عام 2005، إضافةً للكثير من الجوائز لإنجازتها في مجال الإخراج و الإنتاج.