أكد عبدالحميد السيد ، الإعلامي بقناة النيل الثقافية ، أن الإعلام يعتمد بشكل أساسي على المهنية ، وهي مجموعة القيم والمعايير الحاكمة لأي مهنة ، نافيا أن يكون هناك ما يسمى بالحيادية في الاعلام عامة ؛ بدءا من اختيار الموضوع والضيوف وهو ما يخضع في حقيقته لأهواء وانتماءات المذيع او المعد ، مما يلغي فكرة الحيادية في الاعلام على مستوى العالم اجمع بدءا من البي بي سي وحتى أقل مؤسسة اعلامية . واستطرد قائلًا، أن الاعلام في مجمله يفتقد الى المهنية ، ذلك أنه أحيانا قد يساعد على صنع الأزمة وتفاقمها من خلال كيفية تناولها ، فبعض البرامج قد تتعرض لقضايا معينة لا تفيد المواطن في شيء بقدر ما يؤدي تناولها لانتشار رذيلة ما بالمجتمع ، مثل اختراق وكر للمخدرات وتوضيح كيفية التعاطي مثلا . وضرب " السيد" مثلا بالاعلام العراقي ، حيث 55 قناة خاصة ، كلها فئوية تخدم أحزابا وشيعًا مختلفة ، وقد انطلقت جميعا عقب غزو العراق ، فكان هدفعا تفتيت المجتمع العراقي وتفرقته ، وهو ما حدث بالفعل فأصبح الصراع في العراق بين أطياف الشعب نفسه . مؤكدا أن هذا الأمر كان يمكن أن يحدث بمصر اذا ظل إعلام الاخوان مستمرا وينخر في المجتمع المصري ، ضاربا مثلا بقناة الناس التي كانت تحمل توجها اخوانيا واضحا وكانت منبرا لبذر العنف والتدمير ، ولو استمرت لصرنا الان أشبه بالعراق . وأكد " عبدالحميد" أن للاعلام دورا فاعلا وكبيرا في زرع الولاء والانتماء بين المواطنين ، وهو ما يتطلب ضرورة الاهتمام بالقنوات الثقافية ودعم تمويلها لأنها شريك أساسي في صناعة الوعي المجتمعي . موضحا أن الدراما والسينما والمسرح ، كلها صانعة للولاء والوعي معا ، وهو ما كان واضحا في الماضي ، حيث كان الاعلام يعمل على المشروع القومي والعمل الجماعي ؛ ضاربا المثل بمسرحية "جوابات حراجي القط" للأبنودي ، والتي مثلت شخصية الفلاح البسيط الذي يبدو الانتماء جليا عليه ، بدءا من احساسه بقريته مرورا بتماهيه مع السد العالي ليتحول شعوره من كونه مجرد عامل أجير الى إحساسه المتصاعد بأنه هو السد ذاته. مردفا أن الأمر الآن قد تغير وتحول العمل الجماعي الذي كان ميزة مهمة للاعلام المصري الى احساس متعمق بالفردية طغى على كل شعور بالانتماء ، وهو ما يستدعي بالضرورة سعي الاعلام للعمل على مشروع قومي من شأنه تعزيز الانتماء والولاء لدى كافة اطياف الشعب . جاء ذلك خلال الصالون الثقافي الذي نظمته الشاعرة سحر الشربيني بدار الاوبرا المصرية مساء أمس الثلاثاء ، والذي جاء تحت عنوان " دور الصحافة والإعلام والتعليم في تعزيز الولاء والانتماء" ، وشارك به كل من : د.جمال زهران أستاذ العلوم السياسية والنائب البرلماني الأسبق. أ .محمد الشافعي المؤرخ والكاتب الصحفي بدار الهلال د نفرتيتي أحمد الخبيرة الإعلامية ومستشار إعلامي بالتربية والتعليم. د جمال حماد المذيع بإذاعة صوت العرب ومدير البرامج الثقافية بها. أستاذ عبد الحميد السيد مذيع بقناة النيل الثقافية. الشاعر ثروت سليم مقرر شعبة الفصحى باتحاد الكتاب. الشاعران محمد العدوي وأحمد ضياء، والمطرب إسلام كمال.