منع أعضاء التدريس والعاملين من نشر أخبار تتعلق بنظام العمل داخل جامعة المنيا    "تضامن النواب" توصي عدم الكيل بمكيالين واستخدام حقوق الإنسان ذريعة الأهداف سياسية    النائب العام يقرر إضافة اختصاص حماية المسنين لمكتب حماية الطفل وذوي الإعاقة    رئيس الوزراء يؤكد على العلاقات الوطيدة بين مصر وييلاروسيا بمختلف المجالات    وزير خارجية الأردن لنظيره الأمريكي: يجب منع أي هجوم إسرائيلي على رفح    تويتر الآن بث مباشر مباراة الهلال والاتحاد في نصف نهائي كأس الملك    كلاسيكو أوروبي.. زيدان يطلق تصريحات مثيرة بشأن مباراة ريال مدريد ضد بايرن ميونخ    جنايات المنصورة تحيل أوراق الأم المتهمة بقتل ابنها إلى مفتى الجمهورية    بطولة دنيا سمير غانم.. محمد رضوان ينضم ل «الجارداية»    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    «معروفة من 2021».. الصحة تكشف احتمالات حدوث جلطات بعد التطعيمات بلقاح كورونا    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    بسبب الأزمة المالية.. برشلونة مهدد بفقدان أحد صفقاته    كرة سلة – قمة الأهلي والزمالك.. إعلان مواعيد نصف نهائي دوري السوبر    موقف طارق حامد من المشاركة مع ضمك أمام الأهلي    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    غرق بمياه ترعة.. العثور على جثة شخص في الصف    15 مايو.. أولى جلسات محاكمة 4 مسئولين كهرباء في حريق ستوديو الأهرام    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم ل القطاع الخاص 2024    الجمعة.. الأوبرا تنظم حفلا للإنشاد الديني بمعهد الموسيقى العربية    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    زاهي حواس يوضح سبب تجاهل الفراعنة لوجود الأنبياء في مصر.. شاهد    حفل ختام فعاليات مهرجان الإسكندرية ل الفيلم القصير في الدورة العاشرة    90 محاميا أمريكيا يطالبون بوقف تصدير الأسلحة إلى إسرائيل    الشوري القطري والبرلمان البريطاني يبحثان علاقات التعاون البرلماني    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    غدًا.. «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف الإعانة الشهرية لشهر مايو    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    قواعد صارمة من مدرب ليفربول المنتظر بعد أزمة محمد صلاح وكلوب    كيف تجني أرباحًا من البيع على المكشوف في البورصة؟    «التنمية الشاملة» ينظم احتفالية لحصاد حقول القمح المنزرعة بالأساليب الحديثة بالأقصر (تفاصيل)    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    سرعة جنونية.. شاهد في قضية تسنيم بسطاوي يدين المتهم| تفاصيل    الليلة.. حفل ختام الدورة العاشرة ل مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    لحظة إشهار الناشط الأمريكي تايغ بيري إسلامه في مظاهرة لدعم غزة    موعد غلق باب التقديم للالتحاق بالمدارس المصرية اليابانية في العام الجديد    الصحة: الانتهاء من مراجعة المناهج الخاصة بمدارس التمريض بعد تطويرها    عشان تعدي شم النسيم من غير تسمم.. كيف تفرق بين الأسماك الفاسدة والصالحة؟    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    مستشارة أوباما السابقة: أمريكا تسعى لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن    كولر يدرس استبعاد رباعي الأهلي أمام الإسماعيلي    وزير التجارة والصناعة يرافق رئيس الوزراء البيلاروسي خلال تفقد الشركة الدولية للصناعات    وزير التموين يعلن تفاصيل طرح فرص استثمارية جديدة في التجارة الداخلية    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    ألقوه من فوق مبنى.. استشهاد فلسطيني