التقت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة بمجموعة متميزة من "شيفات" سلاسل الفنادق العالمية فى مصر للاستماع لمقترحاتهم لرفع جودة الخدمات الفندقية المقدمة للسائحين . وقد حضر الاجتماع الدكتورة سها بهجت مستشارة وزيرة السياحة للتدريب، و جيهان فتحى مستشارة وزيرة السياحة للموارد البشرية. استهلت الوزيرة اللقاء بالتأكيد على دعم القيادة السياسية لقطاع السياحة فى مصر باعتباره قطاع هام وحيوى يخدم أكثر من 70 صناعة مرتبطة، ويعمل به شريحة كبيرة من المصريين بشكل مباشر أو غير مباشر، وأشارت إلى أنها تتمنى أن يكون في كل بيت مصرى فرد يعمل بالقطاع السياحي. وأكدت الوزيرة على أهمية رفع كفاءة العنصر البشرى من خلال تقديم دورات تدريبية له تليق بحجم قطاع السياحة المصرى، موضحة أن جودة الخدمات السياحية لها دور كبير فى تعظيم تجربة السائح فى مصر وهي التي تدفعه الى تكرار زيارته مرات عديدة، وأضافت أن الوزارة تضع نصب أعينها النهوض بهذه الخدمات لا سيما معايير الصحة والسلامة، وتدريب الذين يتعاملون بصفة مباشرة مع الأغذية والمشروبات، لافتة إلى أهمية تفعيل الدور الرقابى للوزارة فى التفتيش على المنشآت الفندقية. وأشارت الوزيرة إلى أهمية تنظيم برامج تدربيبة متنوعة للعاملين، وبرامج مباشرة لخريجى معاهد وكليات السياحة والفنادق، ومدارس التعليم السياحى الفني وعددهم 52 مدرسة، مضيفة أن تدريب العاملين بالقطاع سيكون بشكل تصاعدى لإعادة تأهيلهم على أعلى مستوى. وأكدت الوزيرة على أهمية منح هؤلاء المتدربين شهادات معتمدة من جهات مختلفة، وأن يتم تنظيم مسابقات للشباب العاملين بالقطاع السياحى فى المحافظات السياحية المختلفة. وأشارت الى أهمية تمكين المرأة فى قطاع السياحة وتأهيلها للعمل دون تفرقة بينها وبين الرجل، مع الحفاظ لها على كافة الحقوق. ومن جانبهم قدم الشيفات شكرهم للوزيرة على هذا اللقاء المثمر والأول من نوعه، موضحين أن تدنى مستوى الخدمات السياحية يعزو الى عدة عوامل منها عدم الاهتمام بعنصر تدريب العاملين بالقطاع لفترات طويلة، وهجرة العمالة المدربة إلى الخارج، وطلبوا أن يكون للوزارة دور فى إلزام أى إدارة فندقية بالاهتمام بتدريب العمالة السياحية. وخلال الاجتماع أعرب الشيفات عن كامل استعدادهم للمساهمة فى نهضة قطاع السياحة كجزء من واجبهم الوطنى، وتلبية أى دعوات لتحقيق ذلك سواء من خلال مشاركتهم فى لجان تحكيم مسابقات أو دورات تدريبية سريعة او أن يكونوا مثال لقصص نجاح للعاملين فى القطاع. وأشار أحد الشيفات إلى الدورات التدريبية المتميزة التى كان يقدمها مركز الطهاة التابع للوزارة لمدة سنتين ، مطالبين بعودة تنظيم هذه الدورات مرة أخرى إنما لمدة أقصر. كما قدم الشيفات بعض المقترحات من بينها تنظيم بعض الدورات التدرببية للعاملين بالقطاع فى دول شرق اسيا على سبيل المثال، وقيام الوزارة بالإشراف على مدارس التعليم السياحى الفني والكليات الفندقية لأخذ المتميزين من كل دفعة وتدريبهم فى الإجازة الصيفية وتوظيفهم فى الفنادق المصرية. وأشاد أحد الشيفات بمعهد ايجوث بالإسكندرية الذى يعتبر من أفضل معاهد التدريب لإخراج كوادر سياحية مدربة على أعلى مستوى. وفى هذا الشأن أشارت الدكتورة سها بهجت إلى أن مهنة الشيفات من المهن التي يستغرق تدريبها وقتا للوصول بالمتدربين للنتيجة المرجوة، مشيرة إلى أهمية مقترح تنظيم أكثر من برنامج تدريبى بفترات متنوعة ما بين 3 و 6 أشهر كتهيئة سريعة للمتدربين. وأضافت أنه يمكن إعداد برامج دراسة كاملة لمدة سنة أو أكثر، وبرنامج لخريجى السياحة والفنادق، وبرامج متنوعة لتعلم فنون المطابخ المختلفة حول العالم كالمطبخ الصينى والمطبخ الهندى. وأشارت إلى أهمية مشاركة هؤلاء الشيفات فى لجان تحكيم المسابقة التى ستتم فى شهر نوفمبر المقبل للسنة الثانية على التوالى تحت رعاية الوزارة لمدارس التعليم الفنى والفندقى. ومن جانبها أشارت جيهان فتحى مستشارة الوزيرة للتنمية البشرية الى أنه فى إطار اعادة الهيكلة سيتم الاستفادة من خبرات مثل هذه الكفاءات والنماذج المشرفة كأمثلة نجاح يمكنها أن تلعب دورا هاما فى تغيير الصورة عن الشيف المصرى ووضعه فى مكانة متميزة. وأوضحت أن ذلك يمكن أن يتم من خلال التعاون معهم لتقديم قصص نجاحهم للمتدربين، بالإضافة إلى تحديد أهم الملامح والعوامل التى ساهمت فى نجاح هذه الكفاءات و التحديات التى واجهتها لوضع معايير محددة تساهم فى اختيار افضل العناصر الشابة المدربة فى هذا المجال لتمكينهم من اعتلاء المناصب العليا فى مجال المطابخ بالفنادق الكبرى، ومن ثم تحسين مستوى الماكولات المقدمة للسياح بأفضل جودة وأعلى مستويات الصحة الغذائية. وفى نهاية اللقاء دعت الدكتورة رانيا المشاط لعقد عدة جلسات مع مستشارة وزيرة السياحة للتدريب، وممثلى غرفة المنشآت الفندقية لدراسة آليات تفعيل هذه المقترحات ووضع خطة واضحة بخطوات محددة فى هذا الشأن ليتم عرضها على الغرفة القادمة المنتخبة.