كلما أمعنت فى أحوالنا ، وسوء تقديرنا للأمور ومشكلاتنا التى فرضت علينا بسبب العهد البائد الذى سرق مصر ، وندفع الآن أثمان الإستبداد والتسلط والعناد ، والإتجاه الى توريث مصر ، وسرقة ماتبقى من قوت الفقراء ، كلما نظرت يمينا ويسارا ، فلا ألمح إلا أوجاعا ورعبا ، فأرتعد خوفا ، أحقا تقترب مصر من الإفلاس ، بالطبع نعم.....طالما استمرت الإضرابات والوقفات الإحتجاجية على قدم وساق ، نعم طالما تعطل الإنتاج و كلما تكالبت علينا الكوارث من كل صوب ، بعضها كوارث بفعل القضاء والقدر ، وأخرى مفتعلة صنعت بأيادى مصرية تؤكد لنا كل لحظة أنها لن تهدأ أو تستكين ألا بعد تحقيق أهدافها ، فغياب الوعى ، والأمية التى أعمت العقول عن الصالح والطالح لمصر ، لماذا يسيرون خلف الهتافات الهدامة ، ثم يفشلون فى الإختبار ، المصريون باتوا ممزقين لايعرفون من يختارون من أجل الخبز وحليب الأطفال ، يصدقون كل مايقال ، يهرعون لكل من يرفع شعار الدين ، كملجأ فى الأزمات تعينهم على استشعار الأمل فى غد أفضل ، والأمل فى العيش الكريم ، بالصلاة ثم بالعمل ثم العمل ، الليل قبل النهار لتعويض مافات ، ثورتنا الملهمة التى تدرس فى كل جامعات الدنيا ، لسلميتها وقوتها وقدرتها على العبور نحو التغيير ، لماذا الآن نقف فى منتصف الطريق ، الأخطار تحدنا من كل اتجاه ، ولايمكن أن نغض الطرف عما يجرى من حولنا ، هاهو السودان الشقيق بعد أن داهمه التقسيم الى دولتى الشمال والجنوب ، فصارا عدوين لدودين يخيم عليهما شبح الحرب ، كل طرف يعلن أسبابه ، وهى الدفاع عن حدوده وسلامة أراضيه ، يتناحرون ويعدّون العدة لتصير حربا ضروس وكانا قبلا سودانا موحدا ، مما يضعف من عضده ويؤثر سلبا على مصر كدولة حدودية ، ونحن تربطنا بالسودان علاقات تاريخية عريقة ، ويوما ما كنا دولة واحدة مصر والسودان ولايفوت إيران والتى تلعب بشكل مباشر وغير مباشر فى المنطقة من أجل تنامى المد الشيعى ، أن تنتهز الفرص من أجل مصالحها ، فهى تعرف متى وكيف تحقق مآربها ، ففى ظل الثورات العربية المتقدة ، وانشغال العالم بالجرائم الوحشية فى سوريا والإنتخابات الرئاسية لأكبر دولة عربية (مصر ) وما تفعله إسرائيل فى الفلسطينيين ، حت بات الأسرى منهم يضربون عن الطعام من هول التجنى والظلم الذى يتعرضون له للفت أنظار العالم ، نرى إيران تهرع الى زعزعة الإستقرار فى منطقة الخليج العربى كعادتها ، وإلا فمى معنى الزيارة التى قام بها أحمدى نجاد الى الجزر الثلاث ( أبو موسى ، طنب الصغرى ،وطنب الكبرى ، ) والمعروف أنها جزر إيماراتية لكن إيران تحتلها ، وتعتبرها جزر إيرانية ، تخضع لسيطرتها ، ومايحدث فى البحرين من مشاكل طائفية إيران ليست بمنأى عنه ، إن مصر تعى تماما أن الدول العربية مجتمعة ، مهما توافرت لديها الإمكانيات المادية ، ومهما كانت علاقتها جيدة بأمريكا كأقوى دولة فى العالم من حيث التأثير فى اتخاذ القرارات ، أو علاقتها المتميزة بدول أوروبا فإنها دون مصر ، تشعر أنها فى العراء ، مصر الإحتواء والحصن لاترغب الإ فى إعلاء المصلحة القومية ودون مقابل ، إلا تماسك الجبهة العربية ضد العدو الصهيونى ، أقول هذا لشدة خوفى من إطالة أمد المرحلة الإنتقالية ، والسفينة تتأرجح بين هذا وذاك من المرشحين ، لتنفيذ مخططات قد تودى بالأخضر واليابس ليس فى مصر وحدها ، بل فى المنطقة العربية برمتها ، فمتى نفيق ؟ متى نعدل الدفّة لصالح مصر ، حتى تعود لدورها الإقليمى الذى يرجوه منها كل العرب الذين لن ينعمون بالإستقرار والسلام إلا ومصر قوية ، وعودة الى عام 1990 عندما أقدم صدام حسين على فعلته الشنعاء بغزو دولة الكويت ، وكيف كانت مصر رمانة الميزان التى أعادت الأمور الى نصابها الصحيح بالوقوف الى جوار الحق ، وكانت لها اليد الطولى فى رد قوات الأشاوس المغاوير على أعقابهم