نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية مقالا للكاتب الصحفي "روبرت فيسك" بعنوان "شارع الكتاب في بغداد يأبى أن يموت"، موضحا عظمة هذا المكان الذي عاش لسنوات طويلة معظمها مريرة على أهل هذا المكان الذي شهد حروبا طويلة، فعندما تسير في شارع "المتنبي"، وترى تمثال الشاعر العباسي، ينتابك شعور غريب بأنك تتجول في عقل مثقف عراقي مازال يسير في شارع يمكن ان يقتل فيه الانسان منذ خمس سنوات ماضية . أما الآن، فالشارع مليء بالناس مليء بالسيدات المحتشمات والفتيات الصغيرات بلا حجاب وبعض السافرات والرجال ذوي اللحى والعمامات السوداء والوشاحات الملفوفة على أكتافهم. وترى صور الحسن والحسين في كل مكان، ومن الجميل أن ترى على أرصفة هذا الشارع الكثير من الكتب المستعملة في شتى المجالات الدينية والفقهية والمصاحف والعديد من الكتب التاريخية التي تتحدث عن القومية العربية. يقول فيسك: آخر مرة كنت فيها هنا لم تكن هناك نساء سافرات، بل كانت الصورة الغالبة لرجال في منتصف العمر، علمانيون يفتشون عن كتب التاريخ، والكثير من بائعي الكتب هم من الشيوعيين. وكما تجد كتب "إدوارد سعيد" حول فلسطين، يمكن ان تقع يدك على كتاب مزيف وعدواني مثل بروتوكولات حكماء صهيون، وفي رصيف آخر يمكن أن تجد كتابا عن هتلر وآخر عن رومل، في بلد مزقته وطحنته ثلاث حروب كبيرة. فمقال الكاتب فيسك يود أن يشير إلى اختلاف الأحداث التي مر عليها هذا المكان مع مر العصور والأزمان إلا أن المكان خالد إلى الأبد مع كتبه المستعملة الموجدة في كل مكان من أنحاء هذا الشارع، فتلك الكتب هي تراث هذا الشارع.