[البشير:الخريطة المتفق عليها ضرورية للاتفاق مع جوبا] الرئيس السوداني عمر البشير الخرطوم - أ ش أ: منذ 1 ساعة 29 دقيقة أكد الرئيس السوداني عمر البشير أنه لا مجال للتوصل لاتفاق حول الترتيبات الأمنية مع دولة الجنوب فى ظل المفاوضات المشتركة الا بموجب الخريطة المتفق عليها . جاء ذلك في كلمة البشير بالجلسة الافتتاحية لأعمال اجتماع مجلس الشورى القومى فى دورة انعقاده العادية الخامسة اليوم "السبت" . وكشف البشير أن الخارطة التى قدمت فى مجلس السلم والامن الافريقى ومجلس الأمن الدولى كانت مخالفة لكل الخرائط المتفق عليها بين السودان ودولة الجنوب الموقع عليها من قبل اللجنة المشتركة لترسيم الحدود التى حددت نقاط الاتفاق والاختلاف حيث حددت نقاط الخلاف الحدودية الاربع ، مضيفا أن اللجنة السياسية أضافت نقطة خامسة رغم أنه لا خلاف حول تبعيتها الادارية للسودان . وعن الخارطة التى تم عرضها فى نوفمبر من عام 2011 ، أشار البشير الى أن السودان بعث بخطاب مكتوب للجنة الوساطة الافريقية أعلن فيه رفضه لها وعبر عن أسفه أن البعض ادعى قبول السودان لها ، وأضاف ان السكرتارية بها متآمرون أخفوا هذا الخطاب عن رئيس اللجنة ثابو مبيكى . وأكد البشير أن السودان لن يقبل أي ترتيبات أمنية الا بموجب الخارطة التى تم بها الاعتراف بدولة الجنوب والتى تعمل بها اليوناميد والتى حددت حدود المديريات الجنوبية في الاول من يناير 1956 ، وقال إن أية خارطة غير هذه غير مقبولة وبالتالى لن يكون هناك حديث عن أي ترتيبات أمنية أو غيرها الا بعد الاتفاق على خط الصفر الذى يفصل بين السودان ودولة الجنوب . وأكد الرئيس السوداني عمر البشير أن وفد السودان سيصبر على التفاوض "حتى نحصل على حقوقنا" ، وأضاف أن السودان لن يقدم أي تنازلات جديدة بعد التنازلات الكثيرة التى قدمها من أجل السلام والوحدة "والتي لم تكن نتيجتها الا الغدر والخيانة" . وأكد الرئيس السوداني في هذا الصدد التزام بلاده بقرار مجلس الامن الدولى الاخير (2046) رغم مساواته بين المعتدى والمعتدى عليه بالعمل على حسم الترتيبات الامنية أولا ، وقال إنه بدون حسمها لن يكون هناك سلام ولا بترول أو تجارة أو مراقبة أو حريات . واستعرض البشير التضحيات والتنازلات التى قدمها السودان من أجل تحقيق السلام والوحدة الوطنيه والتزامه بما قطع من عهود واتفاقات ، قال إن الطرف الاخر لم يقابلها إلا بالغدر والخروج عن أبسط مبادئ الانسانية والالتزام بالعهود" . وانتقد موقف المجتمع الدولى ، وقال "كنا نتوقع منه تقدير ما بذله السودان من أجل السلام الا أنه أصدر قرار مجلس الأمن الأخير الذى وصفه بالظالم بمساواته بين المعتدى والمعتدى عليه . وحيا فى هذا الصدد جهاد الشعب السودانى وقواته المسلحة والقوات الاخرى والمجاهدين "لما لقنوه من درس للجيش الشعبي الذى مني بأكبر الخسائر فى معركة تحرير هجليج لم يكن لها مثيل طوال فترة الحرب" . الجهاز التنفيذى للدولة الى العمل على الايفاء بما وعد به الشعب السودانى فى الخروج من الازمة الاقتصادية ومعالجتها بعيدا عن زيادة معاناة المواطن . وأعرب عن أمله فى ألا تكون الاجراءات مجرد معالجات سريعة وأنه يجب التركيز على زيادة الانتاج والاهتمام باعادة تأهيل البنيات الاساسية التى نوه الى أنها تشهد بعض التدهور . وقال في كلمته بالجلسة الافتتاحية لاعمال اجتماع مجلس الشورى القومى فى جلسة انعقاده العادية الخامسة اليوم ، إن هناك اهمالا لثروات وموارد البلاد الزراعية والحيوانية والمعادن وتحتاج للمراجعة واعادة النظر بصورة صادقة تمكن من زيادة الانتاج . وأكدا أن السودان بما حباه الله به من ثروات ليس بلدا فقيرا، كما دعا لضرورة الالتزام بالإصلاح المؤسسي فى كل مؤسسات الدولة وخفض الإنفاق وإضفاء مزيد من التمكين لنهج الشورى على كل المستويات القومية والولائية . ونبه أبوعلي ولاة الولايات بالعمل على تقوية الشورى والاهتمام بمؤسساتها لمعالجة مختلف القضايا الاقتصادية والسياسية والامنية والاجتماعية، وحذر من أن البديل للشورى هو الطغيان والاستبداد الذى يمثل بداية انهيار وخراب الدول .