أكدت علي عدم اشتراكها في ثورة »25 يناير« وأنها ليست ضد أو مع الرئيس السابق حسني مبارك، وأنها تريد ترشيح عمرو موسي.. واتهامها بتأييد الرئيس السابق باطل لأنها ليست مهتمة بالسياسة، وأنها لم تكن تعرف شيئاً عن النصوص التي يتضمنها الدستور إلا بعد المطالبة بتعديلها، كما أنها لا تملك بطاقة انتخابية.. وزيارتها للرئيس السابق لا تعني موافقتها وتأييدها لنظامه أو اعتراضها علي سياسته، هي الفنانة منة شلبي التي التقينا بها في محاولة للوقوف علي حقيقة رأيها في ثورة 25 يناير. هل غيرت »ثورة 25 يناير« أفكارك واختياراتك الفنية وأعمالك القادمة التي تنوين تقديمها؟ - أفكاري بعد الثورة لن تتغير.. وأعتقد أن اختياراتي ليست »تافهة« ولم أذكر أنني شاركت في عمل »عبيط« من قبل.. كما أنني أحاول دائماً اختيار الأعمال الجيدة التي تمس الجمهور.. وأري أنه سيكون هناك مساحة هائلة من الحرية في الأيام المقبلة.. ولن يكون هناك حكم علي الأفلام من خلال معيار أخلاقي وسينتهي عصر »التلاكيك« خاصة أننا الآن أصبح لدينا قدر كبير من الوعي ودراية جيدة للأمور. ولكن البعض لا يفرق بين »الحرية« و»الابتزال«؟ - كيف ذلك.. والحرية مضادة تماماً للابتزال وهناك فرق شاسع بينهما.. وحتي ننجح لابد من ترك مساحة لحرية الإبداع والأفكار.. لأن هناك أعمالاً لكبار المخرجين يتم إلغاؤها بسبب ألفاظ يتم تداولها في الشارع.. وأعتقد أن هذا ليس »عدلاً« لأن السينما تنقل واقع المجتمع. وهل يعتبر ذلك »دعوة للتحرر«؟ - وليه لأ.. الثورة أفرزت صفات وسمات عديدة.. أهمها أن معندناش »فتنة طائفية«.. والشعب »مسلمين ومسيحيين وإخوان مسلمين« الكل نزل الشارع يطالب بنفس المطالب. هل ترين أن »الرقابة« أصبحت جهة »سيئة السمعة« وتطالبين بإلغائها؟ - وهل من المعقول أن يتم إلغاء عمل سينمائي يناقش قضية مهمة بسبب »جملة«.. ولكن لست مع الابتذال في الأفلام أو وجود ألفاظ خارجة أو شيئاً يؤلم أعين المشاهدين وأعتقد أن اختياراتي تدل علي ذلك.. ويحزنني أن يتم الاعتراض علي أفلام لكبار المبدعين والمخرجين لمجرد تصفية حسابات.. كما يجب ألا ندع الباب مفتوحاً لدرجة »الهلس« أو »التطرف«. ما رأيك في أفلام »الخطر الفكري«؟ - بالتأكيد لها ضرر إذا كان المشاهد شخصيته »هشة«.. ويستلزم ذلك وجود »وعي وعقلية قوية« حتي لا تتأثر بفكر المؤلف.. فمثلاً بعد عرض فيلم »الأخوة الأعداء« كم واحد »انتحر« بسبب التأثير الفكري عليه. هل ترفضين تصنيف السينما علي أساس »أخلاقي«؟ - تصنيف السينما علي أنها نظيفة أو غير نظيفة »قلة أدب«.. وأنا ضد أن نحكم علي الفن حكماً أخلاقياً.. بمعني أن نصنف الفنانات ما بين ممثلة تقدم أدواراً متحررة وأخري غير ذلك.. وهو ما يحصر الفنان في إطار ضيق جداً لا يفيد الجمهور أو الممثل الذي لابد أن يقدم كل الأدوار المختلفة والبعيدة عن شخصيته.. فهل من المنطقي عندما يقدم ممثل دور تاجر مخدرات أن يكون كذلك في الحقيقة.. كذلك الممثلة التي تقدم دوراً جزئياً أو فتاة ليل أو راقصة. ماذا فعلت »منة شلبي« في بداية »ثورة 25 يناير«؟ - أحياناً كنت أجلس مع اللجان الشعبية تحت المنزل.. وكانت مهمتي رعاية والدتي المريضة.. وكتر خير الدنيا أنه مازال هناك رجال يحمونا.. وفي الوقت نفسه هناك من رأي أن وظيفته هي النزول إلي الشارع والمشاركة في الثورة.. فكل فرد كان يتصرف من منطلق رؤيته للأمور ويعبر عن مسئوليته بشكل معين. ما رأيك في »قمع« المتظاهرين منذ بداية الثورة؟ - كل ما حدث كان غريباً علينا.. فلا يوجد إنسان لديه وإحساس ودم يقبل أن يموت هؤلاء الشباب بهذا الشكل »البشع« الذي فاق كل تخيلات العقل.. فكانت مطالب الثورة هي التغيير وهو حق مشروع. وما »إيجابيات« الثورة من وجهة نظرك؟ - بالتأكيد هناك إيجابيات لثورتنا الشعبية أهمها مقدار »الحرية« التي حصلنا عليها والمشاركة السياسية.. وأن عبارة »من جد وجد« ستكون حقيقة وسنبتعد عن المحسوبيات.. ومن المفترض أن نبدأ بسلوكنا ونتعامل مع الناس بشيء من الرحمة وأن نبني المجتمع بشكل حقيقي. وما »السلبيات« التي عادت علينا من خلال ثورة 25 يناير؟ - تدهور الاقتصاد والفوضي وعدم الأمان وبعض العناصر الإجرامية التي استفادت من عدم وجود الشرطة في هذا التوقيت ولم تكن حريصة علي مصر.. وهناك من استغل الثورة وسرق ونهب ممتلكات المصريين. قيل عن الفنانين »ودن من طين وودن من عجين« واتهامهم بالسلبية نتيجة صمتهم؟ - احتراما لنفسي ومسئوليتي عن كلامي لم أقل شيئا حتي لا أحاسب عليه.. كما أنني أعتقد أن الصمت حكمة وليس سلبية وكل فرد من حقه أن يعبر عن رأيه بطريقته فقد يكون التعبير عن الحزن والتعاسة لما يحدث »بالصمت«. ما رأيك في »القائمة السوداء« للفنانين الذين كانوا ضد »الثورة«؟ - لا أستطيع تقييم زملائي أو أختصر تاريخ فنانين كبار في آرائهم وكل تأكيد أنه كل ما كبر حجم الفنان كان مسئولا مسئولية كبيرة عن آرائه.. لكنني لا أستطيع أن أقيم مثلا »عادل إمام« أو »يسرا« وليس معني ذلك انني معهم. وهل الإعلام مسئول عن ارتفاع حالة »الاحتقان« بين الفنان والجمهور؟ - بالطبع هناك »أقلام« غير شريفة وفجأة وجدنا وصلات ردح وتصفية حسابات ومن »يفرش الملاية« لغيره ويقول كلام فارغ وهذا سلوك غير حضاري لا يليق بالثورة المصرية الشريفة. هل الثورة تعني لك بداية في الحياة السياسية؟ - لن أدخل في السياسة ولن أشارك في حزب ومازلت علي رأيي بأنني غير »مسيسة« لأنني لا أفهم فيها.. ولكن حاليا أصبحت مصر ملكا لنا وكل ما أود قوله إنه يجب أن نكون إيجابيين ونبطل شماتة، وما أستطيع أن أقدمه للمجتمع هو الدور الاجتماعي مثل حل مشكلة المعاقين والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة تلك الفئة الضعيفة التي تحتاج الرعاية. وما رأيك في تغيير بعض القيادات الفنية مثل »ممدوح الليثي«؟ - أول مرة أصرح بذلك وبما أننا نتكلم عن رموز الفساد أنا سعيدة بخلع ممدوح الليثي لأنني عانيت منه بسب المحسوبية وليس تشفيا أو شماتة.. وأري أن يوسف شريف رزق الله أجدر منه ولديه وعي ثقافي بالسينما ورجل متحضر. ما رأيك في أشرف زكي نقيب الممثلين السابق؟ - لا تعليق علي ما حدث من انشقاق داخل النقابة.. وأنا مع أشرف زكي ولست ضده وأري أنه علي المستوي الإنساني جيد جداً وفعل الكثير للنقابة.. وساعد الفنانين المحتاجين مادياً ووقف بجانب الجميع. اتهامك بأنك من المؤيدين للنظام خاصة بعد مقابلتك مؤخراً للرئيس السابق »محمد حسني مبارك«؟ - أنا مصرية وأي ممثلة يقال لها إنه سيتم تكريمها من رئيس جمهورية بلدها ستذهب بالتأكيد.. وليس لي أي مشاركات أو اتجاهات سياسية ولم أكن أبدا مع الحزب الوطني أو أي حزب آخر.. وحين دعاني الدكتور أشرف زكي لمقابلة الرئيس قلت له ذلك ولكنه قال لي إنها ليست مقابلة سياسية وإنما الرئيس سيسلم عليك ويكرمك.. وشعرت وقتها بالسعادة بغض النظر عن سلوكه سواء أنا معه أو ضده. وما رأيك في نظام »مبارك« وتغطية الإعلام المصري للثورة؟ - كل ما أستطيع قوله إن النظام السابق لو كان »ثابت« ماكنش اتهز عرشه وسقط خلال 18 يوماً.. أما التليفزيون المصري فكان مغيباً والإعلام كان مضللاً.. ففي ذروة الأحداث كنت أجد القناة الأولي تعرض النيل والأتوبيس النهري وكأن ميدان التحرير في بلد تانية.