وصف البعض ميدان التحرير بأنه صار أشبه ما يكون بالمدينة الفاضلة أو "يوتوبيا"، وصار من كانوا في قلب الأحداث ينشدون أن يصير المجتمع الذي يعيشونه خارج الميدان هو ميدان تحرير آخر بقيمه وأخلاقياته التي ضربت أروع الأمثلة في تحضر الثوار في علاقاتهم ومعاملاتهم مع من اجتمعوا معهم علي الهدف ذاته، وشاركوهم في ثورتهم ونادوا بمطالبهم المشروعة. ومن أجل الحفاظ علي هذه الروح وحماية هذا النسق الأخلاقي الذي قلما كان يشاهد خارج الميدان، عمل مجموعة من الشباب ممن شارك في الثورة علي تدشين أكثر من "جروب" يدعو للحفاظ علي أخلاق الثورة وحمايتها من الضياع خارج الميدان. من هذه "الجروبات" المتعددة "جروب" بعنوان حركة أخلاق شباب الثورة" حيث يقول مدشنو الجروب تعبيرا عن الهدف منه: "احنا قررنا نعمل حاجة بسيطة ثورتنا كانت بجد ثورة ناجحة بكل المقاييس الثورية بس احنا هناخد جزء بسيط فيها واحنا شخصيا شايفينو، أهم جزء وهو أخلاقنا. وقال القائمون علي المجموعة ان أخلاق المصريين بجد اللي ظهرت وكنا فاكرينها ماتت إحنا شوفناها في ميدان التحرير ( البنات من غير تحرش.. شوفنا اللي بيساعدك بدون مقابل.. شوفنا اللي عايز يعدي ويقولك: بعد إذنك .. شوفنا للي بيقولك ممكن البطاقة ويقولك بعدها معلش احنا آسفين .. كنا بننزل نحمي بيوتنا وبيوت جيراننا .. نظمنا مرور شوارعنا أحسن من الشرطة .. نظفنا الميدان بعد ثورتنا .. شفنا الناس الكبيرة واقفين معانا وبيشجعونا بعد ماكانوا فقدوا الأمل فينا ) عشان كده لازم تكون دي أخلاقنا علي طول عشان دي أخلاق المصريين بجد ودي حركة تهدف لهدف أسمي بكتير من أي مكسب سياسي أو اقتصادي فهي بمثابة نبتة نزرعها في نفوسنا لتغيير أوضاعنا الداخلية.. وقال تعالي: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّي يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) صدق الله العظيم .........والله موفقنا". وهناك "جروب" آخر بعنوان "أخلاق ما بعد الثورة" ويقول مدشنوه: "من النهاردة مش هدفع رشوة، مش هكسر إشارة، مش همشي عكس الاتجاه، هحترم الطريق والناس سواء ماشي علي رجلي او راكب عربية، مش هرمي زبالة في الشارع، مش هشغل اغاني بصوت مزعج للناس، مش هشرب سجاير في أي مكان فيه ناس، مش هتخانق مع حد ولا هشتم حد، هكلم كل الناس باحترام صغير أو كبير مديري او موظف اقل مني في الوظيفة، وأي حد هلاقيه بيغلط في شغله في أي مكان هشتكيه حتي لو كان هيعطلي مصلحتي، وهقرأ الدستور الجديد وأفهمه وهروح انتخب عضو مجلس الشعب ورئيس الجمهورية، "هبدأ بنفسي" عشان بلدي ومستقبل أولادي يكون أفضل". أما "جروب" أخلاق الثورة فقال مؤسسوه ان مصر محتاجة أخلاق الميدان التي تخلوامن السباب والشتائم، وطالبوا الشباب بعدة أشياء منها: بلاش نرمي ورق في الشارع أو المواصلات. مش هنتريق علي أي حد بلاش معاكسات للبنات. مش هنشر إشاعات والكلام اللي أقوله أكون واثق منه. هفكر في فكرة تفيد بلدي مصر أحاول أنفذها لو أقدر، أو إني أوصلها لمسئول. لو لقينا ناس بتعمل حاجة تتنافي مع أخلاقيات الثورة أنصحه بطريقة كويسة.