على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية    كينيا تلغي عقد مشروع طريق سريع مدعوم من البنك الأفريقي للتنمية    اليوم.. محاكمة 7 متهمين باستعراض القوة والعنف بمنشأة القناطر    مساعد وزير الصحة: قطعنا شوطًا كبيرًا في تنفيذ آليات مواجهة تحديات الشراكة مع القطاع الخاص    رفع مستوى الإنذار وإغلاق مطار دولي.. ثوران بركان جبل إيبو في إندونيسيا|فيديو    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    متحدث الزمالك: أخطاء إدارية فادحة في 14 قضية على النادي تستحق المساءلة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإعلام أحد أهم معايير العولمة وسبل التحكم الثقافى العالمى
فى دراسة للفقيه المستشار الدكتور «خفاجي» عن دور القاضى الإدارى فى بناء الشخصية المصرية «5»

يعتبر موضوع الشخصية المصرية قلب الموضوعات بالغة الأهمية سواء على المستوى الشعبى أو المستوى الرسمى للدولة، الذى توليه القيادة السياسية جل اهتماماتها وجهدها، وعلى رأس أجندة الاهتمام العام للوطن، إيمانا منها بغد أفضل للشباب بما يحقق التنمية والرخاء للشعب، وفى ذات الوقت الذى تتولى فيه مصر قيادة العالم فى حربها ضد الإرهاب والعنف والتطرف بكافة أشكاله وصوره. خاصة وأن مصر تشهد استضافة منتدى وملتقى شباب العالم للعام الثانى بمدينة شرم الشيخ الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر 2018 تحت رعاية القائد الرئيس عبدالفتاح السيسي. وفى أحدث بحث علمى للفقيه المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة عن: «المدخل فى فلسفة وفكر القاضى الإدارى تجاه قواعد بناء الشخصية المصرية وإعدادها. دراسة تحليلية فى ضوء الواقع والمأمول." نشر على الصفحة الرئيسية لموقع نادى قضاة مجلس الدولة.
ونعرض فى الجزء الخامس تحت عنوان « مفهوم الفنون ودورها فى بناء الشخصية ومواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب «من هذا البحث الهام على النحو التالى :
أولاً : الإعلام أحد أهم معايير العولمة وسبل التحكم الثقافى العالمى وضمن استراتيجية الأمن القومى وهو دور تغفل عنه كثير من مؤسساتنا الإعلامية :
يقول الدكتور محمد خفاجى حقيقة القول أن وسائل الإعلام لا يمكن تغافلها وأصبحت فى العصر الحديث مصدراً جديداً وبارزاً لقوة الدولة، ويأتى دور الإعلام وأهميته كأحد معايير العولمة وسبل التحكم الثقافى العالمى، بل أضحت ضمن الاستراتيجية العالمية للأمن القومى التى يمكن استعمالها لإقناع الآخرين بتغيير مواقفهم، وهو دور تغفل عنه كثير من مؤسساتنا الإعلامية، فالوسائل الإعلامية والمعلوماتية يجب أن تعمل على نشر المفاهيم والقيم المجتمعية للدولة والترويج لها عبر المعلومات وتغطية الأحداث وهى تؤثر بما تقدمه من برامج وأفلام وأخبار عن الأشخاص والأحداث، حتى أضحت حديثا الصوت المسموع لدى كثير من أفراد المجتمع.
ثانياً: لماذا فقد شباب العالم الثقة فى إعلام المنظمات الحقوقية الغربية؟
يطرح الدكتور محمد خفاجى تساؤلاً مهماً عن أسباب فقدان شباب العالم لإعلام المنظمات الحقوقية الغربية، ويجيب لأن شباب يشعر بأن إعلام المنظمات الحقوقية الغربية يقوم على الأداء الفلكولورى والعطاء الديكورى والإشراف الصورى، وأن حوار ذلك الإعلام لم يعد ضروريا فى الوقت الحاضر بعد أن تسلح الشباب على مستوى العالم بوسائل التكنولوجيا الحديثة التى تكشف زيفا كثيرا من ذلك الإعلام، فأصبح الشباب حائراً بين شعارات بلا مضمون وتعبير ظاهره الحق وباطنه فرض إرادتها على الشئون الداخلية لسيادة الدول، وحقيقة البحث عن نظرية أن لكل شيء ثمن حتى الكلمة فى أى موقع تُستخدم، خاصة أساليب الذكاء الاصطناعى والإبهار، وقد تسبب ذلك كله فى أن الكلمة فقدت مضمونها الفكرى.
