بنك ناصر الاجتماعي يرعي المؤتمر العلمي الدولي لكلية الإعلام جامعة القاهرة    وزيرة التضامن تشهد انطلاق الدورة الثانية في الجوانب القانونية لأعمال الضبطية القضائية    الشعب الجمهوري يعقد اجتماعًا تنظيميًا لأمناء المرأة على مستوى محافظات الجمهورية    تعرف على جدول امتحانات الصف السادس الابتدائي 2024..وضوابط دخول امتحانات التيرم الثاني    "العمل": تحرير عقود توظيف لذوي الهمم بأحد أكبر مستشفيات الإسكندرية - صور    أسعار الذهب تهبط 20 جنيهًا للجرام.. وعيار 21 يسجل هذه القيمة    توقيع إتفاقيات عمل مع 4 دول لدعم حصص أعمال شركات المقاولات المصرية بمشاريع الإعمار    شركة القلعة تعلن تجميد أسهم المساهم الرئيسي بها لمدة عامين    محافظ الغربية يترأس الاجتماع الأسبوعي لمتابعة نسب تنفيذ مشروعات المحافظة    الرئيس السيسي يعزي رئيس الإمارات في وفاة الشيخ هزاع بن سلطان    ترامب ينتقد بايدن: انتظروا اندلاع الحرب العالمية الثالثة    «مدبولي» يشكر رئيس وزراء الأردن على التعاون غير المسبوق في دعم العمالة المصرية    الأونروا: 80 ألف فلسطيني فروا من رفح خلال 3 أيام بحثًا عن ملاذ آمن    حقيقة انتقال نجم بايرن ميونيخ إلى ريال مدريد    بطائرة خاصة.. سفر فريق الزمالك إلى المغرب لخوض نهائي الكونفدرالية    هل يقترب مدافع الوداد السابق من الانتقال للأهلي؟    معهد الفلك: العالم يشهد خسوفًا قمريًا يوم 18 سبتمبر 2024    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    محامي الشيبي يطالب بتعديل تهمة حسين الشحات: "من إهانة إلى ضرب"    أحمد عز وماجد الكدواني وريهام عبد الغفور أبرز الحاضرين لجنازة والدة كريم عبد العزيز    «ثورة الفلاحين» تستقبل الجمهور على مسرح المحلة الكبرى (صور)    دعاء الامتحان لتثبيت ما حفظت.. يسهّل الاستذكار | متصدر    بالتعاون مع المستشفى الجامعى.. قافلة طبية جديدة لدعم المرضى بمركزي الفيوم وسنورس    وزير الصحة: 14 مليار جنيه لدعم قرارات العلاج على نفقة الدولة سنويًا    لليوم الرابع على التوالي.. إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات لغزة    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    برلماني: توجيهات الرئيس بشأن مشروعات التوسع الزراعى تحقق الأمن الغذائي للبلاد    موعد بدء أعمال مكتب تنسيق الجامعات 2024 لطلاب الثانوية العامة والشهادات المعادلة    إيرادات فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" بعد 4 أسابيع من طرحه بالسينمات    حسين فهمي ضيف شرف اليوبيل الذهبي لمهرجان جمعية الفيلم    رجعوا لبعض.. ابنة سامي العدل تفجر مفاجأة عن عودة العوضي وياسمين عبد العزيز    البيتي بيتي 2 .. طرد كريم محمود عبد العزيز وزوجته من الفيلا    إنشاء المركز المصري الإيطالي للوظائف والهجرة لتأهيل الشباب على العمل بالخارج    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    هل تصح الصلاة على النبي أثناء أداء الصلاة؟.. الإفتاء توضح    تجنبًا لإلغاء التخصيص|«الإسكان الاجتماعي» يطالب المُتعاقدين على وحدات متوسطي الدخل بضرورة دفع الأقساط المتأخرة    السياحة والآثار: لجان تفتيش بالمحافظات لرصد الكيانات غير الشرعية المزاولة لنشاط العمرة والحج    اكتشفوه في الصرف الصحي.. FLiRT متحور جديد من كورونا يثير مخاوف العالم| هذه أعراضه    أحمد عيد: سأعمل على تواجد غزل المحلة بالمربع الذهبي في الدوري الممتاز    إمام وخطيب مسجد عمرو بن العاص يوضح حكم حج الرجل عن أخته المريضة    مفاجآت سارة ل5 أبراج خلال شهر مايو.. فرص لتحقيق مكاسب مالية    عاجل| مصدر أمنى رفيع المستوى يكشف تطورات جديدة في مفاوضات غزة    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    السكري- ما أعراض مرحلة ما قبل الإصابة؟    