يبدو أن التعامل بأدب وهدوء ينعكس لدي البعض علي أنه ضعف ويبدو أن غباء العديد من الأجهزة في مصر يجعلها -حتي الآن- لا تصدق أن هناك ثورة وأن النظام قد سقط وأن الحزب الوطني دخل مزبلة التاريخ ومعه كل قياداته وإعلامه. ما شهدته مباني أمن الدولة في اليومين الماضيين هو دليل علي أننا كشعب نتعرض لمؤامرة من بعض القيادات من الصف الثاني في النظام. وهي القيادات التي كانت تختبئ خارج الأضواء بينما تحرك كل الأحداث في مصر. بالأمس تحدثت عن أعمدة الدخان التي تصاعدت وبكثافة من مباني أمن الدولة في عدة محافظات. ثم تابعت الصور التي بثتها الفضائيات وشبكة الإنترنت للمواطنين الذين اقتحموا تلك القلاع المحصنة لنكتشف جميعا أن كل ملفات الأمن في مصر قد أعدمت وتم فرمها أو حرقها. هذا الكم الهائل الذي تم تدميره يؤكد أن كل عمل ذلك الجهاز كان ضد القانون. وإلا ما كانوا قد حرقوا ودمروا كل هذه المستندات. ويؤكد أيضا أن هناك ما يريد خراب منظومة الأمن في مصر بالكامل ليعاقب الثورة وكل من يساندها. وليعيث وينشر الفساد والفوضي في ربوع مصر بأكملها. إلي هنا أيها السادة أدعوكم جميعا لوقف التعامل بالأدب مع هؤلاء. وعلي الجهات المعنية في الجيش أو الحكومة أن تقدم كل هؤلاء الضباط والجنود والقيادات إلي محاكمات معلنة بتهمة الخيانة العظمي لمصر. وكلهم أثبتوا أن ولاءهم ليس لهذا البلد. وما فعلوه هو جرم واضح وعقوبته يجب أن تكون رادعة وسريعة حتي لا يقوم أي شخص بتكرار هذا الفعل في أي مصلحة أو إدارة. لماذا لا يعلن المجلس المحلي عن أسماء من تم اعتقالهم من ضباط داخل مباني أمن الدولة!؟ ولماذا لم يتم التدخل بحسم لمنعهم من هذا التدمير الشامل للمستندات؟ لقد تحرك الجيش مع الشعب منذ بداية الثورة. ويجب أن نستمر في التحرك سويا حتي نمنع انهيار مصر. ومن غير المعقول أن يصبح أفراد الشعب حماة لمؤسسات الدولة المهمة في وجود الجيش أمام أبوابها!! كفانا من الأحاديث الهادئة الآن. هناك مؤامرات عديدة داخل وزارة الداخلية. مؤامرات ضد مصر وشعبها. ونحن الآن نريد أن نعاقب المسئولين عنها وأن نعلن أسماءهم. نريد تحقيقات مباشرة فورية. الهجمات التي تعرضت لها بعض مباني أمن الدولة تمت لأن الناس شاهدت أعمدة الدخان ولم تكن بغرض التدمير بل كانت تهدف إلي منعه ولا شك أن البعض استغل هذه الفوضي لإحداث المزيد من الخراب، ولكن كيف نقف نتفرج علي المجرمين وهم يهربون ويدمرون أدلة الإدانة..؟ يجب فورا حل جهاز أمن الدولة. يجب فورا حماية كل مكاتبه في أنحاء مصر ووضعها تحت حراسة عسكرية مشددة. ويجب أيضا إيقاف حالة الدلع والدلال التي تعيشها الشرطة والداخلية.. إذا أرادوا العمل فليفعلوا ذلك.. وإذا أرادوا الاستقالة فليفعلوا ذلك ولكن نعيش في هذا الدلال ومصر تحترق أصبح أمرا مرفوضا تماما. أين كل الأجهزة المساعدة، المطافي والدفاع المدني وشرطة الآثار والسياحة وشرطة المرافق والكهرباء أين كل هذه القطاعات الآن..؟ هل تعرضت للخضة من الثورة.. كفاية دلع ولوع ودلال مصر مش ناقصة قرف.