ثالثاً : النزاهة العلمية والاستقلال الفكرى شرط للثقافة الإعلامية :
يقول الدكتور محمد خفاجى أنه لا ثقافة بلا إعلام، ولا سياسة بلا إعلام، ولا اقتصاد بلا إعلام، ولا إبداع بلا إعلام، إذن فالإعلام أمر لابد منه، لكن دوره الحقيقى يكمن فى تبسيط أصعب الأمور إلى المجموع بلغة واحدة، ولا يعنى هذا التصفيح أو التفاهة، لكن لابد من خبراء صناعة الإعلام أن يعملوا على أن التبسيط المستنير أصعب من التعقيد الذى لا يستند إلى الضمير، والرأى عندى أن النزاهة العلمية والاستقلال الفكرى شرط للثقافة الإعلامية بل أن الثقافة والإبداع الذى يتوسط القناعات يؤكد أن الإيقاع المنظم هو أرفع أنواع الركائز الإعلامية بعيداً عن صدمات الصدفة.
رابعاً : نظرية الانفجار المعرفى تحتاج إلى إعادة قراءة :
يقول الدكتور محمد خفاجى أن أول مرحلة من مراحل عملية انتشار المعرفة جاءت بعد اختراع الطباعة بالحروف المتحركة فى القرن الخامس عشر الميلادى، وترتب على ذلك إضفاء الطابع الديمقراطى على المعرفة فأضحت فى متناول الجميع وبأقل الأسعار، وفى العصر الحديث تواجه المجتمعات المعاصرة تدفقاً هائلاً فى المعلومات ذات النمو المتكاثر نتيجة للتطورات العلمية والتقنية الحديثة والتخصصات المستحدثة، ومن ثم تحول إنتاج المعلومات إلى صناعة بالمعنى الفنى الدقيق، وتسمى مرحلة انفجار المعرفة التى طفت على سطح الحياة إثر النمو الضخم فى حجم الإنتاج الفكرى وتعدده وتنوعه وتراكمه فضلاً عن اختلاف مصادر المعلومات وتعدد صورها، وقد أثبتت الحياة اليومية فشل الوسائل التقليدية فى ضبط المعلومات والسيطرة عليها أو تحديد وعائها المتراكم كل ساعة بكل كل دقيقة. وربما ينادى البعض بالسيطرة على هذا الانفجار عن طريق اللجوء إلى علوم تنظيم المعرفة البشرية وعلى قمتها علم التصنيف والفهرسة والتحليل وعلم التوثيق.
ويضيف الفقيه الدكتور محمد خفاجى الرأى عندى أن نظرية الانفجار المعرفى تحتاج إلى إعادة قراءة وهو ما لا يخل بالتعددية سواء أكانت تعددية مطلقة أم مقيدة، لأننا نرى أن المساجلات الأكاديمية حول هذه المفاهيم خاصة فى أوروبا مازالت متأثرة بطغيان وهيمنة النظرية الأمريكية فى تعاطى الأداء الإعلامى.
خامساً : الواقع العملى كشف عن صور إعلامية مستترة تسعى إلى تقويض الأمن والاستقرار الاجتماعى وحرص الدولة المصرية عن طريق مؤسساتها الإعلامية
على المتابعة من أهم الوسائل لخلق إعلام قادر على حماية الوطن من الفتن والقضاء على الافكار المتطرفة والإرهابية :
يقول الفقيه الدكتور محمد خفاجى، قد يكشف الواقع العملى أن البعض يتخذ صورة مستترة، تسعى إلى تقويض الأمن والأمان والاستقرار الاجتماعى بها تنفيذا لتوجهات قوى إرهابية أو دول تقنع ببعض أفكارها الداعمة للإرهاب، والرأى عندى أن حرص الدولة المصرية على تأكيد متابعتها المباشرة أو غير المباشرة على الوسائل الإعلامية نتيجة عدم تقدير البعض لظروف المرحلة أو خيانتها للوطن مع جهات أجنبية لا تريد لمصر استقرارا أو لضعف مستوى المهنية الإعلامية, تعد تلك المتابعة من بين أهم الوسائل لخلق إعلام قادر على حماية الوطن من الفتن والقضاء على الافكار المتطرفة والإرهابية وهو الأمر المعمول به فى الدول المتقدمة حينما يتعلق الأمر بمخاطر تحيق بالأمة التى ينتمون إليها.
