يعرض حاليا بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين ، كتاب "مغالطة الإلحاد" للكاتب العراقي عزالدين البغدادي، والصادر عن دار نشر الرافدين ببغداد. يناقش الكتاب تعريف الإلحاد ويؤكد على التعريف لكونه يحدد المعنى ويمنع من توسيع دائرة الاتهام بالالحاد، كما يبيّن مقومات الالحاد، وانواعه، كما يقف عند تاريخ الالحاد، مع ذكر ابرز منظري الإلحاد. كما يتناول الأسباب النفسية والاجتماعية والمعرفية، فيضع المؤلف أكثر من 20 سببا للالحاد .. ويناقش ايضاً فلسفة الإلحاد في قضايا مثل وجود الشر . ويستعرض الكتاب مشكلة مهمة وهي مشكلة النصوص ( المعجزة، اعجاز القرآن، العلم والقرآن، السماوات السبع، قصص القرآن والسؤال عن واقعيتها، قصة الفيل، مفهوم الشيطان، فهم النصوص). ثم يحاول المؤلف في نهاية البحث العمل على وضع خطة لتفكيك الالحاد باستخدام الطرق المعرفية الانسانية، ثم يختم البحث بمسألة اثبات وجود الله . من اقتباسات الكتاب ما قاله المؤلف عن نيتشه: "لقد عالج نيتشه مشكلة تمدّد الله وإزاحته للإنسان، إنها مشكلة جعلت الإنسان ضعيفا مُستَرخيا لا يريد أن يكتشف ما بداخله من طاقة ما دام هناك من ينوب عنه. لقد أستطاع نيتشه أن يستكمل العمل ويتمّ الخطوة الناقصة التي لم يجرؤ أحد على خطوها عندما نقل الإيمان من الله ليصل به إلى الإنسان، ليدعو إلى أن يستكشف الإنسان طاقته، ربّما لم يكن نيتشه يعلم بأنّه مؤمن في أعماقه، وربّما كان نيتشه واعيا عندما قال: منذ أن اختفى الله أمست العزلة لا تطاق. لقد رفض نيتشة وجود الله، بل أعلن أنه قد مات!! إلا أنّ موت الإله جعل الرجل يصاب بحزنٍ أوصله إلى حدّ الجنون حزنا على إلهه الذي أعلن موته، وقليل من الناس من يدرك أن نيتشة جنّ من فرط حزنه على إيمانه الذي مات مع موتِ إلهه. وحقّا، فهناك كثير من المؤمنين، تجد أحدهم يصلي ويصوم ويحج ويسبّح، إلا أنّه لا يشعر بشيء مما شعر به هذا الرجل الملحد. إنّ هذا ما يجعل المؤمن يعيد النظر في فهمه للإلحاد، وهو يبيّن لكثير من الملاحدة السذّج جدا في هذا الزمن أنّ فيلسوفا بحجم نيتشه كان يعرف قيمة فكرة الله، بقدر ما كان يعرف خطرها لاسيّما عند المتكاسلين أو عند القتلة الّذين يبطشون بالناس باسم الله.