دعا وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في حديثه إلى مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة في يناير الماضي، الدول الأخرى لاختيار طرف والوقوف إلى جانب الحرية. وذلك في الصراع الدائر في فنزويلا بين الرئيس نيكولاس مادورو ورئيس البرلمان خوان جوايدو، والذي أعلن نفسه رئيسًا مؤقتًا للبلاد، عقب إندلاع إحتجاجات حاشدة، وفاز بسرعة بدعم من الولاياتالمتحدة والعديد من البلدان الأخرى. ويرى الكاتب باتريك إيبر في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن الوضع في فنزويلا قد يؤدي إلى المزيد من العنف السياسي مع إستمرار الاحتجاجات، خاصة بعد إعلان الولاياتالمتحدة حزمة عقوبات نفطية جديدة، للضغط على حكومة مادورو. ويقول الكاتب أن واشنطن ليست شريكًا جديرًا بالثقة في الضغط من أجل تغيير النظام، خاصة مع التاريخ السيء لتدخل الولايات في شؤون أمريكا اللاتينية، والتي نادراً ما نتج عنه تحول ديموقراطي أو استقرار، ومن غير الواضح حتى الآن مدى مشاركة الولاياتالمتحدة في تشكيل قرار جوايدو بتحدي مادورو، إذ إلتقى جوايدو سراً في ديسمبر، بمسؤولين في الولاياتالمتحدة وكولومبيا والبرازيل، وقد تم الاعتراف به رئيسا مؤقتًا من قبل معظم أعضاء مجموعة ليما، وهي هيئة تشكلت في عام 2017 سعيًا للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الفنزويلية. ويشير الكاتب، إلى أن الغضب الشعبي في فنزويلا عارم، فالكثير من الفنزويليين يرغبون في الحصول على المساعدة أينما كانت، حتى إذا إضطروا للجوء إلى إدارة ترامب الغير معادية للديكتاتورية ولا تكترث للحقوق الإنسان. ويخشى الكاتب من أن تدخل واشنطن قد يضر أكثر مما ينفع، حيث يستخدمه مادورو كذريعة لحشد الدعم المحلي تحت راية معاداه الأمبريالية، كما أن تدخل الولاياتالمتحدة قد يهدم المصالحة الوطنية، وهو أكثر ما تحتاجه فنزويلا اليوم لتحقيق إنتقال سلمي ديمقراطي. ويؤكد الكاتب، على صعوبة الأوضاع في فنزويلا، وأن الشعب يستحق حكومة أفضل من الحكومة الحالية، ولكن لا يجب أن تلعب الولاياتالمتحدة أي دور في إختيارها.