قالت الدكتورة آمال كمال، رئيس تحرير مجلة علم النفس، إن طه حسين، كتب كتاب مستقبل الثقافة في مصر، ما بين عامي 1937- 1938، وتناول فيه جزء عن الهوية، ولكن مصر لها خصوصية ثقافية. وأضافت كمال، أن الكاتب أهتم بقضية تحديث مصر وتأثر بالثقافة الفرنسية، وأراد أن يفصل الدين عن العلم، وذلك لأن الدين يتعلق بالروحانيات وهذا ما يخص الأزهر الشريف، وكان مؤمن بأنه لا يجوز أن نربط بين ماهو ثابت وتغير، وذلك لأن الدين ثابت والعلم متغير. وأكد أن طه حسين هو وأبناء جيله أرادوا تأصيل فكرة التراث باستخدام القراءة المنهجية الأقرب للعقل، موضحة أن اوروبا كانت تعني له الحضارة الإسلامية والفضائل الأخلاقية والتجارب الديمقراطية. وتابعت كمال: أن ذكاء طه حسين ظهر جليا في هذا الكتاب فهو كان يقرأ ما يخطر بذهن المتلقي، حيث أكد أن مصر تحتفظ من حضارتها القديمة بما يلائمها وهو الفت والحضارة، ومن الحضارة العربية الدين واللغة، وتأخذ من الأوروبية كل ما تحتاجه ويناسبها. وأشارت رئيس تحرير مجلة علم النفس، إلى أن طه حسين كان يرى أن الدراسة التأسيسية يجب الأ تدخل بها اللغة الأجنبية ويتم التركيز خلالها على الدراسة الأم، كما تكلم عن حق الفقراء في التعليم فالعلم لا وطن له، بالإضافة إلى أهمية التربية النفسية والاجتماعية، وكان ضد تحول الأزهر إلى جامعة وتدرس العلوم التجريبية. وجاء ذلك خلال ندوة مناقشة كتاب مستقبل الثقافة في مصر للدكتور طه حسين، بقاعة ثروت عكاشة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور الكاتب والناقد أيمن بكر، والدكتورة آمال كمال رئيس تحرير مجلة علم النفس، ويدير الندوة محمد الشحات.