أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال اللقاء الذي عقده ظهر اليوم الثلاثاء، مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية في مصر، على هامش منتدى شباب العالم، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، أنه لا يريد الصوت الإعلامي المؤيد للسلطة، وإنما يريد الصوت المؤيد لمصر. وتابع السيسي: "أن الإعلام المصري لا يقوم بدور حقيقي لإلقاء الضوء على التحديات، والمشكلات التي يعاني منها المصريون، مما يترك المجال لمنصات التواصل الاجتماعي، بما فيها من سلبيات، إلى شغل الفراغ الذي تركته وسائل الإعلام المعروفة، داعيًا الإعلام المصري، ومواقع التواصل، إلى طرح ومناقشة قضايا المجتمع بشكل واعٍ". في هذا الصدد تواصلت "بوابة الوفد" مع خبراء إعلاميين لمعرفة أسباب إخفاق الإعلام المصري لدوره المنوط به، وكيفية صحوته مرة أخرى. من جانبه قال الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، إن الإعلام المصري يحتاج إلى عملية تنشيط لينهض من حالة الركود التي كان يعانيها في السنوات الماضية بالتناغم مع النظام السياسي، لكي يحقق دوره المطلوب منه، مؤكدا أن ارتباك الإعلام كان نتاج الأزمات التي مر بها. وأوضح العالم في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن الإعلام يجب أن يكون حلقة وصل بين صانع القرار والجمهور، لينتج أداء إعلامياً مهنياً يحظى بثقة الرأى العام، ويؤثر على القرار السياسى والاقتصادى في المجتمع. وأكد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة، أن تأخر الإعلام في تناول الأزمات، كان سببا في انجذاب المجتمع لوسائل التواصل الاجتماعي كبديلا عنه، مناشدا وسائل الإعلام بضرورة التواجد الاعلامي تزامنا مع الاحداث، مطالبا الدولة بمده بكافة الحريات والمعلومات التي تسانده في أداء دوره الإعلامي. وأكد الدكتور سامي الشريف، الخبير الإعلامي، وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، أن الإعلام هو الصوت المعبر عن واقع الحياة في أي مجتمع، والصوت الذي يصل بآماله وطموحاته إلى المسئولين، مؤكدًا على ضرورة العلاقة المتوازنة بين الحكومة والشعب حتى يحقق الإعلام دوره الفعال. وأضاف الشريف ، أن افتقار الإعلام لهذه العلاقة المتوازنة يفقده دوره الحقيقي وهو الكشف عن السلبيات ونقل الحقائق، والدفاع عن المجتمع ومصالح الشعب، مطالبًا بضرورة وضع ضوابط مهنية لتحكم الأداء الإعلامي، وأن تكون مزاولة المهنة قاصرة على الدارسين فقط. ولفت الخبير الإعلامي، إلى ضرورة منح الإعلام الحريات والمعلومات الكافية لكي يقوم بدوره الحقيقي على أكمل وجه، كنقل انجازات الحكومة وسلبياتها، وإيصال صوت الشعب ومتطلباته وطرح الحقائق كما هي. وأوضح عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، أن أسباب انجذاب المجتمع لوسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات، هو ضعف تأثير الإعلام وقلة إمكانياته في تقديم المعلومة. وأشار الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعضو الهيئة الوطنية للصحافة، أن الإعلام المصري له مهام رئيسية في الداخل والخارج، مشيرًا إلى أن أول مهامه يتطلب بناء وعي حقيقي وطني يستند على معلومات وحقائق، يكون دورها التبصير بالمخاطر التي تحيط بالوطن. وتابع علم الدين، أن المهمة الثانية التي تقع على عاتق الإعلام المصري هو كيفية الإستثمار الصحيح للمنتديات التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، من أجل تغيير الصورة المغلوطة والتي يبثها الإعلام الغربي عن مصر، وتحويلها لصورة إيجابية توضح الحقائق، فضلًا عن تغطيتنا الشاملة لتلك المشكلات والقضايا التي تواجه المجتمع المصري في وقتها، وبث الصورة الصحيحة للعالم على الفور لكي نقطع الطريق على الإتهامات المزيفة عن مصر. ولفت أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إلى أن السبب وراء تصريحات الرئيس عن الإعلام المصري داخل منتدى شباب العالم والمقام حاليًا بمدينة شرم الشيخ ، هو رؤيته لأحداث مهمة وملفات شديدة الخطورة يغفل عنها، وكونها أصبحت أسيرة للسوشيال ميديا. وأكد عضو الهيئة الوطنية للصحافة، أن هناك جهد ملموس من قبل الرئيس وحكومته لتحسين أحوال البلاد والظروف الاقتصادية الراهنة، إلا أن الإعلام المصري ينشغل بأحداث جزئية، ويهمل الحديث عن الصورة الكلية للموضوع، فضلًا عن اهتمامه بقضايا مر عليها الوقت ولا تفيد المجتمع.