سادساً: السينما لها دور كبير فى التأثير على المجتمع الدولى، وهوليوود واجهت النازية والاشتراكية والشيوعية من خلال إنتاجها الفني:
يقول الدكتور محمد خفاجى مخطئ من يظن أن السينما ليس لها دور كبير فى مجال تأثير القوة الناعمة على المجتمع الدولى، ونرى دور السينما فى غاية الأهمية الكبرى لبيان وجهة النظر الوطنية لدول العام، ومثال ذلك أنه فى القرن الماضى قامت هوليوود بمواجهة النازية والاشتراكية والشيوعية من خلال إنتاجها الفنى وأخيراً فى مجال الإرهاب والترويج للرأسمالية والفردية، وأدت دوراً جوهريا كأحد العناصر المؤثرة فى الجذب والقوة الناعمة الأمريكية فى صنع السياسات الأمريكية وتشكيلها ومساندة زعمائها السياسيين أمام الرأى العام الأمريكى والعالمى، بل ووصل الأمر إلى حد تجميل صورة الولايات المتحدة الأمريكية فى عيون العالم عن طريق ترسيخ صورتها، وإبرازها كرمز للمثُل وكأنموذج للقيم وكتابلوه للمبادئ، خاصة قيم الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية واحترام الفردية والحرية الشخصية.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى بهذه المثابة تمكنت هوليوود بطريقتها فى التأثير من لعب دور أساسى فى صنع السياسات لصالح الأمة الأمريكية وإيجاد الحلول فى أدق الأزمات التى واجهت أمريكا
سابعاً : دور الفن فى بناء الشخصية ومواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب
يقول الدكتور محمد خفاجى للفن دور كبير فى بناء الشخصية المصرية، فالفن يساهم فى إعداد المواطن إعدادا جيدا ويملك من أدوت التأثير ما يمنحه القدرة والاستطاعة للاستجابة لقيم الخير والجمال والإبداع، وبعبارة أخرى أكثر عمقاً فإن الفن بصفة عامة يؤدى دوراً تربوياً بليغاً بحسبانه فى الأصل القوى المهذبِة لغرائز الإنسان والمتسامية بها إلى اَفاق رفيعة لعلو النفس ونمو الذوق والإحساس والفضيلة. والفن بأنواعه المتباينة يؤثر فى الناس إيجابا وسلبا بحسب الرسالة التى يريد أن يوصلها للجمهور فيتغير سلوك المشاهدين وتتغير عاداتهم نحو الأفضل أو الأسوأ، ومن النوحى الإيجابية لرسالة الفن أنه يجعل الجمهور قادراً على إدراك المعانى السامية للحياة والقيم الجمالية فى الموجودات فيبتعد عن معانى العنف والتطرف ويقترب من معانى القيم والفضيلة.
ثامناً: للفن قوة تأثير مباشرة لدى الجمهور دون وسيط, وبقدر الموهبة تتسع مساحات التأثير فى نفوس الناس:
يقول الدكتور محمد خفاجى الرأى عندى أن سرعة وقوة تأثير الفن مباشرة لدى جمهور مشاهديه يرجع أساساً إلى أن العلاقة مباشرة بين الفنان وجمهوره دون وسيط وهو ما يعتمد فى المقام الأول على الموهبة، وبقدر الموهبة بقدر مساحات التأثير فى نفوس الناس، لأن فالفن لا يبلغه أى شخص غير أهله من الموهوبين، فهو غير خاضع للمعايير المنطقية وفقا للقوانين العلمية، وهكذا كل عمل آخر يتخذ من الموهبة عماداً وسنداً للوصول إلى نفوس متعامليه، وحينئذ يصبح الفن عملاً قيماً للمجتمع وللدولة معاً، وللدلالة على أن الفن من أهم الوسائل المؤثرة فى بناء الشخصية تجد أن المجتمعات الراقية والدول المتقدمة تقدر قيمة الفن وتفخر بفنانيها وهكذا يجب أن يكون الحال فى أى عمل يعتمد فى الأساس على الموهبة سواء فى مجال الفن أو العلم أو الأدب.
تاسعاً: العمل الفنى أو الإبداعى ليس نسخة من واقع الحياة ولا يخلو من التخيل وهو أساس العمل الإبداعى.
