رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقبال جون بولتون، مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، الذي كان يرأس وفدا أمريكيا لتركيا أمس الثلاثاء؛ الأمر الذي دفع الأخير إلى مغادرة أنقرة غاضبا. وبحسب صحيفة “ديلي صباح” التركية فإن بولتون عقد لقاء أمس الثلاثاء مع متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، وكان من المفترض أن يستقبله أردوغان في المجمّع الرئاسي، إلّا أن الأخير رفض استقباله على خلفية تصريحات بولتون. وبرر قالن ذلك بأن الرئيس التركي لم يعد بلقاء جون بولتون، مضيفًا أن تصريحات الأخير في إسرائيل المتعلقة بأكراد سوريا أدّت إلى ردة فعل في تركيا. موضحا أنه عقب لقائه مع الوفد الأمريكي، قام بتسليم ملفين إلى بولتون، أحدهما متعلق بجرائم الوحداث الكردية. وشدد المتحدث باسم الرئاسة التركية على أن بلاده ستواصل تنفيذ ما يقع على عاتقها من أجل حماية المدنيين في سوريا، بمن فيهم الأكراد، ووصف تصريحات بولتون بأن “تركيا ستقتل الأكراد في حال دخولها (شرق الفرات)، وأنهم سيتضررون”، بالمزاعم والدعاية التي تطلقها منظمة العمل الكردستاني”. تصريحات أغضبت تركيا كان مستشار الأمن القومي الأمريكي قد قال إن انسحاب بلاده من شمال شرقي سوريا، وفق قرار الرئيس ترامب الشهر الماضي، سيتم، ولكن فقط بعد الانتصار على فلول تنظيم “داعش”، ووفقا لما سمّاها “ضمانات من الأتراك بسلامة المقاتلين الأكراد”. وأضاف بولتون، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة القدسالمحتلة، أن “الجدول الزمني (للانسحاب) سيكون نتاج القرارات السياسية التي سنتخذها”، لكنه شدد على أنه ليس التزاما غير محدود، لافتا إلى أن بلاده “لا تريد أن تطلق تركيا حملة عسكرية، إلا من خلال تنسيقها مع الولاياتالمتحدة”. Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2018-08-17 09:33:08Z | | ÿ¿×ëÿÀØìÿ¿ÖìÿÁ(¢Ò كما تحدث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن “تعهد” الرئيس التركي لنظيره الأمريكي دونالد ترامب بأن “يواصل الأتراك الحملة على “داعش” بعد رحيلنا، وأن الأتراك سيضمنون حماية الأشخاص الذين حاربنا معهم، والذين ساعدونا في الحملة ضد “داعش”. هجوم أردوغان من جانبه، شن الرئيس التركي هجوما حادا على بولتون ووجه انتقادات قوية للإدارة الأمريكية، واصفا تصريحات بولتون في إسرائيل بشأن سورية بأنها “خطأ جسيم ولا يمكن أن تقبل بها تركيا”. وانتقد أردوغان، الذي كان يتحدث أمام أعضاء حزبه العدالة والتنمية في البرلمان، “تعدد الأصوات” في الإدارة الأمريكية، موضحا: “رغم توصلنا إلى اتفاق واضح مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (بشأن شرق الفرات)، إلا أن هناك أصواتا مختلفة بدأت تصدر عن إدارته وتقول أمورا مختلفة”. وقال: إن “قتال وحدات حماية الشعب السورية الكردية لتنظيم “داعش” ليس سوى كذبة كبيرة”، مضيفًا أن “ادعاءات استهداف الأكراد (من قبل تركيا) هو افتراء دنيء”. وشدد على أن “وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني وجهان لعملة واحدة”، وأن “تركيا لا يمكنها التنازل في قضية الوحدات”، مبرزا أن “متمردي حزب العمال لا يمكن أن يكونوا ممثلين للأكراد”. وأوضح أنه “بفضل جهود جنودنا الأبطال في القضاء على “داعش”، دخلت سورية مرحلة التخلص من بلاء هذا التنظيم بسرعة، ولكن لا يمكننا قبول الرسالة التي بعثها بولتون من إسرائيل”. وأعلن الرئيس التركي أن بلاده “ستبدأ قريبا جدا التحرك ضد التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية”، مشيرا إلى أن “تركيا هي التي تحملت العبء الأكبر للأزمة الإنسانية الحاصلة في سورية. وهي الدولة التي تكافح الإرهاب بشكل حقيقي”، وأن الولاياتالمتحدة في المقابل، “ما زالت تماطل في قضية منبج السورية”. الانسحاب الأمريكي إلى ذلك، أعلن متحدث الرئاسة التركية أنهم ناقشوا مع الوفد الأمريكي، برئاسة بولتون، تفاصيل الانسحاب الأمريكي من سوريا في غضون “120 يوما”، وفقا لما ذكره الوفد، كما أكد قالن ضرورة تطبيق خريطة الطريق حول منبج شمالي سورية (بين أنقرة وواشنطن) كما هو متفق عليه. وقال: “ناقشنا مع بولتون تفاصيل عملية انسحاب القوات الأمريكية من سورية”، بحسب ما أوردت “الأناضول”. وبخصوص جدول الانسحاب الأمريكي من سورية، أشار إلى أن “الأمريكيين أبلغونا بأن الانسحاب سيتم خلال 60 – 100 يوم، والآن يقولون نحتاج إلى 120 يوما، وتركيا لا تعتبر هذا تأخيرا كبيرا”. وتابع: “أنقرة ترحب بقرار ترامب الانسحاب من سورية، وخلال اجتماعنا مع الوفد الأمريكي ناقشنا كيفية الانسحاب والهيكلية التي سيخلفها ومصير الأسلحة الثقيلة التي وزعتها أمريكا وقواعدها العسكرية ومراكزها اللوجستية في سورية”. وأردف قائلا: “الأمريكان أخبرونا أنهم يبحثون مسألة الأسلحة التي بحوزة “الاتحاد الديمقراطي”، ومصير 16 قاعدة عسكرية (أميركية) في سورية”. مؤكدا: “لا تباطؤ في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي”. وأضاف: “انتقلنا الآن إلى مرحلة ما بعد الدوريات المشتركة. يجب انسحاب عناصر المليشيات الكردية من منبج بشكل كامل، وتسليمها إلى العناصر المحلية”. وشدد “سنواصل جهودنا المتعلقة بمرحلة الانتقال السياسي في سورية”. وبشأن العملية العسكرية التركية المترقبة في شرق الفرات أوضح قالن: “سنقوم بالتنسيق مع الجميع، إلا إننا لن نأخذ إذنا من أحد”. ضاف: “لم يتم التطرق إلى موضوع إنشاء منطقة عازلة شمالي سورية خلال اجتماعنا مع الوفد الأميركي برئاسة بولتون”.