أيام قليلة تفصلنا على الإحتفال بذكرى أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء و المرسلين ، و تختلف طريقة الإحتفال في بلاد المسلمين من بلد لآخر و لكل بلد صبغة ونكهة مختلفة عن غيرها. إلا أن البعض من علماء المسلمين إختلف حول ما إذا كان الإحتفال بالمولد النبي ، جائز شرعًا أم لا ، وكذا كيفية الإحتفال و في هذا الصدد قال الشيخ عمر النجار من علماء وزارة الأوقاف ، أن إحتفال المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها بذكرى المولد النبوى الشريف ولو نظرنا الي القرآن الكريم نجد أن الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مشروع ، قال تعالى: «قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا مما يجمعون» «يونس». الله تعالى أمرنا أن نفرح بالرحمة والنبى صلى الله عليه وسلم أعظم رحمة قال تعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين» «الأنبياء». ويؤيد هذا تفسير ؟الأمة وترجما من القرآن سيدنا عبدالله بن عباس رضى الله عنهما فى الآية قال: «فض الله العلم ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى وما أرسلناك الا رحمة للعالمين فالفرح له صلى الله عليه وسلم مطلوب فى كل وقت وفى كل نعمة وعند كل فضل ولكنه يتأكد فى كل يوم إثنين و فى كل عام فى شهر ربيع الأول لقوة المناسبة وملاحظات الوقت ومعلوم أنه لا يغفل عن المناسبة ويعر ض عنها فى وقتها الا من لا بصيرة له. «ثانياً» من السنة «1» إن أول الناس إحتفالًا بمولد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام هو الرسول الكريم نفسه صلى الله عليه وسلم ويدل على هذا ماأخرجه الإمام مسلم فى صحيحه فى باب الصيام أن عن قتادة رضى قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين فقال «ذلك يوم ولدت فيه وأنزل لى فيه» فهذا الحديث يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين لانه ولد فيه ونبئ فيه ويدل على فعله صلى الله عليه وسلم على أنه ينبغى أن يهتم بمثل هذا اليوم بفعل عبادة شكراً لله من صيام أو ما يستطيعه الفرد من أى عبادة وفعل لا يمنعه الشارع. «أ» الاحتفال بالمولد الشريف تعبير عن الفرح والسرور بالمصطفى صلى الله عليه وسلم وقد انتفع الكافر بمولده فقد روى البخارى ونقله البيهقى فى «الدلائل» وابن كثير فى «البداية والنهاية» روى البخارى أن سيدنا العباس رأى أخاه أبا لهب بعد موته فى النوم فقال له ما حالك فقال فى النار الا انه خفف عنى كل ليلة اثنين وأسقى من بين أصبعى هاتين ماء فأشار اليه رأس أصبعيه وإن ذلك بإعتاق ثوبيه عندما بشر تنى بولادة النبى بإرضاعها له وقد قال العلامة الحافظ شمس الدين بن الجزرى فى عرف التعريف بالمولد الشريف بعد ذكره قصة أبى لهب مع ثويبه فإذا كان هذا أبولهب الكافر الذى نزل القرآن بذمه جوزى فى النار بفرحه ليلة مولد النبى صلى الله عليه وسلم فما حال المسلم الموحد من زمته عليه السلام يسر ويفح بمولده ويبذل ما تصل اليه قدرته فى محبته صلى الله عليه وسلم لعمرى إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله العميم جنات النعيم وعلق الحافظ ابن ناصر الذين الدمشقى على هذا الحديث حيث قال إذا كان هذا كافراً جاء ذمه وتبث يداه فى الجحيم مخلداً أتى أنه فى يوم الاثنين دائماً يخفف عنه للسرور بأحمد! فما الظن بالعبد الذى طول عمره بأحمد مسرور أو مات موحداً وحديث العباس رؤيا حق وقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يجعل لرؤيا الحق إعتباراً خاصة فى التشريع حيث شرع الأذان موافقة لرؤيا رأها أحد الصحابة فى منامه وهذه الرؤياء كانت فى زمن الحصابة فلم نسمع بأحد منهم قال رنهها أضغاث أحلام بل يعتبر هذا إجماعاً سكوتيا على كل ما فيه ولم ينكرها أحد منهم عبد وفاته وقد تداولها التابعون بالقبول والاستحسان ولم بأحد منهم اعترض عليها الى يومنا هذا. ثم دان النبى صلى الله عليه وسلم احتفل معه اليهود فى المدينة لما هاجر اليها احتفل بيوم عاشوراء لما وجدهم يحتفلون بهذا اليوم شكراً لله تعالى لأن هذا اليوم نجى الله فيه موسى من فرعون من الغرق فقال نحن أولى بموسى منهم وقد جاء هذا فى صحيح مسلم ولم ينكر النبى صلى الله عليه وسلم عليهم بل احتفل وقال نحن أولى بموسى منهم. فنحن نحتفل ونفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم شكراً لله تعالى على هذه النعمة العظيمة علينا ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.