12 صورة بالمواعيد.. تشغيل قطارات المصيف إلى الإسكندرية ومرسى مطروح    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    البورصة تخسر 5 مليارات جنيه في مستهل أخر جلسات الأسبوع    مصدر عسكري: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في خططها العسكرية برفح بعد تصريحات بايدن    دعاء الامتحانات مستجاب ومستحب.. «رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري»    بوتين يحيي ذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية    طلب إحاطة بتعديل مكافآت طلاب الامتياز ورفع مستوى تدريبهم    عبدالملك: تكاتف ودعم الإدارة والجماهير وراء صعود غزل المحلة للممتاز    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    بعد العاصفة الأخيرة.. تحذير شديد من الأرصاد السعودية بشأن طقس اليوم    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير العراقي بالقاهرة ل"الوفد": نعد مشروع قرار يدين تركيا وإيران
قال إن عصابات "داعش" تعيش في حالة موت سريري
نشر في الوفد يوم 08 - 08 - 2018


حوار - هبة مصطفى:
بعد الإعلان الرسمي عن تحرير العراق من داعش الإرهابي، تجددت الآمال بأن العراق ستصبح دولة آمنة مستقرة خالية من الاضطرابات والتوترات والصراعات الأقليمية، وتتفرغ لإعادة الإعمار والبناء وعودة النازحين إلى مدنهم، ولكن تبين أن ثمة خطر أشد من وطأة التنظيم الإرهابي، ألا وهو الفساد والمطامع الأقليمية التي تنخر في الدولة العراقية.
وقامت تركيا بقطع المياه عن نهر دجلة، ما أدى إلى جفاف النهر، إلى جانب قيام إيران بقطع منبع اثنى عشر نهرا تخرج من إيران لتصب في جنوب العراق خاصة في الأهوار (المسطحات المائية).
من ناحية أخرى يعاني المواطن العراقي من فقدان الخدمات الأساسية ومنها الكهرباء خاصة في ظل ارتفاع درجة الحرارة الشديدة، فضلا عن الانتخابا ت الأخيرة التي لم يعلن نتيجتها حتى الآن، كل هذه العوامل أدت إلى انفجار الشارع في جنوب العراق ووسطه، وخروج الحشود من المتظاهرين إلى الشوارع للتعبير عن مطالبهم واحتياجاتهم.
في تصريحات خاصة لصحيفة "الوفد"، قال حبيب الصدر السفير العراقي في مصر، إن التظاهرات تعد ظاهرة صحية رسختها أجواء الحرية، تطالب بتوفير الخدمات أوصلت رسالتها للحكومة العراقية التي استجابت على الفور واتخذت إجراءات سريعة تلبية للمطالب الشعبية.
وأشار إلى أن المجتمع العراقي حافل بالعشائر العربية التي تتمتع فيها بالتعددية المذهبية ولو وصل الخلاف الطائفي إليها لأنهارت وتفككت، إلا أن العراق الآن يعيش حالة من الاستقرار والأمن لم يشهدها مسبقا.
وبشأن الصراعات الأقليمية على العراق، أكد حبيب الصدر أن ثمة مشروع قرار سيتم عرضه على مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في سبتمبر القادم يدين كلا من إيران وتركيا لإضرارهما بالواقع المائي العراقي.
