ألقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش كلمته الافتتاحية، اليوم الثلاثاء، في انطلاق أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث حذر من تزايد الفوضى وسط تهديدات بانهيار النظام العالمي المستند إلى القوانين. وقال جوتيريش في كلمته أمام أكبر تجمع للقادة في العالم والذي تشارك فيه 193 دولة، إن الثقة في النظام العالمي الذي يستند إلى القوانين وبين الدول "عند حافة الانهيار، وأن التعاون الدولي أصبح أكثر صعوبة". وأكد جوتيريش أن "النظام العالمي اليوم يزداد فوضى، وعلاقات القوة أصبحت أقل وضوحاً.. والقيم العالمية تتعرض للاندثار، والمبادئ الديمقراطية محاصرة". ولم يستهدف جوتيريش بانتقاداته أي دولة تحديداً لكن هناك مخاوف بين الدبلوماسيين في الأممالمتحدة بأن العالم يتعرض للتقسيم إلى مناطق نفوذ والعودة إلى الخصومات بين القوى العظمى. وتابع "اليوم ومع تغير ميزان القوى فإن خطر المواجهة قد يتزايد"، مضيفاً "أجندة حقوق الإنسان تتراجع والسلطوية تتزايد". ودعا غوتيريش قادة العالم إلى تجديد التزامهم بالنظام العالمي المستند إلى القوانين، بحيث تكون الأممالمتحدة في صلبه لمواجهة "التهديدات الوجودية الهائلة على الناس والكوكب"، مؤكداً "لا يوجد سبيل مستقبلي سوى العمل الجماعي المنطقي من أجل المصلحة الجماعية". واستعرض الأمين العام للأمم المتحدة المشاكل التي يواجهها العالم، مشيراً إلى أن جهود السلام تفشل وأن احترام الأعراف الدولية يتلاشى، قائلاً "هناك غضب من عدم قدرتنا على إنهاء الحروب في سوريا واليمن ومناطق أخرى". وأشار إلى أن "الروهينجا لا زالوا منفيين ويعانون من الصدمة والبؤس وما زالوا يتطلعون إلى السلامة والعدالة". وعن القضية الفلسطينية، قال غوتيريش إن حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني "أصبح أكثر بعداً" بينما التهديد النووي "لم يتراجع". وشدد غوتيريش على التغير المناخي معتبره "أولوية ملحة"، محذراً من أنه في حال عدم القيام بعمل ملموس خلال العامين المقبلين لتقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة فإن العالم قد يواجه تسارعاً في التغير المناخي. وقال إن "التغير المناخي يتحرك بسرعة أكبر من سرعتنا على مواجهته وقد أحدثت سرعته صرخة استغاثة مدوية حول عالمنا". ويشارك في اجتماع الجمعية العامة نحو 130 من زعماء العالم من بينهم ترمب والرئيس الإيراني حسن روحاني الذي سيلقي كلمة كذلك الثلاثاء، كما سيتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المنادي بالتعددية.