لم تتوقف الصحف المصرية كثيراً عند خبر البارجتين الحربيتين الإيرانيتين بالتحليل والتمحيص مع أنه يحمل أكثر من دلالة ومغزي لا تخفي علي أي مراقب للأحداث أهمها علي الإطلاق أن قرار مصر أصبح يتخذ من داخل مصر وليس من داخل البيت الأبيض ولا من تل أبيب كما كان يتخذ من قبل للأسف الشديد أي أصبح قراراً حراً وطنياً ينبع من الإرادة المصرية المستقلة، وهذا ما يجعلني أقف وقفة إجلال واحترام للمجلس الأعلي للقوات المسلحة الذي أعاد لمصر ولشعبها كرامتها وعزتها بعد أن أطاح بهما النظام الفاسد السابق الذي مرغ بشرفها في التراب الصهيوني للدرجة التي اعتبرت إسرائيل الرئيس المخلوع كنزاً استراتيجياً لها - حسب وصف قادتها أنفسهم - وهذا ما يفسر لنا عربدتها في المنطقة وشنها حروباً علي لبنان عام 2006 وعلي غزة عام 2008 وهي مطمئنة البال لأن الرئيس مبارك ونظامه العميل يوفران لها الحماية، هذا الكلام ليس من عندي وإن كان وصفي إياه بالعمالة نابعاً مني بالطبع لما سأسرده علي لسان أحد كبار المحللين الإسرائيليين »ألوف بن« الذي ذكر في مقالة في جريدة »هاآرتس« 2/13 »إن قادة إسرائيل كانوا يعرفون أن خاصرتها اليسري مؤمنة حين يذهبون إلي الحرب أو يبنون المستوطنات أو يفاوضون علي السلام علي الجبهات الأخري، حتي إن خطة نتنياهو التي استهدفت الهجوم علي إيران كانت علي أساس ضمان تأييد مبارك لتلك الخطوة ولذلك فقد تم تأجيلها وإعادة النظر فيها الآن«!! أي خزي وعار جلبه لنا نظام مبارك العميل والذي كان أحد ضلعيه الأساسيين عمر سليمان أو رجل إسرائيل في مصر كما يصفه الإعلام العالمي، مهندس العمليات القذرة من تعذيب وتنكيل للمجاهدين الإسلاميين الذين ترسلهم له المخابرات الأمريكية لانتزاع اعترافاتهم نظراً لأنهم لا يقومون بهذه العمليات القذرة في بلادهم مراعاة لحقوق الإنسان!! لذلك كانت أمريكا تريد منذ اندلاع ثورة 25 يناير أن يتنحي مبارك تاركاً الحكم لنائبه عمر سليمان، عرفتم لماذا أجبر مبارك علي تعيينه نائباً في اللحظات الأخيرة ولماذا قال له أوباما وبأسلوب الآمر الناهي »ارحل اليوم.. واليوم يعني الأمس«؟! أي خزي وعار جلبه لمصر ولك أنت شخصياً يا مبارك!! أما الضلع الثاني فهو الرجل الفاشل »أحمد أبوالغيط« منفذ العمليات الدبلوماسية الحقيرة ضد إيران وسوريا ولبنان وغزة، فنحن لا ننسي وقوفه بجانب وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني وهي تعلن الحرب علي غزة من علي أرض مصر وهو يضحك ويأخذ بيدها قبل أن تسقط علي الأرض يا حرام! هذا الفاشل المتآمر صاحب التصريحات العسكرية إبان الحروب من أمثال »سنقطع أرجلهم إذا دخلوا« إشارة طبعاً للشعب الفلسطيني في غزة، بينما الإسرائيليون يتجولون ويمرحون في سيناء كلها ويفرش لهم السجاد الأحمر وتحن أرجلهم بالحناء!! تغيرت البوصلة خلال الثلاثين عاماً الماضية وأصبحت مصر في محور الاحتلال العربي والذي يمثل الصهيونية العربية وأقصد بها تلك الدول الصهيونية الفكر والهوي الناطقة بالعربية والذي أصبحت فيه إسرائيل هي الصديق والحبيب وما يعاديها هو العدو الحقيقي والمتمثل في إيران وسوريا وغزة وحزب الله الذي لفق له النظام العميل قضية غبية وساذجة لمجرد أن فرداً واحداً من حزب الله حاول العبور إلي غزة لنجدة إخوانه في الدم والدين وضخموها وجعلوا منها خلية وسموها »خلية حزب الله« وكلام كبير عن مخططات لتفجيرات إلي آخر هذا الكلام الأصيل الذي إن دل علي شيء فإنه يدل علي اضمحلال فكر النظام السابق ومدي عمالته لإسرائيل أضف إلي ذلك طبعاً بناء جدار الخزي والعار وإغلاق معبر رفح وحصار غزة وها هي وثائق أمن الدولة تفضحهم ويظهر في إحدي وثائقها تعليمات بمنع وصول المساعدات لغزة!! لقد رأيت برنامجاً لقناة إسرائيلية علي إحدي الشاشات العربية يقول فيه المتحاورون وكان أحدهم هو سفير إسرائيل السابق في مصر »يجب أن نعترف أن مصر بعد مبارك لن تكون كما كانت أيامه، لقد فقدنا حليفاً مهماً وأساسياً بعد أن فقدنا تركيا وفقدنا جزئياً الأردن. كان مبارك الأمان لنا لقد شجع أولمرت أيام الحرب علي حزب الله وقال له: لا تقف ولا تنه الحرب أنتم الآن في منتصف الطريق ولابد أن تكملوا للنهاية!! وقال آخر متأثراً »في آخر مكالمة له مع »ألعيزر - وزير الدفاع السابق - قبل رحيله مباشرة« أمريكا خذلتني والجيش لن يقف معي وستطوقون بدول تكرهكم وتعاديكم« ورد آخر: »لقد كان من الضروري أن يأتي عمر سليمان« فهو يكره الإسلاميين أكثر منا« أي وحل وعار عيشونا فيه هؤلاء القتاليون المتآمرون علي مصر الحرة الأبية مصر العروبة والكرامة والعزة لا مكان فيها لهؤلاء اللوبي الصهيوني وكما أسقطنا رجالهم في السياسة سنسقط أيضاً رجالهم في الإعلام والثقافة وهذا هو الأخطر والجهاد الأكبر وللكلام تتمة بإذن الله.