وفيما يتعلق بنتائج الإنتخابات العراقية، قال السفير العراقي إن البلاد في مرحلة إعادة العد والفرز النهائي لصناديق الاقتراع المطعون بها ومن ثم التصديق على النتائج، للشروع في تشكيل حكومة ناجحة بعيداً عن المحاصصة، تستطيع تجاوز الأخطاء السابقة في الادارة
كل ذلك جعلنا نوجه اسئلتنا إلى حبيب الصدر السفير العراقي في مصر وكان لنا معه الحوار التالي:
لماذا خرج المتظاهرين إلى الشوارع وما توقعاتكم بشأن التظاهرات العراقية الأخيرة؟
التظاهرات التي شهدتها بعض مدن البلاد تعد ظاهرة صحية رسختها اجواء الحرية التي يتمتع بها العراقيون، واضحت جزءا من المزاج الشعبي العراقي، وقد كفلها الدستور والقانون شرط سلميتها، وهي في ذاتها تظاهرات مطلبية تريد ان توصل صوتها بشأن الحاجة الملحة في توفير الخدمات، وقد اوصلت رسالتها، والحكومة برئاسة الدكتور حيدر العبادي قامت بإجراءات سريعة على سبيل الايعاز بتخصيص الاموال الازمة وتوفير فرص العمل، ومن ضمن تلك الاجراءات سحب يد وزير الكهرباء لحين اكمال التحقيقات بشأن رداءة خدمة الطاقة الكهربائية، وكذلك اللقاءات المستمرة للسيد رئيس الوزراء مع وفود المحافظات للاستماع الى مطالبهم المشروعة و اتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذها.
اننا نستمع لمطالب مواطنينا، والتظاهر السلمي حق من الحقوق لهم وفيه ايجابيات عديدة، وأن أكثر من 99‎%‎ من المتظاهرين هم سلميون ولكن هناك من يريد ان يخلط الاوراق ولايريد ان تكون هناك دولة قوية، وأن بناء البلد يحتاج الى الوحدة والوقوف بوجه المفسدين.
نثمن غالياً خطاب المرجعية الدينية الاخير بشأن التظاهرات، هذا الخطاب المسؤول الذي يمكن ان نعده خطاب المرحلة، حيث رسم الطريق لتشكيل الحكومة القادمة على اساس البرنامج والكفاءة ومحاسبة المفسدين.
ونحن نؤكد اننا نحترم جميعاً التظاهرات وشتى وسائل التعبير بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم التضييق عليها، و نحميها وننشرها، شريطة منع استغلالها وحماية المجتمع والمواطنين من الاعتداء والاكاذيب والمعلومات التي تثير البغضاء والكراهية والتخريب من قبل العابثين والطائشين والارهاب، فالتدافعات الاجتماعية والتظاهر والاعتصام، ممارسات مهمة لانضاج الاراء وبناء عملية الوعي والاحساس بالمسؤولية والوطنية، فهي جزء مكمل من حريات وحقوق الشعب. والديمقراطية لا تعني الانتخابات فقط، بل تعني في جوهرها حكم الشعب، والتعبير عن ارادته، وتشكيل راي عام، ولعل المظاهرات من بين اسبابها ايضاً عدم وجود كتلة برلمانية معارضة تنادي بشواغل المتظاهرين، فالكل مشارك في الحكومة.
ما هي أبرز الخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية لتهدئة المتظاهرين؟
اتخذنا عدة خطوات منها
قيام وزارة المالية بتخصيص وتمويل النفقات الجارية بمبلغ( 3 ) مليارات
دينار من احتياطي الطوارئ الى محافظة البصرة / دائرة ماء البصرة لتغطية تكاليف تأهيل مشاريع الماء العاملة حاليا وفقا للاحكام العليا بتنفيذ الموازنة.
وقيام وزارة المالية بتخصيص وتمويل مبلغ ( 3 ) مليارات
دينار من احتياطي الطوارئ لعام 2018 لمشروع ماء ام قصر المدرج ضمن برنامج تنمية الاقاليم لعام 2018 / محافظة البصرة.
