يحلق كيوبيد بجناحيه اليوم، الأحد، على الملايين احتفالًا بعيد الحب المصري، وتصدح حناجر المحبين بأناشيد العشق والهوى وكلمات الغزل التي تفيض شوق وهيام. ورغم أن الخلود ليس من بين كلمات قاموس الحب على مر الزمان، استطاعت بعض القصص المأساوية أن توثق مرارة الحب وسعادته في آن واحد بأحداثها التي سطرتها الكتب وتناقلها الأجيال على مر الزمان، ومنها تلك القصص الأسطورية: قيس وليلى: سمي ابن الملوح بالعاشق المجنون الذي غوته ابنة عمه "ليلى العامرية" بجمالها الفتان، فتغنى بحبها في أبياته الشعرية، وهو ما جعله سخرية قومه الذين لقبوه بالمجنون. كان الفراق نهاية قصة حبهما الخالدة بعد أن أفشى بحبهما للجميع، فكان الموت مصيرها في النهاية فيما سقط هو في بحر الجنون يناجيها عند مكان لقائهما صغارًا بجبل "التوباد". طه حسين وسوزان: وجد النور منفذًا إلى حياته بعيون زوجته الفرنسية "سوزان"، التي تزوجها بعد قصة حب كبيرة، كان الأدب سرها الأول ومنبع ارتوا منه العاشقان، رغم أنها لم تجيد العربية ولم تقرأ لزوجها إلا ما ترجم عنه إلى الفرنسية. ولعبت "سوزان" دورًا هامًا في حياته التي منحته قبلتها في شكل زوجة مخلصة ردت إليه بصيرته، عاشت معه حتى فارق الحياة في ال 84 من عمره. الملكة فريدة والملك فاروق: اشتعلت بينهما جذوة الحب التي أطفئها الطلاق فيما بعد، ولكنها كانت كافية لتخلد كإحدى قصص الحب الأسطورية في كتب التاريخ خاصة وأن بطلتها كانت لاتزال تكن للملك المخلوع الحب حتى يوم وفاتها. ولد الحب الملكي فور عودة فاروق من إنجلترا بعد وفاة والده فؤاد، حيث أسرته ببرائتها وتواضعها خلال رحلة قضتها ابنة الخامسة عشر مع ولي العهد في باريس قالت عنها في مذكراتها: " في هذه الرحلة تعرفت على فاروق وأحببت الملك حبًا جمًا، قلبي كان يخفق بحب فاروق وقد كان لطيفًا ودودًا وعشت حوالي مائة وعشرون يومًا طائرة على جناج الحب. أصبحت استحوذ على كل اهتمام فاروق ولحظتها ولد الحب في سان مورتيز". وتوجت قصة الحب بالزواج بعد عودتهما إلى الأسكندرية، قبل أن يقول القدر كلمته الأخيرة ووقع الطلاق عام 1948 والذي تقول عنه "فريدة": "طلبت الطلاق لأني أحب فاروق". شاه جاهان وتاج محل: قصة حب تراجيدية من الطراز الأول، هام الإمبراطور المغولي الخامس بين أباطرة حكام الهند حبًا ب "ممتاز محل"، فقتل زوجها ليتستحوذ على قلبها الذي كان عصيًا في البداية قبل أن تلين له وتبادله الحب عبر 19 عامًا، هو عمر زواجهما الذي أثمر عن 14 ابناء أودت ولادة آخرهم بحياتها. استحوذ الأسى على "شاه" الأسى وأظلمت حياته قبل أن يحول تلك المشاعر لدفقات من العمل ببناء قصر ضخم ضم جسدي العاشقين الأسطوريين بعد وفاة الإمبراطور. لورانس أوليفيه وفيفيان لي: عمر قصة حبهما عشرين عامًا شطرها الحزن والمرض نصفين، فكان العقد الأول من نعيم وسعادة تزوجا عام 1940، وتوفى أوليفيه عام 1989 أما فيفيان فأنطوت صفحتها في ال 54 من عمرها بعد إصابتها بالاكتئاب ومحاولة قتل زوجها، قبل أن تصاب بمرض انفصام في الشخصية وهو الداء الذي ألم بها جراء الشهرة الواسعة التي لاقتها بعد فيلمها ذهب مع الريح ومحاولاتها البائسة لتكرار نجاحه فانتهت فذهبت حياتهما إلى ختامها. جميل وبثينة: أحبت بثينة بنت الحباب، جميل ابن معمر العذري حينما رأته وهو يرعى الإبل فبدأت قصة الحب العذؤري الخالدة بينهما وراحا يتواعدان سرًا، كلما التقيا زادت أشواقهما حتى شاعت قصتهما فتوعدوه أهل بثينة وزوجوها لفتى منهم. ورغم زواج محبوبته ظلا يتلقيان سرًا لايجمعهما سوا الطهر والعفاف، بعد أن فشلت محاولات الأهل في إخماد جذوة الحب نجحا في التفريق بينهما وغرق "جميل" في بئر الحرمان وودع حبيبته راحلًا إلى مصر يتجرع الحزن. تشارلز وكاميلا: رغم أن قصة حبهما أثارت حفيظة الملايين من حول العالم بسبب التعاسة التي أحدثتها في نفس أميرة القلوب، الراحلة "ديانا"، إلا أنها تظل إحدى أشهر قصص الحب الملكية التي خظيت بصيت واسع بين الأسر المالكة في العالم. ضربت "كاميلا" التي كانت تحمل لقب "دوقة" وتنوط بمهام مستشارة ولي العهد آنذاك مثلاً في المصابرة على الوصول لحلمها والاستحواذ على قلب الأمير، جمعتهما صداقة وطيدة ما لبثت إلا وتحولت إلى قصةحب مشتعلة لم تخمد ألسنتها إلا مع طلاق "تشارلز" و"ديانا" عام 1996، وزواجه ب "كاميلا" عام 2005.