كتبت- إسراء عادل: بعدما سارت السموم في عروقه، وتملكت منه تلك الساحرة الشريرة وهي "المخدرات"، تبدل حاله وتخلي عن نخوته ورجولته بعد ما أصبح زليلاً لهذه السموم، ثم قتل غيرته بعد أن أغلقت أمامه كل الطرق للحصول على المخدرات، فلم يجد حالاً للوصول إلا بعد ما طلب منه "الديلر" الذي يبيع له، إقامة الرذيلة مع زوجته مقابل جرعة. في البداية عاشت "مريم" قصة حب غامرة مع جارها جمعت بينهم، ثم تمكن الحب بداخلهما، فقرر "مجدي" الذهاب إلى منزل أسرتها ليطلبها منهم، ومرت أيام وشهور حتى جاء اليوم الموعود وتم زواجهما، فكانت تعتقد أن الدنيا فتحت ذراعيها لها، ووصلت لحلمها الذي لم يفارق خيالها يوماً، وتخيلت أن حبهما سيزداد أكثر بعد الزواج، وأن الحب والمودة سوف يرسمون حياتهم، فلم تتوقع بتاتاً أن يسقط حلمها أرضاً ويتحول الي كابوس يعتم الدنيا في عينيها. حيث كان"مجدي" يشهد له الجميع بحسن الخلق والطباع، وحديثه كأشهى ما يكون الحديث، لم يكن موجودا في مكان إلا أن يسوده السرور، وتغمره الفكاهات تنطلق على إثرها الضحكات من القلوب، وسيرته التي تتداول بين الناس بأطيب الأقاويل، ولكن سرعان ما أنقلب حاله بعدما اقترب منه أصدقاء أشباه الشياطين في أفعالهم، ثم قاموا بأستدراجه معهم في طريقهم الملعون، ومرة تلو الأخرى أصبح مثلهم دخل في طريق لم يعلم عن نهايته شيئاً، فالسموم تسير في عروقه حتي بات عبداً لها. اكتشفت "مريم" إدمانه للمخدرات حتي وقع الأمر عليها كالصاعقه، أرادة مساعدته والخروج من تلك الكارثه التي تحوم حولهم، وظلت تتحدث معه كثيراً وترجوه أن يبتعد عن هذا الطريق، ولم تدخر جهدا لمساعدته في الشفاء، ولكن لم تحرك له كلماتها وتوسلاتها ساكنا وخشية الفضيحة التي ستلحق بأطفالهم الصغار، ثم نشبت بينها وبينه مشاحنات كثيرة استمرت طويلاً، ورضت بنصيبها خوفا على أبنائها الصغار، لكن حدث ما لم يتخيله عقل أو يقبله. لم يتبق له شيئاً لجلب سمومه اليوميه، باع كل ما يملك من أجلها، حتي جاءت معاد جرعته وهو لا يملك ثمنها، فتخلي عن كرامته وظل يتوسل "الديلر " الذي يبيع له أن يعطيه جرعه من المخدر، ولكن لم يكن الأمر بهذه البساطة، فوافق الديلر مقابل أقامة وممارسة الحب المحرم مع زوجته، لم يفكر كثيرا وأصطحبه معه إلى منزله لم تراوده نفسه ولو لبرهة، بعدما ماتت رجولته وتجرد من كل مشاعر النخوه، وأقتحما عليها غرفة نومها، وهي بقميص النوم، صدمت مما رأت أمامها وانتفضت من فوق سريرها توبخه، وتنهره، ثم هرولت مسرعة بحثا عن ثيابا تستر بها جسدها ونفسها ولكن حدث ما لم يحمد عقباه. سقط من نظرها، وتحول حبها له إلى كراهية وغيظ وإنتقام بعد أن قام ببيعها بهذة السهولة، وقررت الطلاق ثم اتخذت "مريم"أحد أركان محكمة الأسرة بالقاهرة، تعلو وجهها مسحة حزن دفين، يكسو الاحمرار عينيها من كثرة البكاء، بعدما أشهرت غددها الدمعية إفلاسها، وتوقفت عن ضخ الدموع، والإرهاق راقدا تحت جفنيها، وعيناها ذابلتين مما مرت به.