انطلقت ظهر اليوم الأربعاء فعاليات الجلسة الافتتاحية للاجتماع الدوري العاشر للجمعية العمومية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، والتي أقيمت بفندق رمسيس هيلتون وسط القاهرة، وينعقد هذا الاجتماع بصفة دورية كل ثلاث سنوات التزاماً بمباديء الحكم الديمقراطي. وتتولى الجمعية العمومية مهام مراجعة التقارير الأدبية والمالية لمجلس الأمناء المنتهية ولايته اتساقاً مع إحترام مبادئ الشفافية، فضلاً عن انتخاب مجلس الأمناء للدورة الجديدة 2018 – 2021، ووضع خطة وبرنامج العمل للفترة ذاتها، بالإضافة الى مراجعة أحكام النظام الأساسي. وقد شارك في الجلسة الافتتاحية للجمعية، كل من الأستاذ "محمد فائق" رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، والسفير "أحمد إيهاب جمال الدين" مساعد وزير الخارجية، والأستاذ "علاء عابد" رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بالإضافة إلى كل من الأستاذة "مها البرجس" رئيس مجلس الأمناء، والأستاذ "علاء شلبي" الأمين العام للمنظمة. في البداية قال محمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن المنظمة العربية لها تاريخ عريق، ولابد من المحافظة عليها باستمرار، مستطردا: "في عام 1983، تواصلنا مع جميع الدول العربية لتأسيس الجمعية، ولكننا لم نلقى قبول أي دول". وأضاف فائق، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للاجتماع الدوري العاشر للجمعية العمومية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن المنظمة لها دور عظيم، وناضلت كثيرا، مشيرا إلى أن حركة حقوق الإنسان، هي حركة وطنية في المقام الأول. وأشار فائق، إلى ضرورة المحافظة على كل ما وصلنا إليه في هذا المجال، والناتج عن نضال استمر لأعوام، مشيرا إلى أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان، هي منظمة متميزة وتعتبر أول منظمة تعمل على مستوى الوطن. وتابع رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، أننا نواجه مشكلة تحلل بعض فروع المنظمة في بعض البلدان بسبب الأوضاع الحالية ولكننا نسعى لمعالجة هذا الأمر. وأعرب علاء شلبي الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، عن سعادته وتقديره الكامل لكل من شارك في مؤتمر الاجتماع الدوري العاشر للجمعية العمومية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، الذي أقيم ظهر اليوم بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، لافتًا إلى أن مشاركة الجميع تُثري أعمال الجمعية. واستعرض خلال كلمته بالمؤتمر مسيرة المنظمة العربية لحقوق الإنسان، والتي تم تأسيسها في العام 1983 قبل 35 عاماً وأنها تشكل علامة فارقة على طريق تطور العمل المدني في وطننا العربي، وهو ما أهلها بقوة للعب دورها التاريخي كرافد رئيسي لميلاد الجيلين الثاني والثالث من حركة حقوق الإنسان في المنطقة. وأكد الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن التطورات السابقة والأحداث الراهنة وضحت صواب الرؤية التي رسخها الآباء المؤسسون والرواد الأوائل للمنظمة، من تبني منهجية العمل المدني عبر التمسك بمؤسسات العضوية المفتوحة والعمل الجماعي، والحكم الديمقراطي الداخلي، وفلسفة التطوع. وأشار إلى أن ما توارثته أجيال منظمة حقوق الإنسان من مخزون خبرات وتجارب ونماذج ناجحة، كان دوماً عنصراً فائق الأهمية في تحفيز الجهود للمحافظة على صدارة المشهد الحقوقي من الناحيتين المهنية والموضوعية. ولفت أن خيار المنظمة كان دوماً هو الحفاظ على استقلاليتها، وذلك لا يتحقق إلا في اتجاهين مزدوجين، أي الاستقلال في العلاقة مع الداخل العربي ومع الخارج الأجنبي، وهي مهمة ليست سهلة على صعيد العمل الحقوقي في عالمنا العربي بأوضاعه المتشابكة والمعقدة، مؤكدًا على أن المنظمة دوماً قادرة على إعلان مواقفها وآرائها بوضوح وجرأة. وتابع: "ففي الوقت الذي تتواصل فيه ملاحقة السلطات لبعض الحقوقيين قضائياً وأمنياً في عديد من بلداننا العربية، لا يمكن لأحد تجاهل قيام ميليشيات العنف والإرهاب بقتل واختطاف عشرات الحقوقيين في ساحات النزاع والاضطراب الإقليمي". وجه في ختام كلمته الشكر للسلطات المصرية على ما قدمته من تيسيرات عديدة ومتنوعة لإجتماع اليوم بالرغم من صعوبات الاضطراب الإقليمي، بالإضافة إلى زملاء أعضاء الأمانة الفنية الذين سهروا ليال طويلة خلال الشهرين الأخيرين للتحضير لهذا الاجتماع. قال السفير أحمد إيهاب جمال الدين، مساعد وزير الخارجية بمنظمة حقوق الإنسان، إن منظمة حقوق الإنسان علامة فارقة بين المنظمات في ترسيخها لقواعد الإنسانية لأفراد الشعوب، لافتا إلى الدور الكبير الذي قام به مؤسسين المنظمة وما تركه من هم قبلهم من انجازات وثمار وبصمة لتاريخها. واضاف إيهاب، خلال كلمته بالاجتماع الدوري العاشر للجمعية العمومية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، دور منظمة حقوق الإنسان في الوطن العربي كافة وجهودها في توفير مناخ مناسب للحقوق البشرية، لافتا إلى أنها كانت تسابق الزمن من أجل تحقيق أهدافها المرجوة في بناء دول القانون والعدل في شعوبنا العربية. ولفت إيهاب، إلى أن المنظمة على الرغم مما واجهته من إخفاقات أحيانا، إلا أنها تجاهد باستمرار فهي تتطلع لبناء شعوب تتحلى بحقوق الإنسان تتوافر فيها الإرادة السياسية للجميع. وأكد إيهاب، أن مبادرات حقوق الإنسان توجه رسالة قوية للجميع دول العالم، متمنيا لمنظمة حقوق الإنسان والمجتمع المدني التنمية والازدهار من أجل تكميل وترسيخ ما بدأته المنظمة من قبيل الزمن.