أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ والسريع بسحب القوات الأمريكية من سوريا، إنتقادات واسعة، وقام وزير الدفاع جيمس ماتيس بالاستقالة من منصبه إعتراضًا على هذا القرار. ويتحدث الصحفي إيشان ثارور في مقاله التحليلي بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، عن الدافع وراء هذا قرار كما يوضح المخاوف المتزايدة من عودة داعش والهجوم التركي على القوات الكردية. وأوضح ثارور أن كبار المسؤولين في البنتاجون لم يقتنعوا بتصريحات ترامب حول هزيمة تنظيم داعش، كما أعربوا عن تخوفهم من الرحيل السريع للقوات الامريكية في لحظة ما زال فيها المتطرفون، رغم ضعفهم، يشكلون تهديداً قوياً، فيما يبدو أن أولويات تركيا هي الحرب ضد الأكراد في سوريا وليس محاربة داعش، ولكن برغم ذلك لايزال ترامب يحرص على إبعاد الولاياتالمتحدة من التدخلات العسكرية التي تكلف البلاد مبالغ باهظة ولا توفر له مكاسب سياسية في الداخل. وأضاف الكاتب أن شخصيات رئيسية في الإدارة الأمريكية منهم وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون يرون أن التدخل الأمريكي في سوريا لا يهدف فقط إلى هزيمة المتطرفين ولكن أيضا لتحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، بيد أن ترامب لم يؤيد هذه الاستراتيجية، حيث أشار خلال اجتماع لمجلس الوزراء في الأسبوع الماضي، أن قيادة إيران "تستطيع أن تفعل ما تشاء" في سوريا. وأشار الكاتب إلى قيام مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية بزيارات في الشرق الأوسط في محاولة لتهدئة الحلفاء بأن البيت الأبيض لا يزال ملتزمًا بمصالحهم الأمنية وأنهم مستمرون في حملتهم ضد إيران، وكان بولتون قد صرح أنه لن يتم الانسحاب من سوريا حتى يتم هزيمة المتطرفين بالكامل وضمان تركيا سلامة الوحدات الكردية السورية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة، خاصة بعد أن تبين أن المشاحنات بينهما معقدة للغاية، مما دفع الفصيل الكردي لاجراءات محادثات مع نظام الأسد، وطلب الدعم العسكري من دمشق ضد هجوم تركي محتمل. ويرى الكاتب أن هناك إنقسام في البيت الأبيض حول قرار الانسحاب حيث صرح السناتور ليندسي غراهام أن الهدف الأساسي للادارة الأمريكية هو التأكد من أن تنظيم داعش لن يعود، وأن ترامب لديه هدف وهو الحد من التدخل الأمريكي وهو يؤيد هذا الهدف، فيما يرى أخرون أن التغيرات الأخيرة دليل على تخبط الادارة الأمريكية وأجندتها الخارجية.