انطلقت اليوم الخميس أعمال الدورة الوزارية السابعة بعد المائة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية بالقاهرة برئاسة موريتانيا . واكد الاجتماع ضرورة تضافر جهود الدول العربية للنهوض بالعمل العربي المشترك وتكثيف الجهود لدعم الاقتصادات العربية واعادة الاعمار للدول العربية التي تضررت جراء أحداث العنف والارهاب . وقدم السفير محمد الربيع الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية التحية والشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على احتضانه ودعمه للعمل العربي المشترك مؤكدا ان الرئيس السيسي بدأ يسطر للاقتصاد العربي . وأشاد الربيع بالمؤتمر الافريقي الذي عقد بشرم الشيخ مؤخرا مؤكدا ان هذا المؤتمر يؤطر لعلاقات جديدة مع افريقيا. كما أشاد بدور مصر التي تحتضن مؤسسات العمل العربي المشترك وتقدم الدعم دائما للدول العربية . وقال الربيع في كلمته في افتتاح أعمال الدورة الوزارية ان هذه الدورة ستكون محورا للتطلع الى مايشهده العالم والتحالفات الاقتصادية والبحث عن مصالح الدول العربية داعيا الى أهمية تحالف الدول العربية لتحقيق تطلعات أبنائها لانها تمتلك المقدرات لتكون قوة اقتصادية هائلة . وأشار الى ماحققته مجموعة دول العشرين وماتحقق في الصين التي استطاعت خلال 30 عاما فقط تحقيق مالم تحققه دول العالم ووضعت خارطة لاعادة طريق الحرير والنفاذ الى أسواق افريقيا والعمل على تحويل المواد الخام الى صناعات تحويلية تضيف قيمة مضافة لاقتصادها. ودعا الدول العربية الى البحث عن تكامل مصالحها الاقتصادية مشيدا بالمؤتمر الذي عقد بالمملكة العربية السعودية لتعاون الدول الواقعة على البحر الأحمر مؤخرا مؤكدا ان الدول العربية التي تحتاج الى اعادة الاعمار يجب ان تعتمد على الصناعات العربية والى أهمية تحقيق الاكتفاء الذاتي للوطن العربي من الغذاء والمنتجات الزراعية . ولفت الى ان الدول العربية تزيد بمعدل 85ر2٪ سنويا وان تعداد الدول العربية يقترب من 600 مليون شخص مشيرا الى أهمية التعامل مع القضايا الاقتصادية بالدول العربية بوعي ومنها قضايا الدعم . وأشاد بمبادرة الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي الذي تبنى مبادرة المجلس الخاصة بالاقتصاد الرقمي الذي يعتمد على ثورة التكنولوجيا والاعتماد على ثورة العلم لتنمية الاقتصاد العربي داعيا الى ان تكون للدول العربية الريادة المطلوبة لتحقيق نهضة حقيقية تنهض بالانسان العربي . وقال الربيع ان اسرائيل تتعمد تحقيق مصالحها على حساب الاقتصاد العربي وتقوم حاليا ببناء أكبر ميناء في ايلات داعيا الى دعم الاقتصاد الفلسطيني وضخ الاستثمارات هناك لمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة . وشدد الربيع على ان مشروعات اعادة اعمار الدول العربية ستعتمد على الصناعات والاقتصادات العربية موضحا ان الاستثمارات العربية وصلت الى 5ر2 تريليون دولار وهو مايؤكد ان الدول العربية تتمتع بمناخ استثماري امن . من جهته قدم الدكتور محمد عبد الواحد المتيمي وزير الصناعة والتجارة اليمني الشكر والعرفان الى مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي لما قدمه ويقدمه من دعم لليمن وأكد ان مايربط مصر باليمن ضارب في جذور التاريخ وتربطهما علاقات قديمة وان مصر وقفت الى جانب اليمن في محنته لاستعادة وحدته وحريته . وقال الوزير اليمني ان هذه الدورة تكتسب اهمية خاصة مشيرا الى ان مايعانيه اليمن أدى الى تراجعه الى الوراء لاكثر من 60 عاما وانه يحتاج الى أكثر من 100 مليار دولار لاعادة اعمار ماتم تدميره خلال السنوات الخمس المقبلة . واستعرض ماتعرض له اليمن منذ اندلاع ماسمي بثورات الربيع العربي وان البداية كانت بثورة سلمية لمدة عام للبحث عن حياة جديدة دون طلقة واحدة حتى وقعت أحداث مارس وأطلقت مبادرة لتجنب الصراع المسلح وحققت النجاح وتم ابرام عقد اجتماعي جديد وتنظيم مؤتمر شامل وصياغة دستور جديد اتفقت عليه جميع الأطراف وأوضح انه عندما تم الاحتكام الى السلاح لم يستطع اليمنيون السيطرة على الأوضاع مما أدى الى تضرر أكثر من 22 مليون شخص يمني يحتاجون الى معونات الى جانب وجود أكثر من 12 مليون يمني لاجئين ونحو 70٪ من البيوت تحتاج الى اعادة اعمار وأضاف انه تم وضع استراتيجية لاعادة الاعمار وبناء رؤية جديدة ومن هنا تكمن أهمية وجود استراتيجية عربية لاعادة الاعمار في اليمن مشيرا الى أهمية وجود دراسة علمية للدول العربية المتضررة من أحداث العنف مؤكدا انها تحتاج الى مائة تريليون دولار لاعادة الاعمار . من جانبه ركز رئيس الدورة الحالية ودادي ولد سيدي هيبة