بدأت بوادر إجهاض الثورة ومحاولة الالتفاف حول أهدافها المشروعة فلم تتحقق المطالب بإسقاط حكومة »شفيق« وتشكيل حكومة وطنية من الشعب بعيداً عن الوجوه الحالية سواء كانت حزبية أو إخوانية أو مستقلة تدين بالولاء لحزب الرئيس السابق، ولم يكن في الحسبان أن تتراجع القوي المساندة للثورة بهذا الشكل المريب، وأصبح الخطر يلف حول رقبة الثوار بالمراهنة علي العنصر الزمني لبقاء استمرار الثورة مشتعلة لتحقيق أهدافها، ولست أدري هل سيكتب لهذه الثورة استكمال النجاح أم أن هناك مناورات قد تكون في صالح النظام الديكتاتوري الذي حكم البلاد أكثر من ثلاثين عاماً، فالخوف أصبح يسيطر علي رجل الشارع من المجهول، فالكل يريد حكماً حراً ونزيهاً والتخلص من رموز الفساد الحالية التي مازالت تقبع علي كراسي الحكم، ولم يشف التغيير الحكومي الأخير صدورنا، بل ازدادت المخاوف وقفزت الهواجس تتحدث عن وجود نية لإفشال هذه الثورة والاكتفاء بالتغييرات الشكلية التي ستتم في الدستور، والأمر المثير للدهشة أن القائمين علي النظام بدءاً من رئيس الحكومة إلي الوزراء لم يقدموا الدليل علي صدق نيتهم، والدليل علي ذلك قيام اللواء محمود وجدي وزير الداخلية بالتنصل من جرائم ضباط وجنود الشرطة خلال قيام الثورة، ولم يعبأ الرجل بأرواح الشهداء الذين راحوا برصاص الشرطة وسيارات مكافحة الشغب، وزاد الطين بلة أن هناك قيادات من كبار ضباط الداخلية مازالوا يتعاملون مع الثورة كأمر خارج عن القانون. لذلك أطالب أبناء ثورة مصر الحرة بعدم التراجع عن مطالبهم والاستمرار في ثورتهم حتي تتحقق هذه المطالب وتعود الحرية لمصر بعد أن غابت عقوداً طويلة، ولست أدري ما السر وراء الإصرار علي بقاء حكومة شفيق في إدارة البلاد رغم تبعيته للنظام المخلوع، ألا يوجد في مصر رجال يصلحون لإدارة البلاد في هذه الفترة العصيبة؟ أعتقد أن مصر بها الكفاءات الكثيرة لإدارة أمة بكاملها وليست دولة فقط، آن الأوان للرضوخ لإرادة الشعب الحر.. اللهم بلغت اللهم فاشهد. عاجل إلي كل أبناء مصر الشرفاء: دقوا طبول النصر وأعلنوا الاستمرار في العمل والثورة جنباً إلي جنب حتي تتحقق المطالب المشروعة لشعب مصر الحر.