حاول أنور السادات منع حزب «الوفد» من العودة إلي الظهور بأي شكل.. كان أنور السادات حريصا لأبعد الحدود علي أن يكون «الزعيم الأوحد».. خاصة بعد ان حدث ان حملت جماهير الإسكندرية السيارة التي كان يقلها فؤاد باشا سراج الدين علي الاكتاف والرؤوس كما فعلت جماهير دمشق مع سيارة جمال عبدالناصر.. مع الفارق الكبير.. جماهير دمشق طردت بعد ذلك السيارة وراكبها من بلادها ولكن جماهير مصر ظلت وفيّة للأبد للوفد وسراج الدين. ولما تم رفض طلب سراج الدين بتكوين حزب الوفد رفع سراج الدين قضية وكسبها.. وتم تكوين حزب الوفد رغم أنف السادات.. الطريف في هذا الوقت أن ألَّف ومثَّل الساخر الكبير فايز حلاوة مسرحية بعنوان «يحيا الوفد»!!! وأقبل عليها الناس.. وحاول السادات وقتها دون جدوي أيضا.. فقد كان الموضوع بعيدا جداً عن حزب الوفد.. كان الموضوع وفدا أجنبيا نزل خطأ في قرية ريفية!!! المهم أن فؤاد سراج الدين بمجرد أن حصل علي رخصة تكوين حزب الوفد رأي ان أهم تحد أمامه هو أن يكسب الرأي العام بإصداره جريدة يقرأها كل الناس.. كان يري ان الجريدة الناجحة الواسعة الانتشار هي أهم عوامل نجاح الوفد والوقوف بقوة أمام السلطات الرسمية المعادية له. لذا فوجئت يوما أن اتصل بي فؤاد باشا لكي ألتقي به في منزله في المساء.. وجدت معه أحمد أنور وكيل وزارة الثقافة والذي أدي دور مصطفي كامل في فيلمه الشهير وهو أيضا أحد أكبر وأقدم أعضاء الوفد المصري منذ أيام النحاس باشا. اتضح ان فؤاد باشا كان في الصباح في اجتماع مع مصطفي أمين الذي رشح له مصطفي شردي ومعه جمال بدوي وعباس الطرابيلي لكي يتولوا الجريدة الأسبوعية الجديدة.. باعتبار ان هؤلاء الثلاثة أنشأوا من العدم أهم صحف الخليج العربي.. والوفد محتاج حاليا لإنشاء جريدة أيضا من العدم.. وكان لقائي أيضا لكي أسرد تجربتي مع مجلة الأهلي.. أول مجلة تصدر عن ناد رياضي وكان توزيعها محل كلام كثير.. فقد كنا نوزع ربع مليون نسخة.. وكان الكلام عن كيفية (التموين المادي) وطرق جذب القارئ. وبدأنا - علي بركة الله - العمل... مصطفي شردي وزميلاه مع كاتب هذه السطور.. أين؟؟!! - في حجرتي المائدة والصالون في قصر فؤاد باشا.. نعمل علي المائدة.. ونرتاح في حجرة الصالون لمدة ثلاثة أيام.. واسألوا الصديق فؤاد بدراوي صاحب المنزل الذي لم يفارقنا بالكرم الحاتمي. أكثر من هذا؟؟ - أصدرنا أول عددين من حجرتي القصر قبل أن ننتقل إلي عمارة صاحب جريدة صوت الأمة ثم في منزل مهجور اكتشفه الباشا أنه أحد أملاك الأسرة خلف مجلة روزاليوسف.. ثم أخيراً في قصر البدراوي حاليا. لماذا اكتب هذا الكلام الآن بعد كل هذه السنوات؟؟ - ستعرف الإجابة في الخميس القادم بإذن الله.