المندوب الدائم لموريتانيا لدى جامعة الدول العربية في كلمته على محورين آساسيين هما الاستراتيجية العربية للاقتصاد الرقمي لأهميتها للعمل العربي المشترك واعداد الدراسات الى جانب دراسات اعادة الاعمار للدول العربية التي تعرضت للدمار . وأشار الى اهمية دعم القطاع الخاص الذي يتبنى مشاريع اعادة الاعمار بهذه الدول داعيا ودعا الى اهمية التكاتف بين الدول العربية بالواقع العملي وليس فقط الاطار النظري وان تكون نتائج هذه الدورة محققة للتطلعات وطموح الشارع العربي . من جهته أعرب فتحي عبد العظيم مستشار وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي وممثل مصر الى هذه الاجتماعات عن تمنياته ان تخرج هذه الدورة بنتائج ايجابية ليظل المجلس حاضنا للعمل العربي المشترك وأشار عبد العظيم الى حاجة المجلس لتطوير الياته لمواكبة التطلعات العربية مؤكدا ان العالم لامكان فيه الا للتكتلات الاقتصادية خاصة في مجال الاستثمار واهمية النهوض بالعمل العربي المشترك وزيادة التجارة البينية العربية . و دعا مندوب الأردن حسن العمري الى تعاون عربي وسوق عربية مشتركة ووحدة اقتصادية مشتركة واستراتيجية عربية لاعادة اعمار الدول العربية المتضررة . وقال ان الاردن يحتضن نحو 3ر1 مليون لاجيء سوري رغم قلة الدعم الدولي مما يرتب عبئا اقتصاديا كبيرا على الأردن . واعتبر ان الاتحادات العربية المتخصصة تعد ذراعا هاما من أذرع المجلس الى جانب التشارك بين القطاع الخاص العربي مشيرا الى وجود نحو 70 اتحاد عربي متخصص داعيا الى الارتقاء بها وتنشيط دورها ومشيرا الى دور الشركات العربية المشتركة في تحقيق التكامل الاقتصادي العربي . ودعا الى ضرورة اخراج قانون عمل الشركات العربية المشتركة بالدول العربية الى النور للنهوض بالعمل العربي المشترك لهذه الشركات . من جانبه دعا مندوب فلسطين مهند العلكوك الى أهمية الحفاظ على مجلس الوحدة الاقتصادية العربية لانه يسعى الى تحقيق الوحدة الاقتصادية العربيةمؤكدا اهمية الاهتمام بالاقتصاد الرقمي لمواكبة مايجري في العالم . وأشار الى اهمية موضوع اعادة الاعمار في الدول العربية التي تضررت ومنها فلسطين التي عانت من العدوان الاسرائيلي داعيا الى تقديم الدعم لفلسطين وضرورة حصول المستثمر العربي على خارطة طريق للاستثمار في فلسطين والشراكة مع القطاع الخاص الفلسطيني من خلال دعمه لهذا الاقتصاد. وقال ان الاحتلال الاسرائيلي يسعى الى فرض سيطرته الكاملة على مدينة القدس وقراها مشيرا الى ان الشعب الفلسطيني يواجه ذلك بثبات . وأكد وجود خطة استراتيجية بتمويل 450 مليون دولار تم اقرارها من خلال القمة العربية للحفاظ على مدينة القدس وهويتها في مواجهة المخططات الاسرائيلية . ودعا مؤسسات القطاع الخاص الى المساهمة في تمويل هذه الخطة الاستراتيجية التي تتضمن تمويل بناء المنازل واعادة تأهيلها والتعليم والصحة وتشغيل الشباب الفلسطيني . كما دعا الى تفعيل قرارات مقاطعة منظومة الاحتلال الاسرائيلي والشركات التي تتعامل معها والشركات التي تستثمر في المستوطنات . من جهته أكد مندوب السودان ادريس محمد علي أهمية تمكين مجلس الوحدة الاقتصادية العربية من أداء دوره والنهوض بمسئولياته كاملة مشيرا الى ان دور القطاع الخاص مهم للمساهمة في النهوض الاقتصادي العربي واعادة اعمار الدول العربية المتضررة بصيغ واليات جديدة وشراكات والاستجابة لاحتياجات هذه الدول . وقال المندوب العراقي هيثم اسماعيل ان بلاده تعافت واستطاعت التغلب ودحر الارهاب داعيا الدول العربية الى العمل داخل العراق . من جانبه أكد مندوب الصومال علي عمر أفرح ان بلاده عانت من المشكلات على مدى نحو ثلاثين عاما وانه الان بدأ اعادة الاعمار داعيا الشركات العربية الى المساهمة في اعادة الاعمار وفي التنمية المستدامة وتحقيق الأمن الغذائي من خلال الاستثمار في هذا المجال . وقال سامح عاشور رئيس الاتحاد العربي للتحكيم ورئيس الدورة الحالية للاتحادات العربية المتخصصة ان جوهر القضايا العربية هو القضية الفلسطينية وان مايجري في المنطقة بأسرها من مخططات يصب في مصلحة اسرائيل . ودعا الدول العربية الى تحديد من تواجه مشيرا الى ان دور الاتحاد العربي للتحكيم هو تحقيق الأمن للاستثمار لتكون أحد الضمانات للاستثمار العربي بالمعايير الدولية . وقال الدكتور مصطفى هديب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية ان عدد المتدربين الذين تخرجوا من الأكاديمية بلغ 180 ألف متدرب وتتعاون مع الكثير من المؤسسات المالية الدولية واستعرض ماتقوم به الأكاديمية من استشارات للعديد من الجهات والمؤسسات المالية والمصرفية العربية .
