تختتم الكنائس المصرية فاعليات أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحين، غدا الاثنين و التي افتتحها نيافة الأنبا ثيودورس بكنيسة القديس مارجرجس التابعة للأقباط الأرثوذكس بالجيزة الاثنين الماضي بمشاركة رؤساء وممثلي الكنائس القبطية وبحضور الأب بولس جرس الأمين العام الجديد لمجلس الكنائس المصرية في أولى مشاركاته بعد تقليده المنصب الجديد خلفًا للقس رفعت فتحي الامين العام السابق. و احتضنت الكنائس القبطية الخمسة التابعة إلى طوائف مسيحية المتمثلة في " الكنيسة الأرثوذكسية و الكنيسة الكاثوليكية، و الكنيسة الإنجيلية، المارونية، و الروم الأرثوذكس و الكنيسة الأسقفية". جاء أسبوع الصلاة من أجل الوحدة لهذا العام بشعار "تَّبِع البِر ثم البِر", في إطار دعوة البابا فرنسيس للكنائس المسيحية المختلفة في يناير الماضي من اجل تحقيق الوحدة و التعاون. وتزامن أسبوع الوحدة المسيحية مع احتفال مجلس الكنائس المصرية بمرور 6 أعوام على تأسيسها و التى أحتفل به رؤساء الكنائس القبطية الخمسة و أقيمت احتفالية بالكلية الإكليريكية التابعة للأقباط الكاثوليك بالمعادي بحضوركل من قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، والدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية و الأب دمسينكوس راعى كنيسة رؤساء الملائكة للروم الأرثوذكس مندوبًا عن البابا ثيودوروس الثاني، بابا الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس و المطران منير حنا مطران الكنيسة الأسقفية، و غبطة البطريرك إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط و رئيس البطاركة و الأساقفة الكاثوليك بمصر. تتألف المسيحية من خمسة طوائف وتتفرع عن كل طائفة منها مجموعة من الكنائس أو البطريركيات التي هي ذات نظام إداري مستقل أو شبه مستقل عن سائر الكنائس أو البطريركيات، إنما في أمور الإيمان فهي تتبع العائلة الكبرى التي تنتمي إليها؛ وغالبًا ما يكون الاختلاف بين الكنائس المنتمية لطائفة واحدة هو في ظاهر الطقوس، لكون الطقوس ترتبط بشكل أساسي بثقافات الشعوب وحضارتها أكثر من كونها ترتبط بالعقائد. و تعد الكنائس " الكاثوليكية, و الأرثوذكسية, البروتستانتية (الإنجيلية) " هم أكثر الطوائف المسيحية إتباعًا حول العالم و يعد أتباعها بالمليارات وقد تتعدد الطوائف التابعة داخل الكنيسة الواحدة وفق إختلاق دول المشرق و المغرب والعادات التى تتفرد بها كل دولة عن غيرها , و لعل الأختلافات الجوهرية التى تكمن بين الثلاث طوائف فيما يخص بعض الطقوس الإنجيلية المتبعة في كل كنيسة على حدى و المتملثة في " سر الميرون ,وسر المعمودية ,و التعاليم الاساسية, و سر الإعتراف, و سر التناول" . تعتبر هذه الاسرار هى طقوس مسيحية تتبعها الكنائس في المناسبات المتنوعة و يكمن إختلاف الكنائس الثلاثة حول سر " الميرون" وهى كلمة يونانية تعنى التطيب او الرائحة العاطرة وهو عبارة عن زيت مقدس بآيات الإنجيل وتؤمن الطائفة الأرثوذكسية أن الميرون سر ينال به المعمد نعمة الروح القدس ومادة السر الزيت، ويرشم به أعضاء الجسم 36 رشمة, أما الطائفة الكاثوليكية فيتفقون مع الأرثوذكس إلا أن ممارسته تكون في السن بين 7- 12 سنة، لكن عند البروتستانت لا تؤمن به إلا بعض طوائفها . أما عن "سر المعمودية" وهو أحد الأسرار الكنسية السبعة المقدسة التي تتبعها الكنيسة الأرثوذكسية و الكاثوليكية و أحد السرين المقديسين بالكنائس الإنجيلية و تؤمن الطائفة الأرثوذكسية أن المعمودية اساس العقيدة و التوبة و تشير إلى المسيح و يوحنا المعمدان و هى عبارة عن تغطيس للصغار والكبار بالكامل داخل المياة المقدسة,اما الطائفة الكاثوليكية تؤمن بالتعميد بالرش أو السكب، فيما يرى الإنجيلية أنه ليس سرًا مقدسًا، بل علامة يجوز ممارستها بالرش أو التغطيس أو بدون ماء . و في مجالات "التعاليم" فقد حرصت كنائس الطائفة الارثوذكسية على نشر التعليم البيزنطي في مختلف المجالات الحياتية كما حرصت على إنشاء الجامعات العلمية و الدينية و الإجتماعية بالاضافة إلى المدارس الرهبانية التي ركزت على الكتاب المقدس واللاهوت والليتورجي , اما الطائفة الكاثوليكية فتحرص على تعليم العقائد الدينية المسيحية و إرساء تعليم العقيدة من خلال إنشاء الكليات الدينية مثل كلية الاكليريكية و غيرها من المدارس و الجامعات لنشر مبادئ يسوع و الكتاب المقدس,اما الطائفة الانجلية فتحرص على نشر المعرفة و تفسير الانجيل حتى يصل إلى جميع أبناء الديانة المسيحية من مختلف الثقافات و البلدان . و فيما يخص "سر الاعتراف" وهو عبارة عن اعتراف المخطئ و المذنب بما ارتكبة لأحد الاساقفة او كهنة الكنائس التى يتبع لها فالطائفة الارثوذكسية تري سر الاعتراف هو الحل من الخطايا اذا تاب و اعترف الانسان بصدق التوبة, اما الطائفة الكاثوليكية فترى الاعتراف لا يجوز إلا وراء ستار او صكوك غفران, و ترى الطائفة الإنجيلية أن سر الاعتراف لا يجوز إلا أمام من أخطأ او أمام الكنيسة او من خلال الصلاة و الاعتراف مع الله وحدة. وهناك إختلافات جوهرية فيما يخص ما يعرف " الدينونة المسيحية" أى تفسير كل طائفة لموت المسيح و أبدية الأبرار في الملكوت , إلى جانب الاختلافات العقائدية التى تشمل طبيعة المسيح. جدير بالذكر أنة خلال اجتماع مجلس الكنائس القبطية المذكور سابقًا وجهة بطريرك الاقباط الكاثوليك رسالة أجمع عليها جميع رؤساء الكنائس القبطية و التى تنص على إختلاف المذاهب و الطوائف و الطقوس لا تمنع تحقيق الوحدة بين الكنائس و على الرغم من هذه الاختلافات الجوهرية إلا أنها تسعى لتحقيق هدف واحد وهو رعاية أبناء الكنائس و نشر مبادئ الكتاب المقدس و الدعوة إلى المحبة و السلام.