منذعدة شهور وأنا أبحث وأستقصى عن واقعة قتل الثوار فى ميدان التحرير .. لأنها جريمة هامة وبشعة استشهد فيها عدد كبير من شباب الثورة .. وطالبنى كثيرون أن أقول كلمتى للحق وللتاريخ .. فمن قائل ان القتلة كانوا من رجال الشرطة ومن قائل أنهم كانوا من رجال الرئيس السابق وبطانته وأخيرا قال قائل أنهم كانوا رجال بذقون طويلة أى أنهم من الأخوان المسلمين – أو المتأسلمين - ولكل قائل حججه وأسانيده.. وكان أكثر ما يزعجنى ويتعسنى أن أكتشف أن اخوانجيا كان مسئولا عن قتل هؤلاء الشباب لأن علاقتى بالكثيرين من الأخوان المسلمين تمتد الى الخمسينات من القرن الماضى وانطباعى عنهم أنهم شرفاء ورغم أخطاء كثيرة صدرت منهم فى الآونة الأخيرة لكنهم لا يقتلون الأبرياء فهم جزء من النسيج المصرى وعانوا من الاضطهاد والسجون والمعتقلات مثل باقى أفراد الشعب الشرفاء .. وكان أسلوبى فى البحث أن أجد شاهد رؤية ليس مشكوكا فى شهادته حتى أنقل للقارئ وجهة نظر صادقة .. ولما كنت أعيش فى الخارج ومحسوبا على الولاياتالمتحدة أكثر من نصف عمرى فقد تعذر علىّ أن أجد هذا الشاهد الأمين حتى أعتمد على كلمته.. وأخيرا وجدت ضالتى فيمن أعتمد على أمانته وأثق فى كلمته .. فبالمصادفة الغريبة وكأنه كان يعلم أنى أبحث عنه وأعيانى البحث .. وجدته بجانبى عادل صبرى يكتب: شاهد على قتلة الثوار .. ولم أصدق نفسى أولا لأنه بجانبى ولم أكن أعلم .. ولم أصدق نفسى ثانيا بعد أن قرأت المقال لما فيه من حقائق مذهلة .. فأن تخرج هذه الشهادة من شاهد رؤية ..وأن يكون شاهد الرؤية هو زميل وكاتب فهو أمر لايقبل الشك أو الطعن فيه أو الجدل بشأنه .. فقد وقع القتل .. ووقع الاستشهاد .. من غير ذوى الذقون .. قد يقتل الأخوان المسلمين دفاعا عن أنفسهم .. وقد ينتقمون ممن اعتدى عليهم .. لكنهم أبدا لايهاجمون الأبرياء ويطعنوهم فى ظهورهم.. فقد رأى الزميل صبرى القتلة وهم يقتلون .. ورآهم وهم يدخلون الميدان .. ورآهم وهم يستعملون السلاح .. لقد كتبت لصالح الأخوان مقالا مشهورا فى المصرى اليوم بتاريخ 12/7/2009 تحت عنوان لماذا يدمرون بلدى هاجمت فيه مباحث أمن الدولة.. حتى أن البعض داعبنى بتسميتى مسيحى أخوانجى .. لكن حينما هددوا بحرق مصر كتبت أهاجمهم فى هذا الموقع الذى أكتب فيه الآن.. ولا تعارض فى الموقفين لأنى مصرى أحب مصر وأكره من يكره مصر .. فلا تلون ولا تغير فى المواقف .. تحياتى من كاليفورنيا