يقول الدكتور خفاجى على أنه إذا كان الدستور قد أوجب بموجب المادة (67) منه قد جعل حرية الإبداع الفنى والأدبى مكفولة، وألزم الدولة بالنهوض بالفنون والآداب، ورعاية المبدعين وحماية إبداعاتهم، وتوفير وسائل التشجيع اللازمة لذلك. إلا أنه على جانب آخر لم يجز
المشرع الدستورى رفع أو تحريك الدعاوى لوقف أو مصادرة الأعمال الفنية والأدبية والفكرية أو ضد مبدعيها إلا عن طريق النيابة العامة، وتضمن نهياً عن توقع عقوبة سالبة للحرية فى الجرائم التى ترتكب بسبب علانية المنتج الفنى أو الأدبى أو الفكرى، أما الجرائم المتعلقة بالتحريض على العنف أو التمييز بين المواطنين أو الطعن فى أعراض الأفراد، فيحدد القانون عقوباتها. وأجاز للمحكمة فى هذه الأحوال إلزام المحكوم عليه بتعويض جزائى للمضرور من الجريمة، إضافة إلى التعويضات الأصلية المستحقة له عما لحقه من أضرار منها، وذلك كله وفقاً للقانون. ولكن لا يعنى ذلك من وجهة نظرنا أن يكون العمل الفنى أو الإبداعى نسخة من واقع الحياة لا يخلو من التخيل وهو أساس العمل الإبداعى. فالفن ليس عملاً تلقينياً أو استنساخياً كما يظن البعض بل هو فى الأصل عمل خلاق يعتمد على الإبداع والابتكار لا التلقين والتكرار يتجاوز معه الفنان حدود الحقيقة بكامل أركانها أو تقليد الطبيعة.
عاشراً : فروع الثقافة الأدب والفنون والمعارف العلمية عليها دور جوهرى فى مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب:
يقول الدكتور محمد خفاجى أن الثقافة بمعناها الواسع وهى تكون فى مضمار الأدب والفنون والمعارف العلمية : والأدب : يتكون من القصة القصيرة والطويلة والشعر الحديث منه والقديم التقليدى والشعبى والزجل والمقالات والبحوث الأدبية والمجلات والفنون : تتكون من الرسم والنحت والموسيقى العالمية والمحلية والأغانى والأناشيد والأوبرا وعروض الفولكلور والسينما والمسرح والإذاعة التليفزيون ومسرح العرائس. والمعارف العلمية: تتكون من الموسوعات العلمية والكتب فى مختلف فروع المعرفة والحاسب الآلى والندوات العلمية والمحاضرات وأفلام السينما والفيديو العلمية.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى فى كل أنواع فروع الثقافة سواء ما تعلق منه بالأدب أو الفنون أو المعارف العلمية يجب عليها أن تؤدى دورا إيجابيا فى مواجهة التطرف ومكافحة الإرهاب ولو بشكل غير مباشر، فهى معنية فى جوهرها باختيار المادة التى تزكى فى نفوس المواطنين قيمة عليا من قيم المجتمع، وتعد القيمة كذلك إذا كانت بما تبعثه فى النفس تبلور إحساساً وشعوراً رفيعا لمعنى من المعانى السامية وأخص هذه المعاني: المعانى التى تجسد قيمة العقل وأهمية الإبداع وتلك التى تتعلق بقيم الحق والعدل والشجاعة وأخرى تشرح القيم الإنسانية الرفيعة فى المساواة بين الناس كافة واحترام الآخرين وجوداً ورأياً وحرية وتقبل الآخر بصرف النظر عن جنسه أو دينه أو عنصره، أو أصله الاجتماعى، أو إعاقته، أو أى وجه آخر من وجوه التمييز. وغيرها التى تبرز ما فى الأديان السماوية من قيم الصدق والطهارة والإخلاص والمحبة والإيثار والتسامح والرحمة. والمعانى التى تبلور عظمة البحث العلمى وأهمية التفانى فيه والربط بين أهدافه ومراميه وبين خير الإنسانية وسعادتها ورفاهيتها وخير الوطن وأبنائه ورفاهيتهم وسعادتهم. وكذلك المعانى التى تربط بين الوطنية والوطن وكل أو بعض المعانى السابقة بما يكفل إعلاء الانتماء والولاء لمصر.ولا شك أن كل تلك المعانى هى المعين الحقيقى فى مواجهة أى تطرف أو عنف أو إرهاب.
