يحل اليوم ذكري ميلاد ال 116، للفنان العريق زكي رستم، حيث ولد يوم الخميس الموافق 5 مارس من عام 1903، في حي الحلمية بالقاهرة لعائلة أرستقراطية راقية فكان والده و جده من باشوات مصر. نشأ فى قصر كان يملكه جدّه اللواء محمود باشا رستم أحد رجال الجيش المصري البارزين، و كان والده محمود بك رستم من كبار ملاك الأراضي الزراعية و من أعضاء الحزب الوطنى و صديقًا شخصيا لمصطفى كامل، كما توفي والده و هو مايزال صبيًا، و تكفل به صديق والده مصطفى بك نجيب، و هو والد النجم سليمان نجيب، الأمر الذي أتاح له تكوين علاقات مع بعض فناني المسرح في ذلك الحين و منهم الفنان عبد الوارث عسر. و كان النجم القدير زكي رستم يمارس رياضة رفع الأثقال و حصل على بطولتها بعام 1923 قبل شهادة البكالوريا، ثم بدأت هوايته فى التمثيل و هو طالب فى البكالوريا بعام 1924 حين أعجب به النجم جورج أبيض و ضمه الى فرقته، و كان من المفترض أن يستكمل دراسته لكلية الحقوق طبقا للتقليد السائد فى العائلات الأرستقراطية الذي يُلزِم أبنائها باستكمال دراستهم الجامعية، و لكنه رفض دراسة الحقوق، و أخبر والدته برغبته في أن يكون ممثلًا، ذلك الأمر الذي رفضته بشدة و خيرته بين حياته كفنان و بين استكمال حياته معهم و أختار هو الفن، و أنتقل بعدها إلى عمارة يعقوبيان بوسط البلد، حيث عاش لبقية حياته، و تسبب هذا بإصابة والدته بالشلل حزنًا على إختيار ابنها وهو الأمر الذي كان له أثر كبير عليه لبقية حياته. بدأ الفنان العالمي زكي رستم مسيرته الفنية من خلال السينما الصامتة، حيث شارك في أول بطولة له بفيلم "زينب"، و الذي تم عرضه في عام 1930، ثم توالت أعماله الفنية في عالم السينما، و من أبرز تلك الأعمال: "الوردة البيضاء"، "ليلى بنت الصحراء"، "العزيمة"، "زليخه تحب عاشور"، "المتهمة"، "هذا جناه أبي"، "الحياة كفاح"، "قصة غرام"، "هدمت بيتي"، "النائب العام"، "ضحايا المدينة"، "الهانم"، "خاتم سليمان"، "معلهش يا زهر"، "النمر"، "مسمار جحا"، "حكم قراقوش"، "عائشة"، "بنت الأكابر"، "صراع في الوادي"، "موعد مع إبليس"، "حب و دموع"، "رصيف نمرة 5"، "أين عمري"، "إغراء"، "لن أبكي أبداٌ"، "الهاربة"، "نهر الحب"، "ملاك و شيطان"، "أعز الحبايب"، "يوم بلا غد"، "بقايا عذراء"، "الحرام". عاني النجم الكبير زكي رستم في أوائل الستينيات من ضعف السمع، و أعتقد في البداية أنه مجرد عارض سيزول مع الأيام، وأنه بحفظه جيداً دوره وقراءته شفاه الممثلين أمامه قد يحل المشكلة، لكن هذا لم يحدث ففي آخر أفلامه "إجازة صيف"، كان قد فقد حاسة السمع تماماً، فكان ينسى جملاً في الحوار أو يرفع صوته بطريقة مسرحية، وكان يكره أن يستعين بسماعة من تلك الاختراعات الإلكترونية، خصوصاً أن السماعات كانت ما زالت بأسلاكها وبطاريتها ظاهرة للعيان إلى جانب أنها تقيد من طريقته في الاندماج، و رغم ذلك أدى النجم الموهوب زكي رستم الدور على أحسن ما يكون، وعندما كان يوجه له المخرج أو يعطيه ملاحظاته كان لا يسمعها، ما أحزنه كثيراً، حتى إنه في إحدى المرات بكى في الأستوديو من هذا الموقف، دفع كل ذلك النجم العريق زكي رستم إلى أعتزال التمثيل نهائياً بعام 1968، و الابتعاد عن الناس بعد فقدانه حاسة السمع تدريجياً، كما كان يقضي معظم وقته في القراءة و لعب البلياردو، بعدما قدَّم أكثر من 240 فيلماً. و في يوم الثلاثاء الموافق 15 فبراير من عام 1972 رحل عن عالمنا نجم العالمية زكي رستم بعد أن أصيب بأزمة قلبية حادة نقل على إثرها إلى مستشفى دار الشفاء، و توفي هناك عن عمر يناهز ال 69 عاماٌ.