شاركت مصر بكثافة في جهود وضع "أجندة أفريقيا 2063"، وتنفيذ آلياتها، وتتطلع لتكون على رأس الاتحاد الأفريقي مع بداية العام المقبل لدعم هذه الأجندة، لإعادة مصر لحضن القارة السمراء وذلك من خلال تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية والعمل بشكل جماعي لتدارك العثرات التي تعيقها والعمل على وضع الحلول بهدف تحقيق الأهداف الرئيسة للأجندة وهي تحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الفقر وفقا للجدول الزمني المحدد لها. وشهدت العلاقة المصرية مع القارة تجاهلا دام لعقود، مما أدى إلي ضياع فرص استثمارية وروابط وطيدة بين الاشقاء في أفريقيا وأدى لتقويض العلاقات المصرية الافريقية، بسبب إدارة النظام السابق ظهره للاستثمار في القارة السمراء، وتعزيز الروابط الشخصية بين قادة القارة. ومنذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد، حرص على وضع رؤية مختلفة لإعادة العلاقات مع دول القارة الأفريقية، ظهرت فى تحركاته المختلفة، فى هذا الملف، وزياراته لمختلف الدول سواء على مستوى الزيارات الرئاسية، أو على مستوى المشاركة فى المؤتمرات والقمم الأفريقية المختلفة. زيارات بدأ الرئيس السيسي، أول زيارة للقارة السمراء لغينيا الاستوائية بوسط القارة للمشاركة فى قمة الاتحاد الافريقى. وفى يونيو 2014 ، كانت زيارة الرئيس السيسى للسودان، وتلتها زيارة إثيوبيا للمشاركة فى أعمال القمة ال"24" للاتحاد الأفريقى ولم تكن الزيارة الوحيدة لأثيوبيا، حيث تكررت الزيارات فى مارس ، 2015 ، ويناير 2016 للمشاركة فى القمة الأفريقية. جولات الرئيس فى شرق أفريقيا شملت كلا من أوغندا ، وكينيا ، حيث جاءت زيارة أوغندا فى ديسمبر 2016 ، والتى كانت زيارة رسمية تلبيةً لدعوة من نظيره الأوغندى الرئيس يورى موسيفينى، وفى فبراير 2017 للعاصمة الكينية نيروبى . أهمية إفريقيا اهتمام مصر بالقارة السمراء وبتعزيز العلاقات مع دولها والاهتمام بقضاياها، لم يتوقف فقط عند المدلول الكمى لعدد زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى بلغت نحو 21 زيارة وهو ما يمثل 30% من إجمالى الزيارات الرئاسية الخارجية. وعقد الرئيس أكثر من 115 اجتماعًا مع قادة وزعماء ومسؤولين أفارقة زاروا مصر خلال السنوات الماضية من إجمالى أكثر من 550 اجتماعًا عقدها الرئيس مع زوار مصر من قادة ومسؤولى دول العالم والمنظمات الدولية، حتى نهاية أكتوبر الماضى. وللنظر إلى قيمة إفريقيا فى الوقت الحالى، يمكن الرجوع إلى ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها ال 72، سبتمبر الماضى:" إفريقيا تقع موقع القلب فى السياسة الخارجية لمصر، إفريقيا القارة الأم التى تضرب فيه الجذور المصرية بعمق التاريخ ونستمد منها اعتزازنا بهويتنا وانتمائنا الأصيل لها". وتأتي مساعي الرئيس السيسي لإعلاء شأن انتماء مصر الإفريقى، والاعتزاز بهويتها الإفريقية، انطلاقا من أن انتماء مصر لمحيطها الإفريقى يعد مكونا رئيسيا من مكونات "الهوية" المصرية على مر العصور، وعنصرا محوريا فى تشكيل المعالم الثقافية للشخصية المصرية. كما يأتي انفتاح مصر على القارة الإفريقية، وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدولها فى كل المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق مع الدول الإفريقية، بما يرسخ مكانة قارة إفريقيا، كإحدى أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية. المصلحة للجميع وتتبنى السياسة المصرية على الصعيد الإفريقى مبدأ المكسب للجميع، لا سيما ما يتعلق بالرؤية المصرية لتنمية دول حوض النيل، وهو الأمر الذى أكده الرئيس السيسي أمام قمة دول حوض النيل فى عنتيبى، فى يونيو 2017، بقوله: "إن نهر النيل يجمعنا ولا يفرقنا، وإن مصلحتنا المشتركة فى الاستفادة من مواردنا الطبيعية والبشرية لبناء وتطوير مجتمعاتنا، أعظم وأكثر أهمية بكثير من أى اختلافات قيدت مواقفنا وكبلت طاقاتنا على مدار عقود طويلة". ويأتي تعزيز دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، كآلية مصرية إفريقية لدعم القدرات البشرية فى إفريقيا، سواء من خلال إيفاد الخبراء المصريين، واستقبال العديد من المتخصصين الأفارقة للتدريب فى مصر فى مجالات: التعاون القضائى، التعاون الشرطى، التعليم، المساعدات الطبية، المساعدات الغذائية، دورات للدبلوماسيين الأفارقة، التعاون والتدريب الإعلامى.