حادى عشر : الفن يساهم فى إعداد الشخصية الوجدانية والروحية ،والإنسان ليس فى حاجة إلى تعليم الفن وإنما بتذوقه ليعرف الحكمة والاتزان وسلامة تصرفاته:
يقول الدكتور محمد خفاجى والفن على النحو المتقدم يساهم فى اعداد شخصية الإنسان للحياة واحتلال مكانته المرموقة فى المجتمع، ليس فقط من الناحية الفنية وإنما أيضاً من الناحيتين الروحية والعقلية وتحقيق التكامل فى الشخصية الإنسانية فى جميع جوانبها نحو الأخلاق والفضيلة وهما جوهر التربية الوجدانية والروحية، وأن الشخصية لا تصبح ناضجة إلا إذا نمت المفاهيم السليمة للذوق والمعايير الصحيحة للاستمتاع بقيم الاشياء التى تكون محل بصره أو فى ذاته، فالإنسان ليس فى حاجة إلى تعليم الفن وإنما هو بحاجة إلى تذوقه فيعرف من خلالها الحكمة والاتزان وتحقيق السلامة فى تصرفاته التى تقوم على حسن الأخلاق والارتقاء بالجمال.وهو ما يؤكده الفيلسوف سقراط بقوله أن الفن يجب أن يكون لخدمة الأخلاق والجمال ويجب أن يؤدى إلى الخير لا إلى اللذة الحسية، وهذا ما أكده كذلك الفيلسوف افلاطون فى مدينته الفاضلة الجمهورية بقوله أن الموسيقى لها صفة تربوية وتأثير فعال على النفوس إضافة إلى اتصالها بالجمال بحيث تكسب النفس ائتلافا واتزانا من أجل تحقيق الخير والجمال، وكما قال انصار فيثاغورس الفن موضوعا يرتبط بعلاقته بالبناء الإنسانى فهو يخرج من الإنسان فعلا أو نتاجا هدفه تربوى.
ثانى عشر: هناك فرق بين كفالة حرية البحث والإبداع الأدبى والفنى والثقافى وبين استغلال ما تفرزه العقول بعرضه على الجماهير فى سوق العرض العام والخاص:
يقول الدكتور محمد خفاجى الحق أنه يتعين التفرقة بين كفالة حرية البحث والإبداع الأدبى والفنى والثقافى وبين استغلال ما تفرزه العقول وما تتفتق عنه إبداعات النفس البشرية بعرض ذلك على الجماهير فى سوق العرض العام والخاص، فالجانب الأول يمثل حقاً متروكاً لكل فرد فيما بينه وبين نفسه حسبما يمليه عليه معدنه وما يجول بخاطره وما يسوقه إليه ضميره، أما الجانب الثانى فهو الجانب الإجتماعى والمظهر الخارجى لهذا الحق وهو ليس متروكاً للفرد إلا فى الحدود وبالضوابط التى تضعها الدولة نحو تلك الممارسات مستلهمة فى ذلك نبض الجماهير وإيقاع الرأى العام مستمداً من مختلف مصادره. فالمشرع وإن المشرع أطلق حرية الإبداع الفنى فى مجال الفن السينمائى، إلا أنه قيد هذا الإطلاق بحدود حماية الآداب العامة والمحافظة على الأمن والنظام العام ومصالح الدولة العليا، بحيث إذا ماخرج المصنف السينمائى عن أحد هذه الحدود عد خارجاً عن المقومات الأساسية الاقتصادية أوالاجتماعية أو الأخلاقية أو السياسية التى يحميها الدستور والتى تعلو وتسمو دائماً فى مجال الرعاية والحماية على ما تتطلبه الحرية الفردية الخاصة.
ويضيف الدكتور محمد خفاجى لا يمكن إنكار دور المسرح فى مجابهة العنف والتطرف، فالمسرح له جمهوره العريض باعتباره أداة تثقيفية ساحرة وله تأثير على عقول وقلوب المشاهدين، لذا قال عنه البعض" أعطنى مسرحاً جيداً أغير لك العالم". فالمسرح له قدرة على تنوير الناس، وهو يخاطب المثقف والأمى معاً وهو بذلك يخاطب كافة طوائف الشعب وأطيافه من خلال رسالته فى الكوميديا الهادفة.
وغداً نستكمل الجزء السادس والأخير من هذا البحث المتفرد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.