وقيام وزارة المالية بتخصيص وتمويل مبلغ قدره ( 9 ) مليارات دينار من احتياطي الطوارئ لعام 2018 الى محافظة البصرة / برنامج تنمية الاقاليم لاكمال تنفيذ ( 52 ) مقاولة مدرسة خلال ثلاثة اشهر .
وتعديل قرار مجلس الوزراء رقم 232 ليصبح كالتالي : - ( قيام وزارة المالية بتخصيص وتمويل مبلغ قدره ( 7 ) مليارات دينار من احتياطي الطوارئ لعام 2018 الى وزارة الموارد المائية لانجاز الاعمال المدنية لمحطة شط الرميثة / المثنى وتنصيب وتشغيل المضخات العمودية المجهزة من الوزارة آنفا ( الاعمال الميكانيكية والكهربائية ) وايصال التيار الكهربائي ).
وقرر مجلس الوزراء تقييم ومحاسبة المسؤولين عن سوء الاداء وتقديم الخدمات في الوزارات والحكومات المحلية في ضوء تقارير موضوعية ترفعها لجنة مختصة برئاسة ديوان الرقابة المالية وعضوية كل من الامانة العامة لمجلس الوزراء وهيئة النزاهة والهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات. كما امر السيد العبادي بسحب يد وزير الكهرباء على خلفية تردي خدمات الكهرباء.
وقرر المجلس ايضا تشكيل لجنة اعمار وخدمات المحافظات برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء تتولى تقييم الاعمار والخدمات في المحافظات ومتابعة احتياجات ومطالب المواطنين لتحسين الخدمات والاسراع في انجاز المشاريع الخدمية وتخول صلاحية مجلس الوزراء لتأمين التنفيذ السريع للمهام المذكورة.
ما الذي يحدث في العراق اليوم، وماذا عن الانتخابات العراقية؟
تم انجاز عملية العد والفرز اليدوي لصناديق الاقتراع المطعون بها ومن ثم التصديق على النتائج، للشروع في تشكيل حكومة ناجحة بعيداً عن المحاصصة، تستطيع تجاوز الأخطاء السابقة في الادارة، واستثمار النجاحات التي تحققت في الفترة الماضية على صعيد النصر على الارهاب والتلاحم المجتمعي، ووضع برنامج بالارقام والتواريخ لإطلاق عملية تسمح بمحاربة جدية للهدر والفساد، والحد من البطالة وتحسين الخدمات خصوصاً في الماء والكهرباء والصحة والتعليم.
كما نسعى إلى تبني مشاريع اقتصادية طموحة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، عبر بناء اقتصاد متنوع لايبقى اسيرا للحالة الريعية، مع ايجاد المؤسسات القوية القادرة على التخطيط وإقامة التنمية الاقتصادية، وتوفير الخدمات وفرص العمل، والرفاهية للمواطنين.
هل سيقبل العراقيون بنتائج الانتخابات اذا ما اكدت المفوضية ذلك؟
نحن في مرحلة الانتهاء من العد والفرز النهائي التي حدثت بأشراف قضائي من قبل السلطة القضائية التي تعد مستقلة في بلادنا استقلالا تاما، إلى جانب عمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، ومراقبة اممية دقيقية، واظهرت اغلب النتائج تطابقها مع حالتها الاولية حتى الان، وبعد الانتهاء سيتم التصديق على النتائج النهائية قضائياً. اما بشأن القبول بالنتائج فتقول ان العراقيين هم اختاروا من يريدون بحرية تامة فيكيف لايقبلون بنتيجة هم اختاروها.
ماذا عن الكتلة الاكبر؟
الكتلة الاكبر ستفرزها مشاورات الكتل السياسية، ونحن نترقب تشكلها في قادم الايام عبر الحوارات السياسية بين القوى.
