هى إحدى نجمات جيل الوسط، نجحت فى بدايتها السينمائية أن تقتحم عالم النجومية من خلال فيلم «الهروب» أمام النجم الراحل الكبير أحمد زكى، والدراما من خلال مسلسل «رحلة المليون» أمام الكوميديان الكبير محمد صبحى، وتميزت كممثلة متنوعة تفوقت فى الأداء الرومانسى والكوميدى، واستطاعت أن تصل لقمة النضج الفنى فى أعمال عديدة جعلت منها ممثلة من طراز خاص بتلقائية وبساطة الأداء، نافست من خلاله نجمات جيلها وزاد ذلك من حجم رصيدها الفنى لدى الجمهور، تحدت نفسها فى عدد من الأدوار المتنوعة وربما كان أكثرها قربًا للجمهور بعد أفلامها بداية من «الهروب» و«يا دنيا يا غرامى» و«المشاغبات والكابتن» و«قلب الليل» و«ما تيجى نرقص» و«هى فوضى» حتى «آخر ديك فى مصر» مع محمد رمضان، وفى الدراما نجحت فى الوقوف أمام كبار نجوم الفن نور الشريف فى مسلسل «عرفة البحر» والفخرانى ب«ونوس» وعادل إمام فى «عفاريت عدلى علام» وقبلها مسلسل «حارة اليهود» فى دور الراقصة الشعبية فى دراما اجتماعية، رغم بدايتها الكوميدية مع مسلسل «رحلة المليون» أمام النجم محمد صبحى، هى النجمة هالة صدقى التى أصبحت خارج سباق دراما رمضان القادم وترى أن خروج كثير من النجوم والنجمات من خطة الدراما القادمة صدمة للجمهور وأن قلة الأعمال خسارة كبيرة للصناعة وغياب الدولة عن صناعة الدراما يمثل أزمة كبيرة أمام الأعمال الجيدة فى ظل ضعف الأعمال السينمائية. وقالت فى حوارها ل«الوفد»: المستقبل فى مصر مبشر، ويحمل الخير لمصر، لكنه يحتاج لفن وإعلام متوازن يساند هذا المستقبل، وكان معها هذا الحوار: بداية.. كيف ترين مستقبل الدراما فى ظل تقلص عدد المسلسلات فى الموسم الجديد؟ - أكيد هناك معنى وراء تقلص أعداد المسلسلات فى رمضان القادم، خاصة أن ما يعد للإنتاج لا يزيد على 12 مسلسلًا اكتملت، والمعنى الواضح لنا هو أن هذا التقليص ليس فى صالح الدراما لأنها أصبحت صناعة تفتح أبواب رزق كثيرة، وتحمل رؤى ومعانى ومفاهيم اجتماعية وفنية وتحركاً اقتصادياً تمثل دخلاً للفنان والفن والدولة من خلال الضرائب التى تصل ل40٪ أحيانًا من دخلنا وتخفيض عدد الأعمال ربما يضر بريادتنا الفنية والدراما التى اعتاد العالم العربى عليها ويعطى فرص التفوق لدول أخرى بدأت تدخل المنافسة بقوة، خاصة أن الدراما والسينما هى القوة الناعمة التى تضمن التفوق الفكرى والثقافى لمصر فى العالم العربى وتضمن وجودك كدولة وفكر فى هذا العالم لأن هذا يعنى أنك ستكون غير موجود بأعمالك عندهم وتعطيها الفرصة للإنتاج والمنافسة، خاصة ونحن سوق مشاهدة كبير يستوعب حتى 20 مسلسلًا وأكثر. لكن ربما قلة الأعمال تعطى فرصة أكبر للجودة فى المضمون؟ - ليس شرطًا أن يكون هذا هو الهدف لأن أزمة الدراما معروفة المشكلة فى النص القوى والمنتج الفاهم، وهذا لم يعد موجوداً فى ظل سيطرة الإنتاج الخاص على صناعة الفكر المتمثلة فى السينما والدراما وهى «قوة ناعمة» وجودها مهم جدًا ونتيجة هذا التقلص غياب نجوم ونجمات كبار لهم جمهورهم وتأثيرهم، نحن نحتاج لكتاب بفكر وإدارة إنتاج محترم وليس «مؤلفين»، نحتاج شخصيات تدير الإنتاج، مثل ممدوح الليثى وكتاب بحجم وقوة أسامة أنور عكاشة ويسرى الجندى ومحمد جلال عبدالقوى، وهناك مخرجون كبار أمثال مجدى أبوعميرة ومحمد فاضل ورباب حسين وإنعام محمد على، ما زالوا قادرين على العطاء، وهذا ليس معناه أن الجيل الحالى غير قادر على المسئولية، بالعكس فهو جيل يحمل أفكاراً «مستنيرة» ويملك موهبة وخبرة كبيرة فى التمثيل والإخراج والإنتاج والكتابة، لكن لا يعنى وجودهم عن جيل الخبرة والفكر الذى افتقدناه. هل ترين نظام «الورش» فى التأليف أسهم فى وجود نصوص قوية خاصة بعد اعتماد كبار النجوم والنجمات عليهم؟ - بالعكس أرى أن هذه الورش أضرت بالدراما ولم تقدم ما يسر ويعوض غياب كبار الكتاب، بدليل أن الأعمال التى قدمت من خلالها لم تكن مؤثرة بحجم تأثير أعمال كتاب حاليين، مثل مجدى صابر وعبدالرحيم كمال وناصر عبدالرحمن، وبعض أعمالهم التى نجحت فى عمل تأثير فنى فى وجدان الجمهور قليلة. هذا معناه أنك لن تقبلى العمل فى إنتاج من تأليف هذه الورش؟ - ليس شرطاً، هذا يتوقف على طبيعة العمل والدور والشكل الإنتاجى لهم، خاصة أننى قلت إن منهم من قدم أعمالاً جيدة، لكن أنظر إلى الماضى وأترقب عملاً مثل «أرابيسك» و«زيزينيا» و«رحلة المليون» و«عرفة البحر» و«حارة اليهود» و«ونوس»، الفارق كبير، لكن لو جاء عمل يضيف لمشوارى أكيد سأتعاون، المهم الفكرة والمضمون الجيد هو المعيار. هل أنت حزينة على عدم وجودك فى دراما رمضان القادم؟ - لست حزينة على عدم تواجدى فى رمضان القادم لأنه كان من الممكن أن يأتينى عمل غير مناسب وأرفضه، لكن حزينة على عدم وجود نجوم كثيرين هم كانوا «فاكهة دراما رمضان»، والجمهور غير معتاد على الأعمال القليلة، كان ممكن نخفض العدد لكن ليس لهذا الحد ونعتمد على الجودة والمضمون. فى رأيك انسحاب الدولة من الإنتاج وراء هذا العدد القليل من الأعمال؟ - غياب الدولة عن الإنتاج الدرامى كارثة، لأنها هى الوحيدة القادرة على تقديم وتهذيب الدراما وصناعة الفكر و«رمانة الميزان» فى التوازن الفكرى لأنه هدفها الأول، بينما المنتج الخاص هدفه الأول هو المكسب، فهل يستطيع منتج خاص الآن تقديم دراما بحجم «زيزينيا» و«أرابيسك»، البطولة الجماعية التى نجحت فى البقاء حتى الآن وسط هذه الأعمال، المنتج الخاص أفسح الطريق لأن يكون العمل لنجم واحد وحوله مجموعة مساعدين، نحن نحتاج لأصحاب الخبرة فى صناعة الفن لأن الشباب الموجود رغم موهبته ما زال يحتاج للخبرة التى تمكنه من صناعة دراما وسينما قادرة على البقاء. هل ترين أن السينما تستوعب طاقات الغائبين عن الدراما هذا الموسم؟ - صعب طبعًا وإن كان الحكم فى ذلك يعود للجمهور الذى اعتاد أن يشاهد نجوماً مختلفين فى السينما بموضوعات ربما لا تتناسب مع جيلى وحجم موهبته ودوره الذى اعتاد عليه فى الدراما وصعب عليه الحكم بمدى نجاحنا فى ظل وجود أبطال السينما الآن لأننى لم أشاهدها، عودتنا للسينما أنا وجيلى مرهون بالمضمون الذى يناسب طاقاتنا الفنية ونوع الفن. هل ترين ما تم تقديمه من دراما وسينما وإعلام يخدم توجهات الدولة؟ - للأسف كل هذه الوسائل المهمة القوة الناعمة الأكثر تأثيرًا وعمقًا ما زالت غائبة عن توجهات الدولة، فهى تلعب فى واد، وفكر الدولة فى واد آخر، كما قلت نحتاج لفكر وكتاب وإدارة إنتاج سواء دولة أو قطاع خاص لكن لا بد أن تكون فاهمة وتستوعب أحلام الشارع المصرى وترصد الواقع الحقيقى لخطوات الدولة وفكر الرئيس فى المشروعات وحجم النجاح على الأرض، لكن لم يتم نقله بصورة حقيقية من خلال الإعلام والفن للأسف. لكن رغم حجم الإنجاز الشارع يشعر بانفصام وغلاء وصعوبة الحياة؟ - هذا صحيح.. هناك حالة غلاء وصعوبة فى الحياة وهذا يحتاج لحكومة تواجه ذلك وإعلام وفن ينقل بشكل درامى وإعلامى الصورة الحقيقية لما يتم على أرض الواقع الذى يؤكد أن هناك مستقبلاً مبشراً فى مصر، فالرئيس والدولة تقيم عشرات من المشروعات العملاقة فى الطرق والسكن والبنية التحتية، تبشر بمستقبل عظيم فى كل شىء لأن ما يتم وتم إنجازه فى سنوات قليلة الآن، كان يتم فى عشرات السنين، لكن الأزمة الأصغر فى المعاناة مع الغلاء، وحلها بسيط من خلال الرقابة والقوانين للسيطرة على الأسعار، وفى رأيى البناء للمستقبل أفضل كثيرًا من العمل للحاضر. نجاحاتك الأولى من تذكرين أصحاب الفضل فيها؟ - وقفت أمام نجوم كثيرين، كلهم كان لهم الفضل فى استمرارى كممثلة متنوعة، وقدمت معهم أعمالاً ما زالت موجودة فى ذاكرة الجمهور، والحقيقة هذه سمة مهمة كانت فى جيلى عندما ساندنى النجم الكبير محمد صبحى عندما قدمنى معه فى مسلسل «سنبل بعد المليون» فهو طاقة فنية تستوعب كل من حوله وله نجاحات عظيمة، وعملت مع أحمد زكى فى فيلم «الهروب» ونجحت معه كممثلة سينما وهو فنان موهوب، لم تخرج كل طاقاته للأسف وخطفه الموت مبكراً، وعملت مع الفخرانى ونور الشريف هؤلاء الكبار يتمتعون بصفة العطاء والاحتواء والحب لمن معهم، وهذا لا يمنع تعاونى مع الجيل الحالى، وهو يمتلك الموهبة والثقافة أيضًا لا تنقصه الخبرة. أراك محبة للتاريخ القديم والحديث فلماذا فى رأيك غابت هذه الأعمال؟ - هذه الأعمال مكلفة جداً، ولا يقوى عليها سوى الدولة لأن التاريخ هو تأصيل للحاضر والمستقبل، لكن للأسف لا تجد منتجاً خاصاً يقدم على هذه الأعمال ولكنها تحتاج قدرات وتوجهات دولة وهى الآن غائبة وأصبحت أمنيتى الآن هى عمل برنامج تاريخى يروج لحضارتنا وآثارنا العظيمة وبلدنا الجميلة ويروج للسياحة، لكن للأسف عندما عرضت ذلك على بعض القنوات حصرونى فى برامج الطبيخ، فاعتذرت، لكن ما زالت هذه الرغبة تراودنى سواء فى مسلسل تاريخى أو برنامج تاريخى. بمناسبة التاريخ والآثار.. البعض انتقد مديح الوفد الفنى المصرى فى آثار العلا السعودية؟ - هذا النقد فى غير محله للأسف لأننا نتحدث عن واقع حضارى ومشرف وعالمى فى السعودية، صنعوا نموذجاً حقيقياً وفريداً للصناعة السياحية والتاريخية والأثرية من خلال مدينة «العلا السياحية» مسرح وإضاءة وحفل صنع بمنتهى الحرفية والإتقان، نجحوا أن يقدموا أنفسهم بشكل علمى وعملى وعالمى فى أول خطوة تستحق التشجيع، وهى دولة شقيقة ومساندة لمصر فى كل خطواتها وإحدى ركائز القوة الاقتصادية فى العالم العربى مع مصر والإمارات، ومن الطبيعى ومن حقهم علينا أن نشيد بتجربتهم الأولى المبشرة والناجحة، وأرد على من انتقد زيارتنا للعلا بأنه غير مبرر ووجودنا هناك دعم وواجب بدون مقابل ودعوتها لها أمر أسعدنا كثيراً. لكن هذا لا يقابله هذا الإعجاب والإطراء على تراثنا وآثارنا؟ - من قال ذلك.. نحن كلنا وما زلنا نرى أن مصر من أجمل وأعظم دول الحضارة والتراث والآثار، ولدينا إمكانيات وآثار ومشروعات أثرية عظيمة لا أحد فى العالم يملك الأهرامات ولا أبوالهول ولا آثار الأقصر ولا المتحف الكبير العظيم، وأنا عن نفسى قدمت حملات قومية عن آثارنا وحضارتنا، لكن المسألة تحتاج لإمكانيات مالية، نحتاج لتطوير الصوت والضوء مثلًا التى ما زالت بصوت عبدالله غيث وسميحة أيوب ومحمود ياسين وهم من عظماء مصر، لكن تحتاج لترويج وتوعية وثقافة سياحية وأثرية تعيد السائح لمصر ولا تزعجه وتجعله يركز على مشاهد القمامة التى يراها حول آثارنا، ويترك المشاهد والمناظر العظيمة، وأنا قدمت حملة بعنوان «تعالى ننظف شوارعنا» وكل ممثل وفنان فى مصر مستعد لدعم بلده وتشجيع السياحة، وأنا سعيدة وأعلن ذلك على الملأ مثل غيرى بخطوات وزير الآثار فى مشروعاتنا الأثرية، وكنت سعيدة جدًا بدخول شركة «ساويرس» لعمل خدمات منطقة الأهرامات الأثرية وسعيدة ببلدى.