بالتزامن مع اليوم العالمى للصدفية قامت الجمعية المصرية لمرضى الصدفية «تحت الإنشاء» بالتعاون مع نوفارتس فارما بعقد مؤتمر شرم ديرما بالقاهرة لتسليط الضوء على أحد أهم الأمراض الجلدية المناعية وأكثرها انتشاراً على مستوى العالم، وهو الصدفية للمساعدة على تحسين حياة المرضى عن طريق تحفيز عامة الناس وإخصائيى الرعاية الصحية على الفهم الأفضل للمرض. قال الدكتور عاصم فرج، رئيس مؤتمر شرم ديرما: تعد هذه النسخة من المؤتمر بمثابة نقطة الانطلاق للعديد من المبادرات التى نخطط لها، بهدف رفع الوعى بمرض الصدفية واتخاذ خطوات جادة نحو تطوير رعاية المرضى من جوانب عدة، فعلى الرغم من انتشار مرض الصدفية، إلا إنه واحد من أكثر أمراض الجلد المناعية التى يساء فهمها، وكثير من المرضى المصابين بالصدفية يعانون من القلق والإحراج والاكتئاب، كما يواجهون نوعاً من التفرقة الناجمة عن تخوف الآخرين من احتمال كون الصدفية مرضًا مُعدياً، وهدفنا هو تغيير هذه المفاهيم الخاطئة. وتوضح الدكتورة مهيرة السيد، الرئيس السابق لقسم الأمراض الجلدية والتناسلية بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لمرضى الصدفية «تحت الإنشاء» أن الصدفية مرض مناعى منتشر غير معد، يعانى منه 125 مليون شخص تقريباً على مستوى العالم، حوالى 1 من كل 50 شخصاً بالغاً. وأضافت أن الصدفية ليست مشكلة تجميل بسيطة، ولكنها مرض مزمن مستديم، ينتج عن تكاثر خلايا الجلد بأكثر من عشرة أضعاف المعدل الطبيعى مع ظهور بقع حمراء قشرية مرتفعة تسبب الألم وعدم الراحة كما تسبب مشاكل نفسية أيضاً. ويشار إلى أن أعراض الصدفية تختلف من شخص لآخر وفق نوع الإصابة، فقد تكون مساحة الصدفية صغيرة عبارة عن بقع قشرية قليلة على فروة الرأس أو الكوع، وقد تغطى معظم الجسم. أما الأعراض الأكثر انتشاراً للصدف اللويحى فهى عبارة عن بقع حمراء مرتفعة وملتهبة، قشور أو لويحات بيضاء فضية على البقع الحمراء، جلد جاف قد يتشقق وينزف، والتهابات حول البقع، وغير ذلك، فيما تشمل عوامل خطورة الإصابة بمرض الصدفية إلى التاريخ العائلى والعدوى الفيروسية والبكتيرية والتوتر والسمنة. ويعد كل من المسببات المادية والبيئية بما يشمل درجات الحرارة الباردة، والإفراط فى شرب الكحول، والتدخين، والإصابة بمرض آخر مناعى، عوامل أخرى قد تسهم فى حدوث الإصابة بالصدفية أو زيادة شدتها. ويقول الدكتور مجدى رجب، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بجامعة الإسكندرية، عن تشخيص مرض الصدفية وعلاجه بالنسبة للعديد من المرضى، تعتبر رحلة التشخيص طويلة ومرهقة، بما فيها من تجربة علاجات مختلفة للسيطرة على الأعراض، وأكدت جمعية الصحة العالمية أن الكثيرين يواجهون معاناة، يمكن تجنبها، من مرض الصدفية، بسبب عدم دقة التشخيص أو تأخره، أو اتخاذ خيارات علاجية غير ملائمة، أو عدم الحصول على الرعاية اللازمة، أو وجود صعوبات نفسية فى التعامل مع المجتمع. وعن أهداف العلاج، يقول الدكتور مجدى رجب: الحصول على بشرة طبيعية هو هدف علاج الصدفية، ويعد الوصول إلى معدل استجابة على مؤشر شدة الصدفية عند مستوى 75 أو 90 أو 100، مقياساً مهماً لنجاح العلاج، وتشمل الخيارات العلاجية المتوفرة الكريمات الموضعية وحبوب تؤخذ عن طريق الفم والعلاج الضوئي، والعقاقير البيولوجية التى تعدّ أحدث أشكال العلاج وأكثرها فعالية. وتعود الدكتورة مهيرة السيد للحديث، مشددة على الحاجة إلى رفع الوعى، قائلة: يحتاج مقدمو الرعاية الصحية للمزيد من التثقيف والتدريب على التعامل مع مرض الصدفية، خاصة فى مراحل الرعاية الأولية، وذلك من خلال شبكة من الإخصائيين، بما يشمل إخصائيى الجلدية والروماتيزم والأمراض النفسية، وينبغى للمرضى وعائلاتهم دعم تطوير المنظمات التى قد توفر برامج التثقيف والاستشارة والرعاية للمرضى المصابين بالصدفية. وأشاد الدكتور عاصم فرج بحملة نوفارتس للأدوية التى أطلقتها تحت شعار «حياة طبيعية مع الصدفية» فى منطقة الشرق الأوسط «وتحديداً فى دولة الإمارات العربية الشقيقة» والتى من المنتظر إطلاقها قريباً فى مصر، قائلاً: «حازت نوفارتس على مكانة فى رفع الوعى حول العديد من الأمراض المهمة، مثل الصدفية، وأطلقت حملة متكاملة مصممة لمنح الأمل وإلهام المرضى للتخلص من تحديات التعايش مع الإصابة بمرض الصدفية»، مؤكداً أن هذه الحملة تعد أول مبادرة إقليمية لتفعيل دور المرضى، ومحاولة تمكين كافة المتضررين من مرض الصدفية وتشجيعهم لاتخاذ خطوات استباقية، والتغلب على تحديات المرض. وحول تجربته الشخصية فى التعايش مع مرض الصدفية والتغلب عليه، يقول أحد المرضى بالصدفية: أثقلت الإصابة بالصدفية كاهلى، إذ أخوض معها معركة مستمرة منذ سنوات طويلة، لكنّ الدعم الكبير الذى وجدته من عائلتى كان العامل الأول الذى ساعدنى فى التغلب على العديد من التحديات، كما ساعدنى فى العثور على إخصائى الأمراض الجلدية المناسب والعلاج المناسب للسيطرة على المرض بدلاً من أن يسيطر المرض علىّ.