أين ذهب داعش بعد تحرير المحافظات؟
عصابات (داعش) تعيش في حالة موت سريري، لانها اضحت عبارة عن فلول قليلة العدة والعدد معزولة في الصحاري والمناطق النائية، وفقدت بعد اعلان التحرير جميع مقومات بقائها وحواضنها البشرية، وهذا الفلول الضعيفة والمريضة نفسياً وعقلياً بفعل حقدها على البشرية قد تحاول اثبات وجودها هنا او هناك عن طرق القيام ببعض العمليات الصغيرة، لكننا نؤكد لكم ان العراق يمتلك اليوم رصيداً امنياً مهما سيدفع تلك الفلول الى التلاشي مستقبلاً، ومدننا تعيش استقراراً امنياً لافتاً لم تشهده من قبل، لكن داعش الفكر سيبقى موجوداً اذا لم تتضافر جهود دول العالم العربي والاسلامي في تجريده من منابره ومغذياته المالية والبشرية، لذلك يجب ان نتجه جميعاً صوب تجريم خطاب العنف والكراهية والتحريض الطائفي والمذهبي في القنوات الفضائية او الاذاعات او الصحف، وتدويل ملف الارهاب باصدار قرارات فاعلة من مجلس
الامن تهدف الى محاسبة الدول والمنظمات والجمعيات الراعية للارهاب، وفرض الرقابة على حركة الاموال والعنصر البشري والمواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي التي يسعى الارهابيون من خلالها الى غسل العقول بالافكار الشاذة، ومن الضروري ايضا ان تسهم الفواعل الاقليمية في مبادرات لتسويات سياسية للازمات بتشجيع الفرقاء على الحوار وتبني قوة الكلمة لاقوة الرصاص التي فتكت وارهقت الجميع.
يردد الكثيرون بأن العراق دخل مستقنع الصراعات الطائفية بعد 2003 رغم وعود امريكا بجعلها (يابان) الشرق الاوسط؟
في الحقيقة هناك لغط كبير في تحميل فترة مابعد عام 2003 وزر الطائفية، مع ان ممارسة الطائفية السياسية في ابشع صورها كانت في زمن النظام البائد، الذي ارتكب الابادة الجماعية بحق الاكراد، كما اقدم على جرائم بشعة من ضمنها المقابر الجماعية ضد ابناء محافظات الجنوب، ووضع قواعد تكرس الطائفية السياسية في تقلد الوظائف الحكومية، ولم يكتف الطاغية بذلك بل زاول التمييز العشائري والمناطقي على نحو ظالم، ووصل الامر الى اعطاء العلوية في ادارة الدولة لاسرته، لذلك ماظهر هنا وهناك من احتقان هو بسبب تلك تراكمات تلك السياسات البغيضة.
ونؤكد لكم بوضوح ان العراق لم يعش صراعاً طائفياً مجتمعياً، لان هذا الامر يتنافى مع قيم واصالة الشعب العراقي ونسيجه الاجتماعي، فالعشائر العربية لدينا فيها التعدد المذهبي ولو وصل الخلاف الطائفي اليها لانهارت وتفككت، لانها قائمة على الاخوة ووحدة الدم وما الانتماء المذهبي لديها الا من الثانويات، وبخصوص الصراع القومي، نؤكد لكم ان مدن كردستان العراق كمثيلاتها من مدن الجنوب كانت مضيفاً كبيراً لعشرات الالاف من الاسر النازحة من المحافظات التي وقعت تحت اسر الارهاب في حينها، كما لدينا في العراق زيجات مختلطة وهي من انجح العلاقات الاجتماعية. لكننا هنا لاننكر وجود بعض ممارسات (الطائفية السياسية)، وهذه الممارسات لها بعض ممتهنيها على نطاق ضيق، وقد كان لاصواتهم صدى مسموع في فترة سابقة ، لكن هذه البضاعة اصبحت كاسدة اليوم ليس لها سوق؛ بسبب وعي الشعب العراقي.
أما بشأن وعود تحويل العراق الى يابان الشرق الاوسط، فنود ان نشدد هنا ان نهضة البلدان تكون بسواعد ابنائها عندما تتوفر الامكانيات والخطط اللازمة لذلك، ونعول على المستقبل في حمل نسمات الخير في البناء والتنمية والنهوض، خصوصاً ونحن خرجنا اقوى من اصعب منعطف تأريخي تمثل بالحرب الشاملة على الارهاب والانتصار عليه.
