تعقد حركتا التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) اجتماعا ثانيا بينهما في العاصمة المصرية القاهرة اليوم (الثلاثاء) لمتابعة مباحثات المضي قدما في تنفيذ تفاهمات المصالحة الفلسطينية. يأتي ذلك وسط تكتم من الحركتين عن نتائج سير مباحثاتهما في الاجتماع الذي عقد ليل الاثنين/الثلاثاء بحضور مسئولين مصريين واستمر لعدة ساعات. وامتنع الوفدان برئاسة عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض ملف الحوار الوطني فيها، وموسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس عن الإدلاء بأي تصريحات حول نتائج الاجتماع. وكتب عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الشرق على صفحته على موقع التواصل الاجتماع (فيس بوك) قائلا "انتهى اجتماع الليلة بين حماس وفتح، وسيتم استئنافها ومتابعتها (اليوم)". من جهته قال أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول إن المباحثات بين الحركتين لم تستكمل بعد، وسيتم عقد اجتماع ثان بين الوفدين خلال الساعات المقبلة. وأوضح مقبول، أن اجتماع الليلة الماضية اقتصر على بحث استعراض ما جرى في قطاع غزة بخصوص بدء عمل لجنة الانتخابات المركزية بالتحضير للانتخابات في القطاع وآليات عملها في المرحلة المقبلة . من جهته ، قال مصدر فلسطيني مطلع إن وفدي فتح وحماس استجابا لطلب مصري بعدم إطلاق تصريحات إعلامية بشأن نتائج المباحثات بينهما حتى يتم استكمالها والتوصل لتفاهمات بشأن آلية تنفيذ كافة بنود المصالحة بشكل متتابع . وذكر المصدر، أن فتح " تفضل التأني" في إطلاق مشاورات تشكيل حكومة التوافق حتى تتأكد من بدء عمل لجنة الانتخابات في غزة وعدم وجود أي عقبات تعترض إنجازها مهامها في الوقت المحدد لها وهو ستة أسابيع وذلك بناء على التسهيلات التي ستقدمها الحكومة المقالة التي تديرها حماس في القطاع. في هذه الأثناء غادر وفد لجنة الانتخابات قطاع غزة متوجها إلى الضفة الغربية بعد عقده عدة لقاءات مع رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس إسماعيل هنية وعدد من وزرائه إلى جانب وفود من حماس والفصائل والشخصيات المستقلة . وقال المدير التنفيذي للجنة في غزة جميل الخالدي ، إن مغادرة الوفد جاء بعد إنجازه أهدافه من الزيارة وتأكيده على الشروع في عملية تحديث السجل الانتخابي لسكان القطاع . وكان الأحمد صرح للصحفيين قبل بدء اجتماع مع وفد من حركة حماس للبدء بمشاورات تشكيل حكومة الوفاق، إن "نتائج ما سيجري على الأرض في قطاع غزة تنعكس بشكل مباشر على ما يجري على طاولة الحوار في القاهرة". وأعرب الأحمد- بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)- عن قلقه "من طرح بعض القضايا غير المدرجة في الاتفاق على لجنة الانتخابات المركزية " من قبل هنية خلال لقائهم في غزة أمس . وأعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر عقب لقاء هنية أمس الاثنين ، الشروع بالعمل لإتمام عملية تحديث السجل الانتخابي ، مشيرا إلى أنها ستنسق في ذلك مع مجلس وزراء الحكومة المقالة، تنفيذا لتفاهمات المصالحة الفلسطينية. ويشكل بدء عمل لجنة الانتخابات المركزية في غزة وبدء المشاورات لتشكيل حكومة توافق برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس العناصر الرئيسة في تفاهمات حركتي فتح وحماس التي توصلتا إليها في العشرين من الشهر الجاري برعاية مصرية. ووفقا للاتفاق فان الحكومة ستستمر 6 أشهر على أن يتم تشكيل حكومة توافق برئاسته في نهاية هذه الفترة في حال لم تجر انتخابات فلسطينية عامة حتى نهاية العام الجاري. وحسب التفاهمات فمن المقرر أن يحدد عباس عقب انتهاء عمل لجنة الانتخابات المركزية، موعدا جديدا للانتخابات العامة بناء على مشاورات مع الفصائل الفلسطينية سعيا لإنهاء الانقسام الفلسطيني المستمر منذ يونيو 2007