قال وزير الدفاع الأمريكى بالوكالة، بات شانهان، في وقت متأخر من أمس الثلاثاء، إن الولاياتالمتحدة ستلتزم بدورها العسكري في العراق في رسالة مباشرة إلى بغداد تهدف إلى تهدئة السياسيين الغاضبين الذين يضغطون من أجل انسحاب القوات الأمريكية. وصرح شاناهان، الذي كان في بغداد للمرة الأولى، للمسؤولين مساء الثلاثاء، إن الولاياتالمتحدة ستحترم سيادة العراق، حيث إن مستقبل القوات الأمريكية أصبح موضع شك بعد سلسلة من التعليقات التي أدلى بها الرئيس دونالد ترامب، والتي أشارت إلى تغيير مهمتها العسكرية. وقال شاناهان الذي يقوم في المرحلة الثانية من رحلته الدولية الأولى كرئيس للوكالة للبنتاجون، إنه ناقش مع رئيس الوزراء العراقى عادل عبد المهدي طرق "توليد المزيد من القدرات لقوات الأمن العراقية". كما كررشاناهان أن واشنطن تدرك المقترحات البرلمانية العراقية للحد من عدد القوات الأمريكية في البلاد. قال شاناهان للصحفيين في وقت لاحق بعد أن طار إلى بروكسل ببلجيكا "أردت أن أوضح لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي أننا نعرف دورنا، نحن نفهم أننا هناك من خلال الدعوة وأننا نتشارك في الموارد المشتركة وأننا نعترف بسيادتها بوضوح". يذكر أن لدى الولاياتالمتحدة حوالي 5200 جندي كمدربين ومستشارين لقوات الأمن العراقية في معركتهم ضد التنظيم الإرهابى داعش الذى كانت يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية. الجدير بالذكر أن التوترات بين واشنطنوبغداد تصاعدت عندما تولى شاناهان منصب رئيس البنتاغون بالنيابة بعد استقالة جيم ماتيس من منصبه كوزير للدفاع في ديسمبرالماضى، ويبقى من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيرشح السيد شاناهان لتأكيد مجلس الشيوخ. و كان ترامب قد أزعج المسؤولين العراقيين في وقت سابق من هذا الشه، بقوله إن القوات الأمريكية المتمركزة في قاعدة الأسد الجوية الواقعة في شمال غرب بغداد، وستراقب إيران بعد انسحابها من سوريا المجاورة وتضرب التنظيم الإرهابى داعش من العراق. كما زار ترامب أيضا القاعدة الجوية في ديسمبر، وفشل في الاجتماع بالمسؤولين العراقيين مما أثار التوترات. ذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" أن السياسيون العراقيون ذكروا أن تصريحات ترامب حول إيرانوسوريا ليست جزءًا من مهمة الولاياتالمتحدة في العراق التي كانت لهزيمة التنظيم الإرهابى داعش. كما يعمل بعض المشرعين العراقيين على مشروع قانون يدعو إلى انسحاب أكثر من خمسة آلاف من القوات الأمريكية من البلاد، بالإضافة إلى أن الدستور العراقي يحظر استخدام الأراضي العراقية كقاعدة لتهديد دولة مجاورة. وقال سركوت شمس الدين المسؤول في بغداد إن تعليقات ترامب ليست سياسة أمريكية ولا استراتيجية جديدة، فهناك حاجة إلى سلسلة من الاجتماعات وجلسات الاستماع حول هذا الأمر مع القادة العسكريين العراقيين ووزير الخارجية العراقي والخبراء في واشنطنوبغداد لمساعدتنا على اتخاذ قرار عقلاني" وأوضح شمس الدين "إن الولاياتالمتحدةوالعراق شريكان ويجب ألا نخجل من التحدث إلى الإدارة مباشرة وإخبارهما بأثر تعليقات السيد ترامب على علاقاتنا الثنائية". يذكر أن التحول في سياسة الولاياتالمتحدة في المنطقة سبب جدلًا كبيرًا في العراق، خاصة بعد أن حقق السياسيون الشيعة المدعومون من إيران مكاسب كبيرة خلال الانتخابات البرلمانية العام الماضي.