بعد انسحاب الولايات المتحدة من المشهد العراقي لماذا تركته لعدوها اللدود إيران؟
في الحقيقة نحن نستغرب من هذا التحليل! العراق بتأريخه ودوره لايمكن ان يرضى بأن يكون دمية قش بيد هذا او ذلك، العراق هو الذي طلب من الولايات المتحدة الانسحاب دون قيد او شرط وبدون قواعد على اراضيه، وكان هذا الامر يمثل انتصاراً تأريخياً لنا.
ونشير إلى أن للعراق مواقف ورؤية قد لاتنسجم مع الرؤية الامريكية في عدد من المواقف المفصلية، كما اننا لسنا رهينة بيد اي طرف جار، ودليلي في ذلك ان العراق يحظى بعلاقات جيدة مع روسيا بالرغم من كونها منافس استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة، ويمتلك علاقات متطورة مع المملكة العربية السعودية، في الوقت الذي وصل فيه الخلاف بين الرياض وطهران الى صراع وتصدع كبير.
ونببن ايضاً ان طلب العراق من الدول العربية اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية صارمة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية ردا على قرار الرئيس (ترامب) المؤسف بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل في الاجتماع الوزاري العربي الذي ناقش تلك القضية إلا دليل على ما اقول ، وكذلك كان للعراق موقف في رفض حرق السفارة السعودية في طهران، لذلك نؤكد ان العراق دولة مستقلة لها رؤيتها الاستراتيجة المبنية على ثوابت وطنية محددة. وهناك مشروع قرار سيتم عرضه على مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في سبتمبر القادم يدين كلا من (ايران) و(تركيا) لاضرارهما بالواقع المائي العراقي.
ونشدد على ان الحكومة العراقية أمينة ومؤتمنة على الالتزام بسيادة العراق، وننحن لا نُجامل في مسألة السيادة، اما بشأن علاقتنا مع جمهورية ايران الاسلامية فنؤكد، انها قائمة على اساس حسن الجوار والتعامل بالمثل وتنمية المصالح المشتركة، وهذا هو منهجنا مع تركيا ايضاً ومع دول الجوار العربي وبقية دول المنطقة.
كيف تتابعون الحرب الاعلامية بين أمريكا وايران؟
في الحقيقة تشهد العلاقة بين الولايات المتحدة وايران حرباً وصراعاً ساخناً عبر اتخاذ واشنطن اجراءات عدة من ضمنها الخروج من الاتفاق النووي، والسعي لفرض عقوبات اقتصادية شديدة للضغط على طهران داخلياً، والتهديد كذلك بأجراءات عسكرية، والعمل على صياغة تحالفات ومحاور في المنطقة للتحضير الى صراعات ومواجهات جديدة، نحن لاننكر ان المنطقة تعيش في صراعات مستمرة وازمات ملتهبة، وارهاب يعشعش فوق ركام الصخب الاعلامي والتناحر والاستقطابات المتعددة، لكننا نأمل ان يسعى الطرفان الايراني والامريكي الى الحلول السلمية عبر التفاوض وطاولة الحوار، ونحن نقدر ان الحوار سوف لن يكون عادياً؛ لان امريكا مازالت القوة العظمى الاولى في العالم وايران تعد دولة مركزية في الشرق الاوسط بأعتراف باراك اوباما الرئيس الامريكي الاسبق.
ونشير الى ان الاستراتيجية الامريكية تجاه ايران ستكون بالدفع نحو المزيد من الاجراءات والضغط من اجل احتواء نفوذها في المنطقة ووضع حد لبرنامجها الصاروخي ودورها في سورية، لكن ايران ايضاً لها قوة سياسية مهمة في الشرق الاوسط ولديها اطلالة رئيسة على منطقة الخليج وخصوصاً مضيق هرمز الاستراتيجي، وفي تقديرنا ان من شأن الركون الى تسخين الاجواء وتفقيس الازمات سيؤدي الى العصف باستقرار المنطقة والعالم، لذلك نؤكد على ضرورات الحلول السياسية بعيداً عن لغة السلاح والتهديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.