دعا مؤتمر "الإدارة المجتمعية لمكافحة الإرهاب" - الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة، إلى ضرورة اتّساق الخطط الاستراتيجية لوزارات التعليم العالي والتربية والتعليم والتعليم الفني ووسائل الإعلام مع أهداف الدولة القومية لمكافحة الإرهاب، مع تنقية المناهج التعليمية والأنشطة التربوية من كل ما يشجّع على الفكر المتطرف ويدعم الإرهاب لبناء أجيال تمتلك فكراً منفتحاً وعقولاً واعية قادرة على مواجهة الأفكار الهدامة. وحث المؤتمر - في توصياته الختامية - على تطوير المناهج الدينية بشكل خاص بما يتفق مع ثقافة التسامح وقبول الآخر، وتحديث العملية التعليمية عن طريق الاهتمام بالأنشطة التفاعلية التي تعتنى بتطوير طريقة التفكير وتحسين السلوك، وضرورة الاعتناء بالبناء النفسي والثقافي للمعلم باعتباره العنصر الأهمّ في العملية التعليمية والمسئول الأول عن ثقافة النشء وبناء الشخصية السوية للطالب، كما حثّ على إقامة ندوات ولقاءات ووِرَش عمل بالمدارس والجامعات لتطوير البناء الفكري لدى الشباب لمواجهة التطرف والإرهاب، والعناية بالأنشطة غير الصفية المدعمة للشخصية المستقلة. وأكد المؤتمر دور "المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام" في متابعة تنفيذ مواثيق الشرف الإعلامي التي تنصّ على مراعاة معايير المهنة، وخاصة في صياغة الأخبار المتعلقة بالتطرف والإرهاب، وكذلك أهمية تعظيم دور وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كأحد أهم القنوات الإعلامية التي تخاطب جمهور الشباب وذلك بتكثيف استخدامها في بثّ البرامج التي تكافح الفكر المتطرف، وتنقية البرامج الإعلامية المختلفة من كل ما يشجّع على الخلاف والفكر المتطرف والتوجيه لاستخدام لغة حوار تستند على الحجج والبراهين والمنطق. وحثّ على إطلاق مشروع إعلامي مشترك بين الدول العربية والإسلامية يكُون هدفه محاربة الفكر المتطرف، وتطوير وتحديث الخطاب الديني الذي تتبناه وسائل الإعلام المختلفة، والحث على تدريب الكوادر الإعلامية تدريبا مهنيا متقناً يساعدهم على طرح قضايا التطرف بشكل موضوعي ومقنع. ونبه الخبراء على الاهتمام الموروث الثقافي والفني للمجتمع المصري وخاصة الذي يدعّم فكرة الانتماء والوحدة الوطنية، وضرورة بناء مفاهيم ثقافية جديدة تدعو إلى السلام والتسامح ونبذ العنف والإرهاب، والدعوة إلى مفهوم أوسع وأعمق للثقافة ليشمل ثقافة السلوك و ثقافة التعامل مع الآخر مع التأكيد على ألا يكون حصر مفهوم الثقافة فقط في الفنون والآداب. كما اتفق المشاركون على توظيف مجالات الفنون والثقافة المختلفة في المجتمع المصري وتكريس جهودها لمكافحة الفكر المتطرّف والتأكيد على دورها كقوى ناعمة في إدارة التوجّه الثقافي ما يشكل درعاً فنياً وثقافيا في مكافحة التطرف، والتوسع في المسابقات والجوائز لتشجيع الإبداع الفني والثقافي لدى الشباب في مواجهة الفكر المتطرف، وتدعيم وتشجيع إنشاء مكتبات ومسارح متنقّلة في الأقاليم والنجوع المترامية الأطراف وتشجيع الأنشطة الثقافية في قصور الثقافة ومراكز الشباب من أجل توصيل قيم التسامح ونبذ العنف لكافة أطياف المجتمع المصري. وشدد الحضور على تدعيم ومساندة دور "المجلس القومي لمكافحة الإرهاب" بحيث تكون مواجهة الفكر المتطرف ضمن خطة استراتيجية شاملة متكاملة تشارك فيها جميع الأجهزة المعنية مع الاهتمام بمتابعة إجراءتها التنفيذية بصفة مستمرة. عُقد المؤتمر تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وبإشراف الدكتور حاتم ربيع، رئيس المجلس الأعلى للثقافة، وبرئاسة الدكتور صديق عفيفي، مقرّر لجنة علوم الإدارة بالمجلس. وناقش المؤتمر - خلال عدة جلسات طوال اليوم - 35 بحثاً وورقة عمل في تفاعل جماهيري مشرّف دعّمه حضور عدد من القيادات والمفكرين والإعلاميين المهتمّين بقضايا الفكر والثقافة على رأسهم الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور سيد خليل نائب شيخ الأزهر، والقس بولس حليم ممثل الكنيسة، والشيخ الدكتور عمرو الوردانى نائب المفتي. ودارت جلسات المؤتمر حول ثلاثة محاور رئيسة هي (دور التعليم في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، ودور الإعلام في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، ودور الثقافة والفن في مجال مكافحة التطرف والإرهاب).