يظل الإبداع فى حالة توهج حقيقى ما دام هناك مناخا يفرز مبدعين فى المجالات المختلفة خاصة التى تتعلق بالوجدان والشعور ومنها الشعر, ومع تغير المناخ وتحول المتلقى - الذى لديه القدرة دائما- على الانتقاء والاختيار بشكل جيد عن الشعر العربى نشأت الأزمة التى تتفاقم بصورة كبيرة وأصبح الفن الرائع يشتكى لأصحاب القوافى بعد أن كان ديوان العرب لسنوات بعيدة مضت. ولكن تبقى حقيقة مؤكدة وهى أن الشعراء لا يموتون والشعر ذلك المخلوق الرائع الذى يصفى النفوس ويرقق المشاعر ويخاطب الوجدان, قد يمرض أو يترنح ولكن سرعان ما يعود إلى الساحة الثقافية فارسا عملاقا فقط يحتاج إلى جهود. نبدأ اليوم مع الشاعرة هويدا عطا صاحبة أول جائزة لسيدة عربية بدولة اوربية- جائزة الاديبة والشاعرة هويدا عطا للحرية والابداع بصالون الخريف الفرنسى بباريس- و تعمل سفيرة للنوايا الحسنة والسعادة لخيمة التواصل العالمية بالامارات"خيمة حكيم العرب" ورئيس الخيمة للثقافة والإبداع بمصر رئيس مجلس الإدارة لمؤسسة هويدا عطا للثقافة والإبداع وتنمية المجتمع بمصر وصاحبة صالون هويدا عطا للحرية والإبداع , التى بادرتنا بقولها : نعم ما زال الشعر ديوان العرب وسيظل لسانها القوي حتى انتهاء الحياة بالكون؛ لأنه هو الذي يعبر عنها وتفاصيلها بشكل آني وسريع وحساس وشفاف, وهناك دليل بسيط أن معظم ما ينشر من مادة كتابية بوسائل التواصل الاجتماعي المختلفة يتفنن أصحابها -وهم غير شعراء- في نشرها بشكل شعري موسيقي موزون. وأشارت إلى طغيان أدب الرواية في الوقت الحالي واتجاه بعض الشعراء أنفسهم إلى كتابة الرواية، بسبب ظهور مسابقات الرواية وجوائزها الثمينة منذ سنوات ، فهذا ما جعل الشعراء من جهة ودور النشر من جهة أخرى يتسابقان على اللحاق بها. وتؤكد الشاعرة هويدا عطا أنه طالما هناك حياة وأرواح شعرية راقية وشفافة ستبقي هناك أسماء شعرية ذات إبداع حقيقي، تحفر بصمتها بقوة في عالم الشعر، ودائما الجيد يطفو علي السطح ولو بعد حين، كما أنه مازالت هناك أعمال شعرية جيدة تفرض نفسها من وقت لآخر وتنشر في دواوين تلقي نصيب كبير من البيع صدرت بالفترة الماضية وأثرت في الحركة الشعرية بمصر خاصة. وتطالب "عطا" بضرورة البحث عن الشعراء الحقيقيين في كل مكان بالمدينة والقرية والبادية, بكل أرجاء مصر والوطن العربي وإقامة المسابقات الشعرية الجادة بجوائز قيمة, والتي يجب عليها بكل ضمير فرز الغث من السمين لكي نفرز قيمة شعرية حقيقية للمجتمع. كمت تؤكد أن جميع الفنون مرتبطة بجمالية الشعر، فعندما نشير إلى تميز أي عمل إبداعي نقول انه يتميز بأسلوب شعري راقي، لذا سيظل الشعر هو سيد الإبداع ولسان حال العرب؛ طالما هناك قلوب تنبض بالحب ورهافة الحس, ومبدعين حقيقيين يملكون الوسيلة لإعطاء الشعر أهميته وقيمته التي لن تنضب أبدا بمرور الزمن, بل تزداد بريقا والبعد عن الشللية التي تهدف إلى المصالح الخاصة على حساب الإبداع, ونشر الصالونات الشعرية الحقيقية التي تتبنى المواهب الأصيلة وإبرازها, ومناقشة قضايا الشعر المعاصر, وأيضا إيجاد فقرة للتذكير بأمهات الشعر من أجل خلق روح تكاملية ما بين القديم والجديد, والبعد عن المجاملات علي حساب الشعر الحقيقي والشعراء الجادين؛ فهناك بعض النماذج المتميزة التي تستحق التقدير والاحترام والتشجيع. وعن امتناع الصحف والمجلات عن نشر القصائد الشعرية أو على الأقل عدم الاهتمام بها قالت "عطا": هذا دليل جهل ثقافي .. فكيف لصفحة ثقافية لا تحتضن قصيدة شعرية وتتزين بها وتفتخر بها؟! لابد ممن يتولى هذه الصفحات أن يكون مثقفا حقيقيا, وأن يكون مقدرا لقيمة الشعر والشعراء, ولابد أن تتبنى هذه الصفحات المواهب الحقيقية وتنطم مسابقات شعرية تحفز قريحة الشعر والشعراء وتحثهم على التواجد بقوة في الواقع الأدبي كما السابق.